رفض رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مطالبات لندن بإجراء تغييرات ملزمة قانونيا على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه وافق على إجراء محادثات جديدة بشأن حل محتمل لحالة الجمود في المحادثات مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي. وما زال النواب البريطانيون مختلفين بشأن الاتفاق، حيث يعارض كثير منهم الاتفاق الذي توصلت إليه ماي مع الدول الأوروبية في ديسمبر الماضي بعد مفاوضات استمرت 20 شهرا. وكنتيجة لذلك هناك مخاوف من أن بريطانيا قد تخرج من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس المقبل بدون اتفاق لتخفيف حدة الخروج بعد تواجدها ضمن عضوية الاتحاد الأوروبي لعقود. وتسعى ماي لتغيير بروتوكول "شبكة الأمان" في اتفاق الخروج، الذي يهدف لضمان إبقاء الحدود الايرلندية مفتوحة، وذلك من أجل الحصول على موافقة برلمانية على اتفاق الخروج. وجاء في بيان مشترك صادر بالنيابة عن يونكر وماي بعد مباحثاتهما في بروكسل "الرئيس يونكر أوضح أن الدول ال27 الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لن تعيد التفاوض بشأن اتفاق الخروج". وأضاف البيان "مع ذلك أعرب الرئيس يونكر عن انفتاحه لإضافة كلمات للإعلان السياسي الذي وافقت عليه الدول ال27 الأعضاء بالاتحاد والمملكة المتحدة من أجل أن يكون أكثر طموحا من حيث المحتوى والسرعة فيما يتعلق بالعلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة". واتفق يونكر وماي أنه من المقرر أن يجري فريقا التفاوض البريطاني والأوروبي محادثات حول الحلول الممكنة للتغلب على الجمود في البرلمان البريطاني. وقال مارجاريتيس شيناس المتحدث باسم يونكر إن ميشيل بارنييه مفاوض الاتحاد الأوروبي حول خروج بريطانيا سيجتمع يوم الاثنين المقبل، مع ستيفن باركلي وزير شؤون الخروج من الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يقيم يونكر وماي التقدم المحرز قبل نهاية الشهر الجاري. ومن ناحيتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه لا يزال ممكنا التوصل لحل مع بريطانيا من أجل إتمام خروج منظم لها من الاتحاد الأوروبي دون إعادة فتح اتفاقية الخروج التي تم التفاوض بشأنها مع الاتحاد الأوروبي "بريكست". وقالت ميركل أمس الخميس، في براتيسلافا، عاصمة سلوفاكيا، بعد إجراء مباحثات ثنائية هناك مع رئيس الوزراء السلوفاكي بيتر بيليجريني إن هناك رغبة في فعل كل شيء ممكن من أجل تحقيق خروج منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولكنها شددت على ضرورة أن ينتبه الاتحاد الأوروبي خلال ذلك لسلامة السوق الداخلية، مؤكدة أنه يتعين على الاتحاد أيضا حماية جمهورية أيرلندا، العضو بالاتحاد. وقال توسك في بروكسل أمس الأربعاء: " إنني أفكر في شكل المكان الخاص في الجحيم المخصص للذين دعوا في الأساس لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى بدون مسودة لخطة لكيفية الخروج منه بصورة أمنة". وقلل ديفيد ليدينجتون نائب ماي، من تصريحات توسك التي أثارت غضب العديد من النواب المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حزبها المحافظ. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عنه قوله: كان السيد توسك ينفس عن غضبه أول أمس، لكنني لا أعتقد أن هذا سيقلل من المناقشات العقلانية والمهذبة."