تقرير حكومى: بورسعيد ودمياطوالبحيرةوكفر الشيخوالدقهلية فى خطر.. و«الرى»: منحة من صندوق المناخ بقيمة 31.5 مليون دولار للمواجهة صياديون: الشواطئ تتآكل.. وعلى الحكومة التحرك بسرعة.. وأستاذ أنثروبولوجيا: مدن وقرى كاملة فى قارات أوروبا وإفريقيا وآسيا مهددة بالغرق تواجه خمس محافظات مصرية شبح الغرق نتيجة المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية، أبرزها ارتفاع منسوب سطح البحر، وهو ما يهدد عددا من القرى المطلة على الشواطئ، خصوصا فى ظل سوء حالة الطقس خلال الفترة الماضية. كشف تقرير حكومى، أعدَّته وزارة الرى، أن العواصف الشديدة الناجمة عن التغيرات المناخية، وارتفاع المد والجزْر المرتبطة بارتفاع منسوب سطح البحر تسبب فيضانات ساحلية تسفر عن غرق المناطق المنخفضة بشكل سنوى. وأضاف التقرير، الذى حصلت «الشروق» على نسخة منه، أن المناطق الساحلية لمحافظات: بورسعيد، ودمياط، والبحيرة، وكفر الشيخ، والدقهلية، والتى تنخفض فيها مناسيب الأرض، بين أكثر الأماكن تضررا من المخاطر الناجمة عن التغيرات المناخية، وأبرزها ارتفاع منسوب سطح البحر. وفى السابع من ديسمبر من العام الماضى، غمرت المياه جزءا من شاطئ مدينة بلطيم، أمام قرية الزهراء فى محافظة كفر الشيخ؛ بعدما ارتفع مستوى أمواج البحر نحو المترين، وهو ما أسفر عن إتلاف مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية والمزارع السمكية. حادث قرية الزهراء ليس الأول ولن يكون الأخير، وفقا لتأكيدات التقرير الحكومى، الذى أشار إلى أن احتمال تكراره قائم وبقوة، وهو الأمر الذى يطرح تساؤلات عن استعداد الحكومة للتعامل مع هذه المتغيرات، وبخاصة فى المحافظات الخمس. ونفَّذت وزارة الرى، بحسب تقرير لهيئة حماية الشواطئ، أعمالا صناعية لحماية المناطق الخطرة بمحافظات الدلتا، والمعرضة للنحر والتآكل، باستثمارات تقدر بنحو 3 مليارات جنيه على مدى السنوات الأخيرة، موضحا أن الهيئة حصلت على منحة من صندوق المناخ الأخضر والبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، بقيمة 31.5 مليون دولار (551 مليون جنيه تقريبا). وحدد التقرير 69 كيلومترا فى المحافظات الخمسة، وصفها بالمناطق «المنخفضة الحرجة»، تشمل: «12 كيلو مترا فى بورسعيد، تبدأ من منطقة بترول بلاعيم غرب بوغاز آشتوم الجديد حتى قرية الديبة، و12 كيلومترا فى دمياط، تمتد من شرق مدينة دمياط الجديدة حتى غرب محطة الكهرباء، و12 كيلومترا فى الدقهلية، من غرب مدينة جمصة الجديدة حتى شرق مصب طرد محطة صرف الزهراء. وتشمل المناطق 27 كيلومترا بمحافظة كفر الشيخ، من شرق محطة كهرباء البرلس حتى شرق المشروع التجريبى الثالث، و6 كيلومترات فى محافظة البحيرة، غرب مصب فرع رشيد. وأوضح تقرير الهيئة أن المشروع الجارى تنفيذه بالتعاون مع الصندوق الأخضر، يستغرق 7 سنوات، ويستهدف استخدام أنواع من الحماية تتلاءم مع البيئة الطبيعية للمنطقة الساحلية؛ للحد من مخاطر الفيضانات الساحلية، مع وضع خطة متكاملة لإدارة السواحل الشمالية المصرية من مخاطر تغير المناخ على المدى الطويل. وتستهدف الهيئة وضع خطة رصد وطنى تشارك فيها كل الهيئات والجهات المعنية برصد أى عناصر ذات صلة بالتغيرات المناخية، على أن تشمل: «آلية إنذار مبكر للتنبيه نحو التحرك فى الأوقات المناسبة لوقف