"ليبراسيون": الأزمة بين باريسوروما استعراض قوى بين الشعبوية والليبرالية قبل الانتخابات الأوروبية في محاولة لاحتواء الخلافات المتصاعدة بين روماوباريس، حذر الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتيريلا، نائب رئيس الوزراء لويجى دي مايو وماتيو سالفيني وزير الداخلية، من تصعيد الموقف مع فرنسا، داعيا للحفاظ على الصداقة معها واحترام مؤسساتها. وقال ماتيريلا: "يجب أن ندافع عن صداقتنا مع فرنسا ونحافظ عليها"، مضيفاً:" لابد من استعادة مناخ الثقة فوراً مع حلفائنا وهذا الأمر يتطلب إحترام كامل الديناميات المؤسسية لكل دولة"، بحسب ما نقلت صحيفة "لوموند" الفرنسية. كما أعرب رئيس الوزراء الإيطالي السابق والزعيم السابق للحزب الديمقراطي، ماتيو رينزي، عن دعمه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلاً:"سالفيني ودي مايو، يحملون ماكرون ذنب كل شيء يحدث؛ الركود، والهجرة، كرة القدم"، مضيفاً:"نحن بهذا الشكل نهاجم فرنسا، البلد الذي يعد الصديق التاريخي لإيطاليا"، بحسب مجلة "لونوفل أوبسيرفاتير" الفرنسية. وأضاف رينزي، أن إيطاليا تمر بأصعب فتراتها فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الإيطالية"، معربا عن رفضه للسياسة الخارجية للحكومة الإيطالية الحالية". في غضون ذلك، تراجع سالفيني عن تصريح ذكر فيه أنه سيستدعي نظيره الفرنسي إلى روما لبحث المسائل الخلافية بين البلدين، قائلا: لا يمكننى استدعائه بل سأكون مسرورا باستقباله". وقال سالفيني زعيم حزب الرابطة (يمين متطرف) في بيان "لا أريد ولا يمكنني أن أستدعي أحدا: سأكون مسروراً بأن استقبل في إيطاليا في أقرب وقت ممكن نظيري الفرنسي لمناقشة المشاكل وحلها"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. وجاء بيان الوزير الإيطالي استدراكاً لتصريح أدلى به بأنه خلال مهرجان انتخابي بأنه يعتزم "استدعاء" نظيره الفرنسي، قائلاً: "سأستدعيه لأنني أريد إيجاد حل للوضع"، الأمر الذي أثار غضب كاستنر. وسرعان ما رد كاستنر على سالفيني خلال مقابلة مع محطة "بي.إف.إم.تي.في" الفرنسية قائلا: "أنا لا أُستدعى"، مضيفاً أن "الحوار مستمر بيننا ويجب أن يتسم بالاحترام". وتشهد العلاقات الفرنسية الإيطالية توترات غير مسبوقة على خلفية تصريحات سالفيني ونائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو، تضمنت هجوما على فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون. وبلغ استياء باريس ذروته مع لقاء دي مايو، الثلاثاء الماضى، محتجين من "السترات الصفراء" الذين يتظاهرون منذ أسابيع ضد ماكرون. وكان سالفيني أبدي فى وقت سابق استعداد بلاده فتح صفحة جديدة مع فرنسا بشرط معالجة باريس لثلاث قضايا أساسية وهى التوقف عن صد المهاجرين ودفعهم للعودة إلى إيطاليا، ووقف عمليات الفحص المطولة التي تجريها على الحدود مما يعرقل حركة المرور هناك"، وتسليم نحو 14 متمرداً يساريا إيطاليا مطلوبين بتهمة الإرهاب"، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء. من جانبها، اعتبرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، أن الأزمة بين باريسوروما عبارة عن استعراض قوى بين "الشعبوية" و"الليبرالية" استعدادا للانتخابات الأوروبية المقررة فى مايو المقبل. وبدورها، أشارت صحيفة "لوموند "الفرنسية في إفتتاحيتها، اليوم السبت، إلى أنه على الرغم من توتر العلاقات بين باريسوروما منذ صعود حزب "خمس نجوم" (اليمين المتطرف) إلى سدة الحكم في إيطاليا، إلا أن هذه المرة فإن الحكومة الإيطالية تجاوزت الخطوط الحمراء". وتابعت أن "إيطاليا لن تقبل أن يستقبل رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، أو وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنر، معارضي "الألوية الحمراء" (حركة إيطالية يسارية مسلحة) دون إبلاغ السلطات الإيطالية والتباهي بذلك على مواقع التواصل الإجتماعي"، مشيرة إلي أن "هذا أمر غير مسبوق".