موعد الإجازة الرسمية المقبلة في مصر للقطاع العام والخاص (5 أيام بأكتوبر عطلة أسبوعية)    بحضور وزير الزراعة السوري.. «سويلم» يفتتح الاجتماع ال38 للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه    موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 لموظفي الحكومة في مصر    قمة شرم الشيخ للسلام.. شهادة دولية على ريادة مصر وصوتها العاقل في الشرق الأوسط    تصفيات كأس العالم - رأسية فولتماده تمنح ألمانيا الفوز على إيرلندا الشمالية وصدارة المجموعة    من البيت.. رابط استخراج الفيش الجنائي مستعجل من الإنترنت (الأسعار والخطوات)    «شغلوا الكشافات».. بيان مهم بشأن حالة الطقس في القاهرة والمحافظات    أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم في مصر مع تحركات الأسواق العالمية    ترامب يعلن عزمه لقاء زيلينسكي في البيت الأبيض الجمعة المقبلة    طقس خريفي معتدل يسيطر على أجواء مصر اليوم.. وأجواء مائلة للبرودة ليلًا    النادي المصري يُثمن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني    عاكف المصري: قمة شرم الشيخ أكدت أن مصر الحارس الأمين للقضية الفلسطينية وخط الدفاع الأخير    رئيس مدغشقر يغادر البلاد دون الكشف عن مكانه    عماد النحاس يكشف عن رأيه في حسين الشحات وعمر الساعي    شادي محمد: حسام غالي خالف مبادئ الأهلي وأصول النادي تمنعني من الحديث    بريطانيا توجه رسالة شكر إلى مصر بعد قمة شرم الشيخ للسلام    سمير عمر: البوصلة لحل الدولتين عربية وإسلامية.. ومن الخطأ اعتبار أمريكا وحدها اللاعب الرئيسي    وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي التوليدي يعيد تشكيل العملية التعليمية    جولة داخل متحف الأقصر.. الأكثر إعجابًا بين متاحف الشرق الأوسط    وفاة شقيق عبد المنعم إبراهيم .. تعرف على موعد ومكان العزاء    أسعار الطماطم والبطاطس والخضار بالأسواق اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025    «اختياراته تدل على كدة».. رضا عبدالعال ينتقد حسام حسن: يحلم بتدريب الأهلي    «بين الأخضر وأسود الرافدين».. حسابات التأهل لكأس العالم في مجموعة العراق والسعودية    هبة أبوجامع أول محللة أداء تتحدث ل «المصري اليوم»: حبي لكرة القدم جعلني أتحدى كل الصعاب.. وحلم التدريب يراودني    ترامب: لا أعلم شيئًا عن «ريفييرا غزة».. ووقف إطلاق النار «سيصمد»    مدير منظمة الصحة العالمية يعلن دخول 8 شاحنات إمدادات طبية إلى غزة    «الإسكان»: 54 ألف حساب لأصحاب «الإيجار القديم» في أول يوم تقديم    «التعليم» توضح موعد بداية ونهاية إجازة نصف العام 2025-2026 لجميع المراحل التعليمية    شاهد سقوط مفاجئ لشجرة ضخمة على سيارة بمنطقة الكيت كات    توفير أكثر من 16 ألف يومية عمل ضمن اتفاقية تحسين مستوى المعيشة بالإسكندرية    «شرم الشيخ» تتصدر مواقع التواصل ب«2 مليار و800 ألف» مشاهدة عبر 18 ألف منشور    «زي النهارده».. وفاة الشاعر والإعلامي واللغوي فاروق شوشة 14 أكتوبر 2016    لا تدع لسانك يسبقك.. حظ برج العقرب اليوم 14 أكتوبر    إسعاد يونس: خايفة من الذكاء الاصطناعي.. والعنصر البشري لا غنى عنه    بعد استبعاد أسماء جلال، هنا الزاهد مفاجأة "شمس الزناتي 2"    أحمد التايب للتليفزيون المصرى: مصر تحشد العالم لدعم القضية الفلسطينية    دولة التلاوة.. تاريخ ينطق بالقرآن    4 طرق لتعزيز قوة العقل والوقاية من الزهايمر    هتشوف فرق كبير.. 6 مشروبات واظب عليها لتقليل الكوليسترول بالدم    التفاح والقرنبيط.. أطعمة فعالة في دعم صحة الكلى    علماء يحذرون: عمر الأب يحدد صحة