تخليد ذكرى الرموز المصرية فى جميع النواحى العلمية والاجتماعية والفنية أصبح أحد الاهتمامات الحكومية خلال الفترة الحالية، ويعد مشروع «عاش هنا» الذى ينفذه جهاز التنسيق الحضارى أبرز ملامح هذا الاهتمام. قال المهندس محمد أبوسعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، إنه يجرى حاليا تنفيذ 200 لوحة ضمن مشروع «عاش هنا»، وهو المشروع الذى يهدف لتخليد أسماء الشخصيات التاريخية والفنية والاجتماعية والثقافية والدينية والعسكرية، والذين أبدعوا فى مجالاتهم المختلفة وتعريفهم للأجيال المقبلة وكيف ساهموا فى إثراء النهضة المصرية. وأضاف أبوسعدة، ل«الشروق»، أنه تم تعليق 200 لوحة بالفعل على البيوت والمنازل التى عاشت بها تلك الرموز، وهى عبارة عن لافتة مرتبطة بتطبيق بموقع المشروع على الإنترنت تم تصميمه من خلال مركز المعلومات واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، والمسمى QR، وبمجرد أن يقوم الزائر بالتقاط صورة من تلك اللوحة، ووضعها على التطبيق من خلال خاصية «الاسكانر»، يتم فتح السيرة الذاتية والإنجازات التى قدمها وساعدت فى بناء النهضة فى جميع المجالات. وأوضح أبوسعدة، أن الهدف من المشروع إعلاء قيم الجمال المادى والحفاظ عليه، حيث إن قيمة مصر الحقيقية تتمثل فى رموزها التاريخية، والذين أثروا الوطن بالفكر والجهد ومازالت أفكارهم بيننا، مشيرا إلى أن فكرة المشروع جاءت بهدف توثيق تلك الرموز حتى تساعد فى تعريف الأجيال المقبلة بها. وأشار إلى أن المشروع خلال تنفيذه مر بخطوات ليست سهلة وكانت فى غاية الصعوبة ولكن بمجرد بدء تشغيله أصبح أمرا ممتعا، موضحا أن الصعوبة كانت فى كيفية اختيار الشخصية وملاءمتها فى كونها رمزا تاريخيا وأثرت الحياة المصرية بإبداعاتها فى تخصصها، علاوة على مراجعة السيرة الذاتية لها. ولفت إلى أنه يأمل فى أن يغطى المشروع مصر كلها الفترة المقبلة، نظرا لدوره الحيوى فى نقل الصورة التاريخية لتلك الرموز، وسيكون بمثابة خريطة ثقافية لتلك الرموز الذى أثروا النهضة المصرية. ونوه إلى أن الجهاز يعمل على تشكيل لجان إرشادية فى تلك البيوت لشرح التفاصيل الكاملة عن تلك الوحات وكيفية استخدامها على التطبيق الاكترونى الذى تم إعداده، نظرا لأن هناك عددا كبيرا من المواطنين لن يستطيعوا استخدام التطبيق.