شهدت مدينة المنيا، توافد الآلاف من الطرق الصوفية والأهالي، ومريدي الشيخ أحمد الفولي، للاحتفال بمولد الشيخ أحمد الفولي، بامتداد شارع كورنيش النيل، حيث مسجد ومقام الإمام العارف بالله الشيخ أحمد الفولي. وشملت الاحتفالات ندوات وأمسيات وجلسات ذكر، وسط فرحة من المشاركين، واختتمت الليلة الكبيرة بمسيرة كبيرة جابت شوارع مدينة المنيا، حتى ضريح الإمام الشيخ أحمد الفولي، ويتبرك بعض المشاركين، في الاحتفالات بزيارة المقام وقراءة الفاتحة والمسح بالشال الموجود على الضريح. وتشتهر محافظة المنيا، بمدينة الفولي نسبة إلى العالم الجليل "علي بن محمد بن علي المصري اليمني"، والذي قدم والده محمد بن علي من اليمن إلى مصر، وتزوج فاطمة بنت الشيخ الطحان، وولد علي 990 هجريا تلقى العلوم بالأزهر، وسار على المذهب الشافعي على يد الشيخ سيدي محمدين يحيى الجركسى، وقام بالتدريس بجامع إسكندر بميدان باب الخلق، وبعد وفاة والده جاء إلى ولاية تابعة للأشمونين (منيا بن خصيب) عام 1010 هجريا، واحترف بيع الفول وتزوج من أهل المنيا وعرف بالمدينة "بأبي أحمد الفولي". وذاع صيته لما عرف عنه من تصوفه وصلاحه وزهده واستقامته، وتبحر في علوم الشريعة اللغوية والصوفية الشاذلية، كما عاش في المنيا نحو 57 عاما قضاها في الإرشاد لأبنائها الوافدين عليه من أرجاء الصعيد، وله تفاسير لبعض آيات القرآن وله مخطوط مؤلفه تعرف باسم "تحفة الأكياس في حسن الظن بالناس" مازال محفوظًا بمكتبه بدمشق، وإلى جانب زهده كان يعمل بتجارة الفول. وعندما توفى عام 1076 هجريا أي بعد عمر يناهز 85 عاما دفن في ضريح خاص بزاوية التي أنشأها في حياته على شاطئ النيل الغربي، ثم أسس المسجد بعد استمرار توافد الزائرين، وفي عام 1875 كان الخديوي إسماعيل في رحلة بالنيل قاصدا زيارة الأقصر، وتوقف يخته أمام زاوية قطب الصعيد العارف بالله أبي أحمد الفولي، فلمح مزاره وأمر بالتوجه نحوه، ثم نزل إليه وزاره وأمر عبد الحميد عبد الحق، وزير الأوقاف حينها، ببناء جامع كبير له وضريح يليق بمقامه على 100 فدان من أجود الأراضي الزراعية على الطراز الأندلسي، وهو طراز فريد في مصر، وتم نقل جثمانه إلى هذا الضريح في احتفال مهيب.