الجنين وهذا ما يحدث للطفرات الجينية في سن 75 عاما    قرار جديد للشيخ سمير مصطفى وتجديد حبس صفاء الكوربيجي.. ونيجيريا تُخفي علي ونيس للشهر الثاني    مصرع شاب غرقًا في حوض زراعي بقرية القايات في المنيا    اعرف مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في بني سويف    تخصيص 20 مليون دولار لتأمين الغذاء والمياه والمأوى بغزة    أسعار السمك البلطي والبوري اليوم الثلاثاء 14-10-2025 في محافظة قنا    ضبط 10 آلاف قطعة باتيه بتاريخ صلاحية مزيف داخل مخزن ببني سويف    د.حماد عبدالله يكتب: القدرة على الإحتمال "محددة" !!!    أردوغان لميلوني في قمة شرم الشيخ: تبدين رائعة (فيديو)    قلادة النيل لترامب.. تكريم رئاسي يعكس متانة العلاقات المصرية الأمريكية    محافظ قنا يشهد احتفالية قصور الثقافة بذكرى انتصارات أكتوبر    قرار من النيابة ضد رجل أعمال نصب على راغبي السفر بشركات سياحة وهمية    جامعة بنها: إعفاء الطلاب ذوي الهمم من مصروفات الإقامة بالمدن الجامعية    وزير الري يشارك فى جلسة "مرفق المياه الإفريقي" المعنية بالترويج للإستثمار فى إفريقيا    دار الإفتاء تؤكد جواز إخراج مال الزكاة لأسر الشهداء في غزة    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد الشويخ: العازف مثل الطبيب يجب أن يطَّلع على أحدث الدراسات
نشر في الشروق الجديد يوم 10 - 04 - 2019

ريادتنا يجب أن تدفعنا إلى الاجتهاد والإخلاص حتى نحافظ عليها
الذوق العام لن ينصلح الا بعودة الفن للمدارس.. والفنان المصرى فى الخارج سفير لنا
الناس تنتظر حفلات ياسر عبدالرحمن وعمر خيرت.. وأم كلثوم وعبدالوهاب سبب تراجع الاهتمام بالكلاسيك
الطالب الآن يهتم بالدرجة والتقدير أكثر من إجادة العزف.. والإعلام يسعى خلف الأكثر شهرة

هناك مجموعة من الفنانين يعملون فى صمت، همهم الأول هو الإبداع فقط دون أن يحدثوا ضجيجا، تسمع عنهم قبل أن تراهم، تتعرف على إبداعهم قبل على أن تلتقى بهم، هذه النوعية من الفنانين استطاعت من خلال موهبتها وحرصها على الإجادة والتألق والعمل على موهبتهم الارتقاء بأنفسهم من خلال الدراسة و العمل الشاق.. هذه الفئة لا تهتم بالشو الإعلامى قدر اهتمامها برسالتها الفنية.. من بين هؤلاء الفنانين العالمى الدكتور خالد الشويخ عازف الفيولينه، وكعدد كبير من الموهوبين التحق بمعهد الكونسرفتوار للدراسة، وكان من حسن الطالع أن يتتلمذ على يد فنان روسى منحه أسرار العزف على تلك الآلة، ولأن والد الفنان كمال الشويخ كان أحد أعضاء فرقة أم كلثوم وظل طوال 40 سنة يعزف خلف الست، منحه أسرارا أخرى لهذه الآلة.
لم يكتفِ خالد الشويخ بذلك، حيث اتجه إلى سويسرا للدراسة والعمل، وهناك مُنح من الأساتذة وزملاء المهنة أسرار أخرى جعلته يزداد فى نبوغه.
** سألته كيف كانت البداية؟
الوضع كان بالنسبة لى بسيطا جدا ومهيئا؛ لأن والدى هو عازف الكمان كمال الشويخ، احد اعضاء فرقة السيدة ام كلثوم، وظل يستمتع لمدة 40 سنة فى العمل مع هذه السيدة العظيمة، حيث لعب معها اهم الالحان واجمل الكلمات، اما والدتى ما لا يعرفة الكثيرون فإنها الصوت الذى غنى فى اوبريت الليلة الكبيرة، المقطع الذى يبدأ ب «طار فى الهوا شاشى»، المطربة عصمت عبدالعليم، كما شاركت مع فريد الأطرش فى فيلم «آخر كدبة»؛ حيث غنت معه فى أوبريت «بساط الريح»، شقيقى أيضا يعزف كمان وسبقنى لسويسرا، فى فترة معينة، فكرنا كأسرة ان يسير شقيقى فى الفن وانا أكمل دراستى العادية، لكننى لم أستطع وقررت الاستمرار فى الفن، لأن الأسرة كلها كانت تجتمع فى نهاية الأسبوع على كمان والدى وصوت والدتى ولذلك كان من الصعب أن أترك الفن.
