في حين يستعد الإيطالي جوزيبي كونتي، أستاذ القانون الذي تم تعيينه رئيسا لوزراء إيطاليا، لأداء اليمين الدستورية رئيسا لوزراء إيطاليا على رأس حكومة ائتلافية شعبوية، اليوم الجمعة، وذلك بعد أن وافق الرئيس سيرجيو ماتاريلا على قائمة منقحة بالوزراء الجدد، عملت الصحافة الأمريكية والأوروبية علي انتقاد ومهاجمة كونتي بشكل قاسٍ، حيث وصفته ب"أكاديمي عديم الخبرة السياسية"، بحسب شبكة "إيه بي سي" الإخبارية الأمريكية، التي قالت إن جيسيبي كونتي، هو أكاديمي من دون خبرة سياسية، حالفه حظ أوراق الاعتماد ليصبح رئيس الوزراء الإيطالي. كفة ترشيح جيوسيبي كونتي ، الوافد السياسي الجديد ، للعمل كرئيس للوزراء للحكومة الشعبية الجديدة في إيطاليا لا تزال غير راجحة في الميزان، بعد مهاجمة الصحافة والتى اتهمته بالتلاعب فى إعداد سيرته الأكاديمية. وبين ما درسه كونتى أكاديميا وما ينتظره على أرض الواقع من أعباء اقتصادية يترنح لها الاقتصاد الإيطالى بعد جمود سياسى دام 11 أسبوعًا بعد انتخابات برلمانية تمت فى الرابع من مارس، ظلت فيها إيطاليا دون حكومة، راهنت الشبكة الإخبارية الأمريكية أن كونتي الذي درس في مؤسسات تعليمية مرموقة، يجب عليه الآن إثبات أنه قادر على قيادة ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، وهى مهمة تبدو صعبة كونه لا يتمتع بأية خبرات سياسية. ورأت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الجدل حول ترشيح كونتي، أستاذ القانون الذي زعم في سيرته الذاتية بأنه قد تلقى تعليمه القانوني في جامعة نيويورك، على الرغم من عدم وجود سجل له يفيد بدراسته هناك، يثير احتمال أن يتصدر لويجي دي مايو، رئيس حركة الخمس نجوم الشعبية المشهد السياسى فى روما ليصبح رئيسًا للوزراء المقبل لإيطاليا. وأعلن جيوسيبي كونتي ذو ال53 عاما، أنه "أتقن دراساته القضائية" في العديد من المؤسسات الأجنبية، بما في ذلك جامعة كامبردج وجامعة نيويورك وجامعة السوربون في باريس، إلا أن معظم تلك الجامعات أفادت بأنها لا تستطيع العثور على أية أثر لدراسة كونتى في قواعد بياناتها، لكن سرعان ما رد كونتي قائلًا إنه حضر بصفة غير رسمية لزيارة تلك الجامعات ولقاء زملائه، ما جعله عرضة لتلقى سهام الصحف . وفي هذا الصدد، أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن جامعة نيويورك لم يكن لها أي سجل يفيد بحضور كونتى للجامعة على الإطلاق كطالب أو كأستاذ، على الرغم من رئيس الحكومة الجديدة قد كتب فى سيرته الذاتية بأنه درس هناك بين عامي 2008 و 2009. جامعة "نيويورك" ليست وحدها التى ادعى كونتى أنه تلقى العلم بين أروقتها ، بل ذكر في سيرته الذاتية أنه عزز دراساته القانونية في جامعة ييل في نيو هافن، وجامعة دوكين في بيتسبرج، وجامعة السوربون في باريس، وجامعة كامبريدج في المملكة المتحدة، وأضافت كامبردج مستشهدة بقواعدها السرية، إنها لا تستطيع تأكيد أو نفي ما إذا كان كونتي قد التحق بالجامعة. وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه من المثير للاستغراب ظهور كونتي الغامض، الذي لا ينتمي إلى أي حزب، عندما أعلنت حركة "الخمس نجوم" التي ينتمي إليها أنه خيار الحل الوسط لقيادة حكومته الائتلافية. وذكرت شبكة "إيه بي سي"، أن تعيين رئيس الوزراء رسميا استغرق وقتًا قبل الموافقة على كونتي، الذي خضعت سيرته الذاتية للتدقيق هذا الأسبوع من قبل وسائل الإعلام العالمية. ولكن ما أثار حفيظة العديد من الصحف البريطانية والأمريكية والأوروبية نحو كونتي هو إلحاح زعماء الأحزاب الشعبية الإيطالية على رئيس البلاد يوم الاثنين القبول بأستاذ قانون غير معروف كمرشح إجماع لرئيس الوزراء، في خطوة مهمة نحو تشكيل الحكومة في رابع أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" و "شبكة إيه بي سي نيوز". والأهم من ذلك، أن حركة "الخمس نجوم" و"حزب الرابطة" الإيطاليين، اللذين أمضيا أسابيع في محاولة العثور على مرشح مقبول للطرفين، تمسكا بكونتى وضغطا على الرئيس ماتارلا لقبول توصيتهما بحجة أنها محاولة لكسر الجمود السياسي في إيطاليا الذي دام 11 أسبوعًا. ولكن بعض الصحف الأمريكية وعلي وجه الخصوص صحيفة "نيويورك تايمز" أظهرت بعض التخوفات فيما يخص قلة خبرة كونتي السياسية، قائلة إنه بدون وجود قاعدة سياسية أو خبرة حكومية، قد يكون مؤهل كونتي الرئيسي هو استعداده لتنفيذ أجندة الحكومة التي يتفق عليها قادة الأحزاب الشعبوية، وإن جدول الأعمال هذا، الذي يدعو إلى رفع العقوبات المفروضة على روسيا ، وإعادة النظر في قواعد ميزانية التكتل والقمع على الهجرة، وهذا ما قد أدى بالفعل إلى توتر الأسواق الأوروبية، وأثار مخاوف من أن تآكل الاتحاد الأوروبي قد يأتي من داخل قلب أوروبا الغربية، ولم يكن ترشيح كونتي ليهدأ من تلك الشواغل. وأشارت الصحافة الإيطالية إلى أن الرئيس الإيطالى ماتارلا لا يزال لديه تحفظات كبيرة حول اتجاه الحكومة الجديدة.