يشعر الصائمون خلال الأيام الجارية، بعطش وإرهاق شديدين، خاصة خلال موجة الحر الشديدة التي تجتاح البلاد حتى وصلت درجة الحرارة إلى 44 درجة في الظل، وتعرض الكثيرين للإجهاد الحراري، وخاصة الفئات الأكثر عرضة من كبار السن والأطفال والسيدات الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة. وأكدت مايسة شوقي، أستاذ ورئيس قسم الصحة العامة بكلية الطب جامعة القاهرة ونائب وزير الصحة سابقًا، أنه لابد من تخفيف حدة حرارة الجو أثناء ساعات الصيام، لافتتة إلى عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة، وارتداء الملابس القطنية ذات اللون الفاتح، وقبعة خفيفة أو استخدام شمسية فاتحة اللون، ونظارة شمس لحماية العين من الأشعة فوق البنفسجية، واستعمال كريم مرطب لحماية الجلد من الجفاف، على أن يراعي الصائم تناول العصائر الفاترة والماء والشوربة مع بدء الإفطار بما لا يتجاوز كوبين، ثم الانتظار واستئناف الإفطار بعد ربع ساعة. وطالبت شوقي، الصائمين بتناول الأطعمة التى تساعد الجسم علي الاحتفاظ بالماء لفترة طويلة وتمنع العطش، ومنها الخضراوات الورقية مثل «الخس، والجرجير، والبنجر، والسلطة الخضراء»، وذلك خلال تناول السحور. وأشارت شوقي، إلى ضرورة تناول كميات كافية من السوائل بحيث لا تقل عن 3 لتر يوميًا، وتشمل السوائل الدافئة التي تحتوي على ملح الطعام، لتعوض الصوديوم الفاقد في العرق أثناء الصيام. وأضافت رئيس قسم الصحة العامة بالقصر العيني، أن المسنين من الفئات الأكثر عرضة لخطر ارتفاع درجة حرارة الجو، فيراعي لهم تقديم المشروبات الوفيرة من الماء والسوائل، ويفضل الماء واللبن أو العصير غير مضاف سكر له خاصة لمرضي السكري، لأن الجفاف الناتج عن عدم شرب السوائل الكافية يزيد لزوجة الدم وحدوث الجلطات وارتفاع ضغط الدم. وأشارت شوقي، إلى أنه قد يصاب الفرد بالإجهاد الحراري في حالة عدم شرب كميات كافية من السوائل في الجو الحار، ويعاني المريض من التعرق بشدة وسرعة النبض والتنفس وسرعة الانفعال والجفاف والغثيان أو القيئ، ويجب عليه البقاء بعيدًا عن الشمس المباشرة، والاستلقاء على الظهر مع رفع الساقين قليلًا، وشرب محلول معالجة الجفاف والماء أو العصائر، ووضع كمادات الماء البارد على الجبهة، وكذلك الاستحمام بماء معتدل البرودة، والذهاب إلى الطبيب في حالة عدم البدء بالشعور بتحسن كاف خلال ساعة. وتابعت، أنه قد يصاب الفرد ب"ضربة الشمس"، وهي حالة خطرة ومهددة للحياة، وأعراضها ارتفاع درجة حرارة المريض إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، وصداع شديد ودوخة ودوار، وارتفاع في درجة حرارة الجسم وجفاف البشرة واحمرارها، وقلة التعرق بالرغم من ارتفاع الحرارة، وضعف وتشنج العضلات القيء والغثيان، وسرعة ضربات القلب وصعوبة في البلع والتنفس وقد يحدث إغماء، وهذه حالة طبية طارئة، إن لم تعالج بسرعة، فقد تؤدي إلى تلف في المخ أو الوفاة. ومن الإسعافات الأولية لعلاج ضربة الشمس هي البقاء في مكان جيد التهوية أو بارد أو حتي مظلل، ونزع أي ثياب غير ضرورية من عليه، واستخدام كمادات المياة الباردة لخفض حرارة الجسم، وتوضع كمادات الثلج على الجبهة والرأس، ومناطق الإبط والفخذ والظهر، لأن تلك المناطق غنية بالأوعية الدموية القريبة لسطح الجلد، مع توجيه مروحة على جسم المصاب مع تبليل جسمه لتساعد في خفض الحرارة أسرع.