** اتجهت إلى الكونسرفتوار؟
هذا صحيح كان حلم كل الموسيقيين الأوائل والعازفين أن يلتحقوا بأحد المعاهد العلمية، لكن للأسف كثير منهم لم يلحق إنشاء أكاديمية الفنون أو عندما أنشئت كان بعضهم تخطى سن الدراسة ومنهم والدى، لذا كان حلم أبى أن يرانى ادرس فى الأكاديمية لذلك اتجهت مباشرة إلى الدراسة فيها، واستطعت تحقيق حلمة، تتلمذت على يد أستاذ روسى أكملت معه حتى تخرجى هو أيجور خاتشببيان، وهو تلميذ ديفيد اوسريا أهم عازف فى القرن الماضى، وقتها كانت الأكاديمية أساتذة من روسيا وتشيكوسلوفاكيا.
** كيف كان والدك يتعامل معك أثناء الدراسة؟
بعد كل درس كنت أعود إليه ليستمع إلى ما درسته فى هذا اليوم، وكان له بعض الملاحظات التى كنت حريصا على تنفيذها دائما، والتى جعلت منى عازف كلاسيك بداخلى روح شرقية، علمنى والدى كيف أختار أحلى ما فى الكمان، وهو اختيار الصوت الخارج منها، وهو أمر مهم لأنه يجعل المستمع إما يستجيب لك او ينفر منك، وبالتالى اصبح عندى الخبرة الروسية والخيال الشرقى.
** هل من الممكن أن نصنف عازفى الكمان فئات؟
فى رأيى هذا خطأ، فهى ليست مثل لعبة التنس تجمع عددا من النقاط وهنا يمكنك أن تحكم على اللاعب وتصنفه، هذا رقم واحد، والآخر رقم اثنين، لكن فى الكمان الوضع مختلف قد تجد عازفا بارعا فى أداء أعمال معينة، وتجده فى أعمال أخرى ليس على نفس المستوى، لا يوجد فى الكمان رقم واحد ورقم اتنين، وهذا على المستوى العالمى، كون واحد بارع فى اعمال معينة، لا يقلل منه عندما لا يعزف اعمالا اخرى بنفس المستوى.
** ماذا عن الوالدة هل كانت تدعمك؟
تركت أمر الموسيقى لوالدى، لكنها كانت طاقة ايجابية كانت فى ظهرى، فى البداية ارادت ان اتجه إلى الدراسة العادية، ولكن عندما وجدتنى منحازا للموسيقى تركتنى.
** لكن هناك من يجمع بين الدراسة العادية ودراسة الموسيقى؟
أتصور أن واحدة منها لابد أن تؤثر على الأخرى، لأن الموسيقى شاقة وتحتاج مجهودا، ممكن تعمل هذا، لكن عندما تريد أن تكون بارعا لابد من التفرغ، أما إذا كان الأمر هواية فقط من الممكن حدوث ذلك الأمر.
** الروس هل كانوا فعلا الأفضل عن أوروبا الغربية فى الكمان؟
بالفعل، وكانوا الأرخص، لكن لا ننكر المدرسة الألمانية والفرنسية؟
** ما الذى يميز المدرسة الروسية، وكذلك أبرز سلبياتها؟
الروس يتميزون بقوة الصوت، التكنيك يخرج صوت قوى، ولكنها على الجانب الآخر تفتقر للثقافة الموسيقية، وعندما يعزف مؤلفات كثيرة، يلعبها بنفس تكنيك المدرسة الروسية، لذلك تجد فى أوروبا الغربية لا يفضلون الاستماع لموتسارت من عازف روسى، لن يكون رشيقا، وطبعا لكل قاعدة شواذ، الجيل الجديد منهم ربما تدارك هذا الامر. ريبين وفنجاروف شباب مثقف عوضوا هذا الامر.
