وجه رئيس هايتي، جوفينيل مويز، عبارات شديدة اللهجة في أول خطاب له منذ اندلاع احتجاجات عنيفة في العاصمة بورت أو برانس، متحديا الدعوات للإطاحة به لكنه حث على إجراء حوار لمعالجة التضخم المتزايد وسوء الاستخدام المزعوم للأموال. وفي خطاب ألقاه في القصر الرئاسي قال مويز، أمس الخميس، إنه "لن يسلم البلاد لمهربي المخدرات"، مؤكدا أن الحوار هو السبيل الوحيد للحيلولة دون اندلاع حرب أهلية"، وفقًا لوكالة "رويترز". وأضاف: "سمعت صوت الشعب. أعرف المشكلات التي تؤرقهم. لهذا السبب اتخذت الحكومة العديد من الإجراءات. طلبت من رئيس الوزراء شرحها وتطبيقها دون تأخير لتخفيف المعاناة". وتواجه هايتي منذ 7 فبراير الجارى أزمة سياسية عميقة وتظاهرات حاشدة غالباً ما تتخلّلها مواجهات بين الشرطة ومحتجين يطالبون برحيل الرئيس مويز. وكان تقرير لدائرة تفتيش الحسابات قد نشر حول الإدارة السيئة للنفقات واحتمال حدوث اختلاس مبالغ أقرضتها فنزويلا لهايتي في 2008 لتمويل تنميتها الاقتصادية والاجتماعية ما أجج الغضب الشعب. ويتّهم التقرير حوالى 15 وزيراً ومسؤولا سابقا، كما يشير إلى أن شركة كان يديرها في تلك الفترة الرئيس الحالي جوفينيل مويز استفادت من أموال لمشروع بناء طريق بدون توقيع أي عقد. إلى ذلك، أعلنت الولاياتالمتحدة، استدعاء دبلوماسييها غير الأساسيين وعائلاتهم ونصحت رعاياها بعدم السفر إلى هايتي، وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية. ونبّهت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها إلى أن "الحكومة لديها قدرة محدودة على توفير خدمات الطوارئ في هايتي"، مشيرة إلى أن "المسافرين يتم استهدافهم أحياناً وملاحقتهم ومهاجمتهم بعنف وسلبهم بعد وقت قصير من مغادرتهم مطار بور او برنس الدولي". وألقت الاحتجاجات، التي تردد أنها أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين، الضوء على مخاوف واسعة النطاق بشأن حالة الاقتصاد وسط تضخم متزايد ومشقة يتكبدها السكان لتوفير الاحتياجات الأساسية.