واجه رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي، أمس الثلاثاء، برلمانا أوروبيا غاضبا جحيث دافع عن السجل الاقتصادي وسياسة الهجرة المثيرة للجدل لحكومته الشعبوية. وكان من المقرر رسميا أن يشارك كونتي في مناقشة تتعلق بمستقبل أوروبا، ولكن معظم الحدث تركز على القضايا السياسية الحالية - وتحديدا، خلافات روما الحالية مع دول أخرى بالاتحاد الأوروبي. وافتتح كونتي كلمته للمشرعين بدعوة البرلمان بأخذ المزيد من الصلاحيات لجعل الاتحاد الأوروبي أكثر قربا لمواطنيه. كما انتقد برامج تقشف التكتل بالنسبة للاقتصاديات المضطربة في أزمة منطقة اليورو. وقال "إن هذا النهج سوف يجعل الاتحاد الأوروبي يخسر كل صلاته بالناس". وقال "إن المشروع الأوروبي فقد زخمه". يشار إلى أن كونتي هو الأحدث بين العديد من قادة الاتحاد الأوروبي الذي يدخل في نقاش مع المشرعين الأوروبيين حول مستقبل أوروبا، لكن كلمته اليوم في مدينة ستراسبورج بفرنسا، جاءت في وقت وضعت فيه إيطاليا - وهي عضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي- نفسها في جانب منفصل عن التيار الأوروبي الرئيسي. واختلف التحالف الشعبوي الحاكم في إيطاليا ،الذي يضم حزب "الرابطة" (أقصى اليمين) وحزب "حركة خمس نجوم" المناهض للمؤسسة، مع الشركاء الأوروبيين حول الهجرة وانضباط الميزانية وقضايا أخرى. ومن ناحية أخرى، انزلق الاقتصاد الإيطالي إلى حالة من الركود- في حالة وحيدة بين الدول الأعضاء ال28 في الاتحاد الأوروبي- مما أثار قلقا جديدا بشأن مشكلات النمو المنخفض والدين الكبير المزمنة في الدولة. وقال كونتي لموقع "بوليتيكو" الإخباري على الانترنت إن روما ليست "معزولة"، مشيرا إلى أن الحكومة "لم تتنازل فيما يتعلق بالتعبير عن آرائها، حتى عندما كان ما ينبغي أن تقوله غير مريح". وقال كونتي في مقابلة نشرت في وقت متأخر من أول أمس الاثنين :"بعض الناس يقولون إننا أردنا تحدي الاتحاد الأوروبي، وأقول أننا نريد بالفعل أن نعطيه هزة لإنعاشه". وأضاف :"المعارضة والسعي إلى التغيير لا يعني معاداة الاتحاد الأوروبي. بل على العكس، لأننا نهتم بأوروبا، نريدها أن تصبح أوروبا الشعب، أقرب إلى احتياجات الناس".