** وماذا عن محطة سويسرا؟
سافرت لها وانا طالب فى السنة النهائية فى كونسرفتوار القاهرة، وهناك دخلت كونسرفتوار جنيف بعد ان دخلت اختبار وتم اختيارى من بين 60 طالبا تقدموا لشغل مقعدين فقط، والحمد لله وفقت، قمت بعمل اجازة هناك وعدت لمصر للحصول على البكالوريوس ثم عدت مرة اخرى إلى جنيف، ووقتها كان والدى توفى، ووالدتى اصبحت وحيدة لكنها احترمت رغبتى من اجل مستقبلى، وكانت تضحية ان أترك والدتى، وبدأت هناك مع استاذ اسمه كورادو رومانو، وبعد فترة طلبوا عازفا فى اوركسترا جينيف للحجرة ودخلت الاختبار ونجحت.
** ما الفرق بين الدراسة هنا وهناك؟
الثقافة الموسيقية، هناك العمل يبدأ بعد ان يتأكد من إجادتك للاداء، بحيث يكون الاتجاه لاداء الجملة «التكنيك» لا يؤثر على العزف، يجب ان اعزف ما كتبه المؤلف كما أراد، الحمد لله استطعت من خلالى ادائى ان اطوع ما تعلمته.
** كيف دخلت اوركسترا جنيف للحجرة؟
تقدمت إلى الاختبار بعد أن طلبوا عازف والحمد لله وقع على الاختيار وتقدمت ايضا إلى اوركسترا سويس ريموند، والحمد لله وفقت. حتى بعد عودتى إلى القاهرة بشكل دائم اذهب من فترة لاخرى هناك، لأننى اعلم ان طرق العزف تختلف من فترة لاخرى، والعازف مثل الطبيب يجب ان يطلع على احدث التقنيات.
**ما أوجة الاختلاف بين الماضى والحاضر فى العزف؟
الصوت، عملوا درسات على هذا لأنهم وجدوا ان صوت الآلة فى الماضى لم يكن جيدا نظرا إلى الإمكانيات التى كانت موجودة وقتها، ثم انهم فى أوروبا دائما يسعون للتطوير، وأخيرا ظهرت مدرسة جديدة تطالب بعودة صوت الكمان لما كان علية وقت باخ. وهناك اصوات طلبت تصنيع آلات مثل القديمة تماما.
** هل هذا معناه حنين للماضي؟
نعم العالم كله عنده حنين للماضى لكن الاختلاف أنهم يبحثون عن أمور تجعل الأمر أكثر تشويقا، يحاولون عمل إضافات كل فترة من اجل الترويج.
** هل كانت هناك صعوبات مع العازفين فى سويسرا على اعتبار انك اجنبى؟
لا على الإطلاق، تعاملوا معى بشكل جيد، الصعوبة هناك فى دخول الاوركسترا، لأنك يجب ان تكون على أعلى مستوى وأفضل من مثيلك الأوروبى، لأنك هناك لو تساويت مع الأوروبى، فالأفضلية له، لكنه يستعين بك عندما يراك أفضل من الموجود، لكن المنافسة بالتأكيد كانت موجودة لأننى مثلا أريد أن أحسن من وضعى داخل الاوركسترا بالحصول على مقعد أفضل، بمعنى أنا دخلت كعازف أول، وبعدة فترة عملت على ان أكون أمامى «البيبتر الأول».
**على مستوى المعيشة فى الغربة هل وجدت صعوبة فى التعايش؟
فى البداية يكون عندك اختياران، إما أن تأخذ كل ما تراه هناك، او تختار ما يناسبك، وانا فضلت الأمر الثانى، لأن الأوربيين ناجحون فى أمور لكن فى أمور أخرى فاشلون مثل العلاقات الأسرية مثلا. لكننى لم اعزل نفسى، كان لابد ان احتك بهم وأتعلم ثقافة جديدة.
** متى قررت العودة لمصر؟
بعد وفاة والدى والدتى شعرت أن وجودى هناك نهائى مش مضطر للعودة، لكننى اكتشفت أن ارتباطى أعمق بالبلد وجلست 3 سنوات ادرس قرار العودة، أنا عشت 15 سنة، وكان لابد بعد هذه الفترة أقرر، إما العودة او الاستمرار فتغلبت لدى الرغبة فى العودة، البلد ليست أب وأم لكنها جذور.
** عدت إلى الأكاديمية؟
نعم عدت كمدرس، وكذلك عدت إلى اوركسترا الاوبرا ليدر كمان، والآن أنا موجود فى اوركسترا المكتبة.
