أكدت دولة فلسطين، أهمية العمق العربي الاستراتيجي كونه يُمثل الركيزة الأساسية لدعم التحرك الفلسطيني في الأروقة الدولية على كافة المستويات السياسية والدبلوماسية والقانونية، وذلك لحشد أوسع إلتفاف دولي حول المبادرة العربية للسلام ورؤية الرئيس أبو مازن للسلام. جاء ذلك في كلمة السفير دياب اللوح سفير فلسطين لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية خلال أعمال الدورة ال(151) لمجلس الجامعة العربية التي عقدت، اليوم الاثنين، على مستوى المندوبين الدائمين وذلك تحضيرا لاجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر بعد غد "الأربعاء" بالجامعة العربية. وشدد السفير اللوح، على ضرورة العمل على إيجاد آلية دولية ضاغطة على الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، وإقامة دولته المستقلة جنباً إلى جنب مع دول وشعوب المنطقة والعالم. وقال "اللوح": "نحن نؤمن إيماناً راسخاً بالبعد العربي الأصيل ونعلق آمالاً كبيرة عليه وصولاً لاستكمال المشروع الوطني الفلسطيني بالتحرر وتحقيق النصر المؤزر بالخلاص من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والعيش بحرية وكرامة على أرضنا وفي دولتنا". وشدد على أن القضية الفلسطينية إذ تواجه اليوم تحديات جُسام ومخططات تصفوية خطيرة؛ إلا أنه أكد أن الأمة العربية المجيدة هى السند لدعم القضية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني المناضل على أرضه، والمضي قدماً في كفاحه المشروع لإنجاز حقوقه المشروعه وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإنجاز استقلاله الوطني وتجسيد إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرضه التي أحتلت عام 1967م وعاصمتها القدسالشرقية. وذكر أن فلسطين قدمت للدورة الحالية للمجلس مشاريع قرارات تشمل التطورات السياسية للقضية الفلسطينية، والانتهاكات الإسرائيلية في مدينة القدسالمحتلة، والاستيطان غير القانوني وجدار الفصل والعزل العنصري، والأسرى، واللاجئين، والأونروا، والتنمية، ودعم موازنة دولة فلسطين وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، معربا عن تطلعه لدعم المجلس الكامل لها. وأكد "اللوح" مجددا على الهوية العربية لمدينة القدسالشرقيةالمحتلة، ومركزها القانوني، ومكانتها التاريخية، عاصمة دولة فلسطين، وانه لا عاصمة في القدس وإنما القدس بكامل حدودها عام 1967م هي عاصمة دولة فلسطين. كما أكد رفض وإدانة أي قرار من أي دولة يخرق المكانة القانونية لمدينة القدس بما في ذلك قرار الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها واعتباره قراراً باطلاً وخرقا خطيراً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة. ولفت إلى أن هذا القرار الأمريكي يعد سابقة خطيرة تُشجع على انتهاك القانون الدولي وتقوض جهود تحقيق السلام، ويعمق التوتر والعنف وعدم الاستقرار في المنطقة، ويشجع إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم والممارسات العنصرية ضد شعبنا، ويهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم. وطالب "اللوح"، بدعم كافة الجهود والتحركات المبذولة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بكافة أشكاله العسكرية والاستيطانية لأرض دولة فلسطين وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير مصيره. وأكد أهمية دعم رؤية الرئيس أبو مازن للسلام التي تقدم بها أمام مجلس الأمن في فبراير لعام 2018، للعمل مع الأطراف الدولية الفاعلة لتأسيس آلية دولية متعددة الأطراف، تحت مظلة الأممالمتحدة لرعاية عملية السلام، بما في ذلك الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإطلاق عملية سلام ذات مصداقية ومحددة بإطار زمني، على أساس قرارات الشرعية ومبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين، والمبادرة العربية للسلام لعام (2002) بكافة عناصرها. وجدد "اللوح" أيضا طلب دولة فلسطين بتوفير حماية دولية حقيقية عاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يتعرض لأعمال القتل والقنص بدمٍ باردٍ من آلة الحرب الإسرائيلية، ودعوة الدول الأطراف السامية المتعاقدة في اتفاقية