11 دولة فى مجلس الأمن تعرب عن قلقها بشأن الوضع فى المنطقة.. وإسرائيل تهدد باستهداف منظومة «إس 300» فى سوريا كثّف الجيش السورى، أمس، قصفه العنيف على التنظيمات الإرهابية فى مدن وبلدات ريفى حماة وادلب (شمال)، فيما علقت منظمات إغاثية عدة، بينها برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، أنشطتها فى إدلب. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن وحدات الجيش وجهت ضربات مركزة على مقرات تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابى فى بلدة حاس بريف إدلب الجنوبى، ما أسفر عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير عدة مقرات للتنظيم الإرهابى كان يتخذ منها منطلقا لشن هجماته على المناطق الآمنة. وعلى الحدود الإدارية بين حماة وإدلب، نفذت وحدات من الجيش السورى عمليات مكثفة على محاور تحرك الإرهابيين بين قريتى حيش وكفر سجنة أسفرت عن إصابات مؤكدة فى صفوف الإرهابيين وتدمير آليات بعضها مزود برشاش وأسلحة وعتاد. وتسيطر جبهة النصرة مع تنظيمات إرهابية أخرى على إدلب وأرياف حلب الغربى وحماة الشمالى واللاذقية الشمالى الشرقى. وشهدت المنطقة هدوءا نسبيا منذ توصل موسكو حليفة دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة إلى اتفاق فى سبتمبر الماضى، نص على إقامة منطقة «منزوعة السلاح» تفصل بين مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية والفصائل. إلا أن القوات الحكومية السورية صعدت منذ فبراير الماضى وتيرة قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية لها لاحقا. ومنذ نهاية إبريل الماضى، بلغت وتيرة القصف حدا غير مسبوق منذ توقيع الاتفاق، وفق المرصد السورى لحقوق الإنسان. فى سياق متصل، أفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية أن منظمات إغاثية عدة، بينها برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة، علقت أنشطتها فى مناطق تشهد تصعيدا فى إدلب. وقال المكتب إن «بعض المنظمات علقت أنشطتها بعدما دُمرت مقارها أو طالتها الأضرار أو باتت غير آمنة». كما اتخذت أخرى قرارا بوقف الأنشطة حفاظا على سلامة العاملين معهم أو حتى نتيجة نزوح السكان بشكل كامل فى مناطق معينة. من جهته، أعلن برنامج الأغذية العالمى تعليق توزيع المساعدات لنحو 47 ألف شخص فى قرى وبلدات فى جنوب وغرب إدلب نتيجة تعرضها للقصف، مشيرا إلى أن بعض المتعاونين مع البرنامج اضطروا أنفسهم إلى النزوح وآخرين أصيبوا بجروح. فى غضون ذلك، أعربت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأخرى الأعضاء بمجلس الأمن عن قلقها العميق بشأن الوضع فى إدلب، محذرة من خطر وقوع كارثة إنسانية. ودعت 11 دولة من أصل 15 دولة هم إجمالى أعضاء مجلس الأمن، خلال جلسة عاجلة للمجلس، جميع الأطراف المتحاربة الوفاء بقواعد المساعدات الإنسانية السارية وبالهدنة التى أبرمت العام الماضى. ولم تؤيد كل من روسيا والصين وإندونيسيا وجنوب إفريقيا هذه الدعوة. من جهة أخرى، كشف سلاح الجو الإسرائيلى، أن منظومة صواريخ إس 300 الروسية فى سوريا وضعت فى الخدمة الفعلية وأن الجيش الإسرائيلى «يتجهّز لتحييدها للتوصل إلى حريّة الحركة فى كل نقطة أثناء حرب محتملة». وقال العميد تومر بار، رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلى، فى مقابلة مع صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، بأن «كل بطارية صواريخ تهدد حرية نشاطنا وإتمام مهمتنا قد تجد نفسها عرضة للهجوم». وأضاف بار: «من غير الصحيح التوقف عند موضوع ما إذا كانت (منظومة إس 300) تدار من قبل السوريين، أو تحت مراقبة الروس، فى كل الحالات علينا أن ننطلق من أن المنظومة جاهزة للتصدى لعملياتنا».