اشتهرت بأدوار المرأة القوية وأحيانًا المتجبرة، على المسرح وفي السينما وحتى على شاشة التلفزيون، هي من الجيل الذي ساهم في بناء المسرح مع مجموعة من نجوم الزمن الجميل أمثال فاطمة رشدي وزكي طليمات، إنها الفنانة زوزو حمدي الحكيم. ففي الثامن عشر من مايو بمحافظة المنوفية عام 1912، درست بالمعهد العالي للتمثيل حينما كان في طور الإنشاء الأول، وتخرجت منه 1934، وتزوجت مرتين، إحداهما من الصحفي المرموق محمد التابعي. عملت في فرقة فاطمة رشدي، ثم انضمت لفرقة زكي طليمات، قدمت عددًا من المسرحيات مثل "النسر الصغير" و"اليتيمة" و"الملك لير"، كما عملت في الإذاعة والسينما والتلفزيون، ومن أهم أدوارها السينمائية مشاركتها في فيلم "المومياء" للمخرج شادي عبد السلام، كما شاركت في فيلم "إسكندرية ليه" للمخرج يوسف شاهين، ومن أدوارها التلفزيونية مشاركتها في مسلسل "أفواه وأرانب"، و"أبناء في العاصفة"، وكان آخر أعمالها المسلسل الإذاعي "الحب المستحيل" عام1991، وفارقت دنيانا في نوفمبر 2003. وساهمت زوزو الحكيم في تأسيس المسرح الكويتي ضمن فرقة زكي طليمات المسرحية، ونستعرض قصة المسرح الأول الذي أسس في دولة الكويت على يد هذه الفرقة المسرحية. في عام 1961 سافر زكي طليمات، إلى الكويت وروى في شهادته حول تأسيس مسرح الكويت في مقال له نشر في جريدة العربي الكويتية، والذي عبر فيه عن مشاعره الأولى قبل السفر قائلًا: "حينما كنت فى القاهرة أحزم حقائبي للقدوم إلى الكويت، مستجيبًا لدعوة كريمة من جانب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لأن أتولى أمر توجيه النشاط المسرحي الذي تشرف عليه، وأُرسي أسسًا صحيحة في فنون التمثيل، كان تساؤل الناس يحوطني من كل جانب، وكأنني مقدم على مجازفة خطيرة، أو معركة غير متكافئة". ويروي طليمات أن مظاهر الفن المسرحي في الكويت حينما ذهبوا إليها كانت عبارة عن أنشطة وليدة تنحصر في الحفلات التمثيلية التي يحيها الطلاب بين جدران المدارس، والمسرحيات المرتجلة التي كان يقدمها المسرح الشعبي، ويقوم الرجال بأدوار النساء، لأن العرف السائد فى ذلك الحين يمنع المرأة من اعتلاء المسرح إلى جانب الرجل، حتى ولو كانت من غير نساء الكويت. وقال طليمات في مقالته أن الخطوة الأولى التي اتخذها قبل أن يقرر السفر، هي الحصول على موافقة المسؤولون على أن يستقدم معه من القاهرة ممثلتين محترفتين وهيئة ممن يديرون الحركة المسرحية. وكان الاختيار لفنانتين من فرقته، وهن زوزو حمدى الحكيم وجيهان رمزي، ووصف في مقالته "زوزو" بأنها فنانة ذات خبرة وماضٍ مشرف في خدمة المسرح. وأسس طليمات فرقة المسرح العربي، وقدمت أولى مسرحياتها، وهي مسرحية صقر قريش للكاتب محمود تيمور، ويفسر اختيار هذا النص بأنه يعبر عن أمجاد العروبة والأمة العربية لأنه يحكي قصة بطل عربي هو عبد الرحمن الأموي صانع تاريخ الأندلس.