جنيف الرابعة لتحمل مسؤولياتها، لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وشدد على ضرورة تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة والعمل على حشد التأييد الدولي لذلك، فضلا عن تبني ودعم حق دولة فلسطين بالانضمام إلى المنظمات والمواثيق الدولية، بهدف تعزيز مكانتها القانونية والدولية، لاسيما بعد تمتعها بالصفة والسلطة القانونية الدولية الكاملة لرئاسة مجموعة ال77+ الصين؛ لغرض تجسيد استقلالها وسيادتها على أرضها المحتلة عام 1967م كاملة وغير منقوصة، وممارسة سيادتها الكاملة على مواردها الطبيعية. ونوه "اللوح" بضرورة التأكيد على احترام شرعية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ورفض أي تجزئة للأرض الفلسطينية، باعتبار أن الأراضي المحتلة عام 1967م، وحدة سياسية وجغرافية واحدة، ورفض مخطط فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس، ورفض مخطط إقامة دولة في غزة وعلى جزء من أرض شمال سيناء المصرية، مؤكدا أنه لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، ولا دولة ذات الحدود المؤقتة. وحول جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية ، أكد "اللوح" استكمال الجهود المبذولة برعاية كريمة من الأشقاء في جمهورية مصر العربية لإنهاء الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية، من خلال تنفيذ اتفاق أكتوبر لعام 2017م، وتمكين السلطة الوطنية وحكومتها من تولي سُلطاتها في قطاع غزة بشكلٍ كاملٍ والذهاب إلى انتخابات عامة. وشدد على أن الباب لازال مفتوحاً لإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، لإفشال كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية من خلال قِصَر حلها على حلول إنسانية واقتصادية بعيداً عن الحل السياسي العادل. ووجه "اللوح" في هذا الإطار الشكر وعظيم التقدير لمصر رئيساً وحكومةً وشعباً وأجهزة سيادية على رعايتها الكريمة لجهود إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة. وأكد إدانة عملية القرصنة الممنهجة التي تقوم بها إسرائيل لأموال الشعب الفلسطيني، من خلال بدء تطبيق القانون العنصري الإسرائيلي الذي يسمح للحكومة الإسرائيلية بسرقة واقتطاع مخصصات ذوي الشهداء والأسرى الفلسطينيين من عائدات الضرائب الفلسطينية، التي تُسيطر عليها حكومة الاحتلال وتأخذ نسبة 3% مقابل تحصيلها، موضحا أن هذا دفع فلسطين لعدم استلام أموال الضرائب منقوصة، الأمر الذي يضعها أمام أزمة مالية جديدة، ويزيد من التطلع لتوفير شبكة أمان عربية مالية لمواجهة هذا التحدي الخطير وتفعيل قرارات القمم العربية ذات الصلة. كما أكد إدانة المحاولات الإسرائيلية لاستهداف المسجد الأقصى المبارك، ومحاولات تقسيمه زمانياً ومكانياً والسماح لليهود بالصلاة فيه، والاقتحامات المتكررة من عصابات المستوطنين المتطرفين والمسؤولين الإسرائيليين للمسجد الأقصى المبارك، والتي كان آخرها محاولة إغلاق باب الرحمة، وكذلك إدانة المحاولات الإسرائيلية الحثيثة لتقويض الكنائس وإضعاف الوجود المسيحي في المدينة المقدسة، وفي المُجمل استهداف حق المقدسيين الفلسطينيين في مدينتهم، وما يتعرضون له من سحب بطاقات الهوية، وفرض الضرائب الباهظة، وهدم البيوت، ومصادرة عقاراتهم، وإغلاق المؤسسات الفلسطينية، وتحريف المناهج التعليمية، والإبعاد، والإقامات الجبرية ومنع تراخيص البناء، والذي يستهدف تهويد مدينة القدس وتفريغها من سكانها الأصليّن، واستهداف التجمعات البدوية في الخان الأحمر، وفي ذات السياق نؤكد على الرعاية والشراكة الكاملة مع الأشقاء في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وثمن "اللوح" عالياً دور الدول العربية الشقيقة في دعم الجهود المبذولة للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس الشريف، وقال: "نخُصُ بالشكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية رئيسة القمة العربية على إعلان قمة الظهران بقمة القدس وما قدمته من دعم مالي ملموس لدعم صمود أهل القدس وكذلك المملكة المغربية الشقيقة رئاسة لجنة القدس، ونُثمن جهود البرلمان العربي وتحركاته الفاعلة لدعم مدينة القدسالمحتلة".