** لماذا لم تدرس القيادة كما فعل الآخرين؟
بصراحة الكمان كآلة فنية مشبعة جدا، والأعمال المكتوبة لها كثيرا جدا، لكن فى نفس الوقت مارست القيادة بعد العودة، لأننى اكتشفت أن هناك أفكارا فنية خاصة بى فكان ولابد أن أقود بنفسى حتى أنفذها، ولى أربع حفلات قيادة وعزف فى المكتبة أقوم بها سنويا.
** الدكتوراه حصلت عليها من القاهرة لماذا لم تحصل عليها من الخارج؟
شهادتى فى المعادلة تمنحى الدكتوراه مباشرة، لكن لأن المعايير تتغير من فترة لاخرى رأت اللجنة أنها تمنحنى الماجستير، وكان امامى طريقان، القضاء او عمل الدكتوراه من جديد، فضلت الأمر الثانى لاننى انسان مسالم لا احب المشاكل، كما اننى وجدت انها سوف تدفعنى للقراءة، والدراسة من جديد وهو أمر جيد، وإن كان فى عملنا الأهم هو القدرة على العزف و ليس الجانب النظرى.
** ما هو موضوع الرسالة؟
موضوعها كيف تؤدى المقطوعات القديمة على آلة الفيولينة الحديثة، وهى نفس الامور التى تعلمتها فى الخارج.
** ما الذى نقلته للطلاب المصريين؟
الثقافة الموسيقية لأننى وجدت الطالب كل ما يهمه الدرجة، وأنا كل ما يهمنى ان يؤدى بشكل جيد، التقدير ليس معيارا، والعازف عندما يتقدم لاوركسترا يدخل عن طريق الاختبار.
ايضا اشتغلت على الجانب الإنسانى لأن العازف الجيد لابد ان يكون سلوكة جيدا، لن تجد بلطجيا مثلا عازفا جيدا، الآن المثاليات لم تعد موجودة وانا اطبق هذا مع اولادى، والمستجيب فنيا يستجيب سلوكيا، ومن لا يستجيب انقلة لاستاذ آخر.
** الفارق بين طالب اليوم والأمس؟
فى الماضى احلامة اكاديمية الآن احلامة مادية، خاصة انهم يرون اننا كأعضاء هيئة تدريس لم نحصل على العائد المادى الجيد وهنا تفكيره يتغير، لو حصل واختلف التقدير المادى والمعنوى اكيد الوضع سوف يتغير، احنا عكس الغرب، من لديه شغل ثابت هناك تجده مستقر ماليا والعكس.
** كيف ترى سفر العازفين للخليج وتأثيره السلبى علينا؟
نعم يؤثر سلبيا، المرتبات من مدة لم تزد اتمنى ان نحافظ على ما لدينا من عازفين، خاصة ان الإمارات والكويت والسعودية لديها دور اوبرا، لذلك علينا ان نعمل كثيرا وننظر للمرتبات حتى يطمئن الفنان على نفسه ونشجعه على ان ينتمى للمكان، لأن مكان العمل لو وفر لى حياة كريمة سوف انتمى له، وعلينا ان نتوقف عن ترديد نحن الريادة حتى لا يفوتنا الكثير، ريادتنا يجب ان تدفعنا إلى العمل والاجتهاد والاخلاص حتى نحافظ عليها.
** هناك فنانون مصريون حققوا نجاحات فى الخارج لكننا لا نراهم هنا ولا نمنحهم الاهتمام الكافى؟
ربما لأن الميزانيات فى المؤسسات لم تعد كافية الآن فى ظل ارتفاع تكاليف سفر أى عازف او مغن، لكن فى النهاية هؤلاء ابناء البلد ولابد ان نستعين بهم لنقل تجاربهم، لكنهم ايضا هناك هم سفراء لنا.
** الجمهور كيف ترى اهتمامة بالموسيقى الجادة؟
الجمهور المتابع للكلاسيك اقل، لأنهم ولدوا على سماع ام كلثوم وعبدالوهاب، فى الخارج يدعون الأطفال إلى البروفات وكنا نعرفهم حكاية كل آلة و بالتالى يكبر على حب هذا اللون.
** الإعلام له دور؟
الإعلام يسعى خلف الأكثر شهرة، أتمنى ان يسلط الضوء اكثر على المواهب، انا شخصيا احاول فى حفلاتى عمل برنامج خفيف على اذن المستمع المصرى، حتى لا يخاف من الكلاسيك. عندى حفلات بعنوان كوكتيل اقدم فيها كل الوان الموسيقى حتى اشبع كل الرغبات، مثلال «بوب وتانجو وشرقى مكتوب للاوركسترا».