المخاطر». وترتكز الهيئة فى أمر حماية الشواطئ على آليتين، الأولى: الأعمال الصناعية الجارى تنفيذها فى الأراضى الساحلية المنخفضة، وخاصة فى المحافظات الخمسة، والثانية: الأعمال الصناعية داخل المياه من صخور وحواجز صد تعرقل اندفاع الأمواج، التى تتسب فى نحر الشواطئ، مثل الأعمال الجارية فى محافظة الإسكندرية. فى محافظة كفر الشيخ، التى تمتد سواحلها على البحر المتوسط لمسافة 118 كم من البرلس إلى مطوبس قرب مدينة رشيد بمحافظة البحيرة، يعيش الأهالى حالة من القلق مع قدوم فصل الشتاء رغم إقامة عدد من السدود الرملية لصد مياه البحر المتوسط عن القرى والزراعات والطرق. وذكر محمد صالح، صياد بالبرلس بكفر الشيخ، أن مياه البحر وصلت فى أكثر من مناسبة خلال السنوات الأربع الماضية، إلى عدد من القرى القريبة من السواحل الشمالية، ومنها: قرى أبو دخان وبر بحرى والسيوف والعتارسة، وأسفرت عن خسارة مساحات من الزراعات. وأوضح أحمد نصار، نقيب الصيادين ببرج مغيزل فى مطوبس، أن محافظة كفر الشيخ اتخذت مجموعة من التدابير من أجل إنقاذ القرى والمدن الموجودة على سواحلها الشمالية، لافتا إلى أن المشروعات العملاقة التى تنفذ فى المحافظة مثل بركة غليون ستحمى الشواطئ. من ناحيته قال أستاذ الأنثروبولوجيا والجغرافيا بكلية التربية بجامعة كفر الشيخ، على إبراهيم، إن عددا من المناطق الساحلية على البحر المتوسط فى إفريقيا وأوروبا وآسيا مهددة بالغرق نتيجة لارتفاع منسوب سطح البحر جرَاء التغيرات المناخية التى يشهدها العالم. وقال أشرف محمدى، وكيل وزارة الرى بمحافظة كفر الشيخ، إن مشروعا ضخما جار تنفيذه لحماية شواطئ المحافظة بطول 28 كم، وباستثمارات قدرها 250 مليون جنيه. فى محافظة بورسعيد لا تختلف الصورة كثيرا عما بدا فى كفر الشيخ؛ إذ تبقى منطقة الديبة، المنخفضة عن مستوى البحر، والواقعة بنطاق حى غرب والتى يقطنها نحو 3 آلاف نسمة، آسيرة لموجات البحر المتوسط. وقال عمدة قرية الديبة، محمود الرودى، إن شاطئ البحر تعرض للنحر على مدى السنوات الأخيرة حتى بات قريبا من منازل أهل القرية. وعبر محمد فويلة، صياد وأحد سكان قرية الديبة، عن تخوفهم من أن تجبرهم التغيرات على ترك منازلهم و«مصادر رزقهم»، مشيرا إلى أن تجمعين سكنيين «كمبوند» قريبين من القرية أقاما سواتر ترابية بارتفاع عدة أمتار لحمايتهما من نوَّات الشتاء. وتحدث عميد كلية العلوم بجامعة بورسعيد، مجدى البنا، عن مجموعة من الإجراءات المقترح اتباعها للحد من تآكل الشواطئ، ومنها: إنشاء حائط خرسانى أو ردم وتعلية أعلى من أرض الطريق، ووضع حواجز خرسانية ميكانيكية وأخرى بيولوجية بزراعة بعض أنواع النباتات على الشاطى تتحمل الملوحة، وتعمل كمصدات للرياح وتثبيت خط الشاطئ. وقال مدير عام الهيئة العامة لحماية الشواطئ ببورسعيد العربى القشاوى إن منطقة الديبة غرب بورسعيد بدأت تنفيذ أعمال لحماية المناطق الساحلية من الفيضان البحرى، بعمل سور من الرمال يتم تنفيذه بمنطقة الشاطئ حماية للمناطق المنخفضة وهذا الجسر يعمل على تجميع الرمال مع عمل حاجز أمواج صخرى. فى البحيرة، تواجه شواطئ إدكو ورشيد نفس الأزمة، وقد عاينت لجنة من رئاسة الوزراء تآكل الشواطئ، قبل عامين وأقرت بأن الأمر فى غاية الخطورة، ويتطلب عمل سد للحفاظ على الشاطئ من الغرق، دون جديد.