تعتبر مشكلة الصرف الزراعي في واحة سيوة، الأهم والأكثر خطورة، والتي تأتي ضمن أولويات محافظة مطروح؛ لكونها تهدد جميع أراضي سيوة بالغرق وانهيار المباني التي يمتلكها سكان الواحة، بما في ذلك الأماكن الأثرية ذاتها؛ وذلك بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، كون الواحة منخفضة عن سطح البحر ب17.5 متر. وقامت لجنة الزراعة بمجلس النواب، بزيارة تفقدية إلى واحة سيوة الأسبوع الماضي؛ للاطلاع على مشكلة مياه الصرف الزراعية بالواحة، والحلول العملية للقضاء علىيها، حيث جرى تشكيل لجنة فنية متخصصة لبحث ضرورة الحفاظ على المياه والاستفادة منها بمشاركة أهالي الواحة، خاصة وأنها تنبع من آبار غير متجددة، مع الحفاظ على الواحة بكل ما تملكه من ثروات سياحية وتاريخية وزراعية وغيرها. وقال بلال جبريل نائب مجلس الشورى السابق عن الدائرة الثانية وأحد أبناء سيوة، إن الواحة تمتلك أكثر من 220 عينا للمياه العذبة تستخدم في ري زراعات من النخيل والزيتون والغلال، ويعود تاريخها إلى العصر الروماني، لذلك يطلق عليها اسم "العيون الرومانية"، إلا أنه منذ أن تم حفر آبار مياه جوفية جديدة بعد أن كانت تنحصر بين عيون المياه الرومانية؛ سبب خللا في توازن منظومة الري نتيجة التوسع في الحفر غير المدروس للآبار؛ بهدف التوسع في مساحات الأراضي الزراعية، حيث قابل ذلك زيادة في مساحات وعدد برك الصرف الزراعي، ومن أبرزهم برك (سيوة، وبهي الدين، والزيتونة)، بإجمالي مساحة تقدر ب47 ألف فدان مقابل 30 ألف فدان أراضي زراعية. وأوضح أن من أهم النتائج السلبية لمشكلة مياه الصرف الزراعي بسيوة، هي عدم صلاحية زراعة بعض الأصناف مثل (المشمش، والبرقوق، والعنب، والجوافة)، وكذلك مشكلة تلف الأشجار في مناطق عديدة مثل منطقتي "وفله، وبريزي"، وأصبح لا توجد بها زراعات، أما القطاع الشرقي للواحة فيواجه مشكلة تصحر؛ نظرا لقلة المياه. وأشار نائب مجلس الشورى السابق إلى الحلول العلمية المقترحة، والتي جاءت من قبل وزارة الري لمواجهة مشكلة الصرف الزراعي بسيوة، وتتمثل في تغيير المنظومة الحالية في الري والصرف؛ لأنها أثبتت فشلها، وسرعة العمل على سحب المياه لخارج الواحة، والعمل على استصلاح الأراضي الجديدة، كذلك عمل إدارة متكاملة للري والصرف؛ وذلك لأن الإدارتين منفصلتين عن بعضهما، واستغلال مياه المصارف -وهي مياه عذبة- في ري الزراعات، بدلا من صرفها في البحيرات وتحولها إلى مياه ذات ملوحة مرتفعة، وإنشاء خزانات لتجميع المياه للعمل على استغلاها في ري الزراعات الجديدة، والتي تقدر مساحتها ب200 ألف فدان شمال شرق الواحة. في نفس الوقت، أكد اللواء مجدي الغرابلي محافظ مطروح، على ضرورة وضع حلول علمية على أرض الواقع بشأن جميع المشكلات الزراعية بمطروح، ومنها مشكلة الصرف الزراعي بسيوة وري أراضي جانبي ترعة الحمام شرق مطروح. وأشار إلى اتخاذ بعض التدابير لحل مشكلة الصرف الزراعي ومنها إغلاق 96 بئر مياه عشوائي في سيوة، مع توفير البدائل للمزارعين، ودراسة الجهات المعنية لمقترح نقل مياه الصرف الزراعي من غرب المدينة إلى شرقها على بعد 10 كم لمستوى أرضي مساوي أو منخفض عن المدينة، مع توفير محطات رفع للاستفادة منها في إعادة ري واستصلاح مناطق زراعية جديدة.