**جمهور الإسكندرية مختلف؟
هناك يحبون حضور الحفلات ويبحثون عن الحفلات فى كل مكان غير جمهور القاهرة.
** ألم تفكر فى عمل حفلات على غرار عمر خيرت؟
هذا خارج تخصصى، لكننى أقدم مثلا الأقصر بلدنا، وسهر الليالى، ونسم علينا الهوا، لكننى أقدمها مع مؤلفات أخرى غربية.
** أهم الصولوهات التى لعبتها؟
لعبت أغلب أعمال عمر خيرت منها الداعية، لى مشوار مع هذا الفنان الكبير من البداية، واستمتع بالعزف معه، وليس هذا فقط لكن المايسترو مصطفى حلمى اختارنى فى مهرجان الموسيقى العربية الماضى لعزف صولو «ماليش امل»، كما سبق لى أداء صولو شهرزاد وعملت جولة عالمية مع نادر عباسى.
أيضا عملت مع ياسر عبدالرحمن وهو زميل عمر، علاقتنا من الدراسة، عاوز تسمع موسيقى مصرى هات ياسر عبدالرحمن، وأتمنى أن يقدم موسيقاه فى حفلات واستغل هذا الحوار وأقوله الناس فى انتظارك على المسرح.
** الذوق العام كيف تراه الآن؟
بصراحة أنا افضل اكون متفائلا لكن المهرجانات دمرت الدنيا وطبعا استمعت اليها للمعرفة، فى الخارج كل الالوان موجودة الراب يشبه اغانى المهرجانات عندنا، لكن الفارق انهم فى الخارج يقدمون كل الالوان اما عندنا تجد اللون الموسيقى تجاها عاما، الكل يتوجه اليه.
** غياب حصة الموسيقى كيف تراه.. وهل لها دور فى تدهور الذوق العام؟
شىء سلبى اتمنى تعود الموسيقى والرسم، الموسيقى مهمة لو أردنا الارتقاء بالذوق العام، وما يحدث فى الشارع من تراجع فى الذوق سببه غياب الموسيقى. حتى ننمى الحس الجمالى لابد من عودة الفن للمدارس.
** هناك صعوبة فى نشر الموسيقى الجادة؟
نعم لأن الناس تريد موسيقى فيها بهجة.
** فى مصر الناس الآن دائما تذهب لأغانى الزمن الجميل؟
لأن هناك فراغا فنيا خلقته، ما يقدم الآن امر لا يتناسب مع تاريخنا الفنى الكبير، نحن شعب اتربى على اغانى ام كلثوم وعبدالوهاب.
** حكايات الوالد عن أم كلثوم؟
كان يقول عنها دائما انها كانت قوية، مسيطرة، تحب الالتزام، هناك موسيقيون كبار تركوا ام كلثوم بسبب الالتزام، ايضا فرقتها بلا نجوم النجم الفرقة كلها.
** عندما تستمع لام كلثوم هل هو حنين لاعمالها ام حنين لصوت كمان الوالد؟
ام كلثوم هى سيدة الغناء احبها جدا واتخيل والدى وهو يلعب وأشعر وكأنى اشاهده واسمعه استمتع بكل شىء فى اعمالها.
** مواصفات عازف الكمان؟
الاصابع لابد ان تكون طويلة، الثقافة، الاذن الموسيقية، حب الآلة والدراسة.
** هل هى سيدة الاوركسترا؟
طبعا وليس من فراغ ان يكون ليدر الكمان هو ليدر الاوركسترا كله.
** ما لم يحققه خالد الشويخ حتى الآن؟
الاهتمام أكثر بالشرقى طبعا، كنت متخوفا من الاهتمام به، وتعلمه فى الماضى، حتى لا يكون السبب فى تراجع مستواى فى الكلاسيك لأن الابعاد مختلفة، لكن احاول الآن عمل هذا.
** ماذا عن أولادك؟
عندى بنتان وولد، البنتان اتجهتا للباليه مثل والدتهم لأنها راقصة باليه، الابن لا اعلم اتجاهه حتى الآن.
**لو لديك رسالة لمن توجهها؟
أوجهها لوالدى ووالدتى؛ لأنهما عملا معى الكثير والجينات الفنية التى أمتلكها منهم، اقول لهم: شكرا على التضحيات، وشكرا لأنكم سر وجودى فى الحياة، وسبب كل ما وصلت اليه ايضا اقول لزوجتى، واولادى شكرا لأنهم استحملوا الكثير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.