طبق متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية تجربة جديدة أطلق عليها "اللوحات ثنائية الأبعاد"، حيث يتم وضع بطاقات شارحة للقطع الأثرية للمكفوفين وضعاف البصر، متابعا بأن عددها حتى الآن 7 لوحات وجاري استكمال الباقي، وتكلفة اللوحة ألف جنيه. وقال مدير متحف الآثار الدكتور الحسين عبد البصير، في تصريحات صحفية ل"الشروق" اليوم الأربعاء، إن متحف الآثار قام بتنفيذ هذه التجربة الجديدة من منطلق الإيمان بأهمية دور المكفوفين في المجتمع ولمساعدتهم في تخيل شكل القطع الأثرية وأبعادها؛ وذلك إسهاما من المتحف في توصيل رسالته التعليمية والتثقيفية لكل فئات المجتمع المصري بمن فيهم المكفوفين وضعاف البصر. وأضاف عبد البصير إنه تمت إضافة اللوحات إلى جوار أهم القطع الأثرية به، وهي تمثال الطفل النائم الذي يرجع إلى العصر الروماني، وقد اكتشفه أحد الصيادين أثناء صيده في بحيرة البرلس بكفرالشيخ، وتمثال الرب جحوتي إله الحكمة في هيئة أبو منجل، وتمثال الرب جحوتي في هيئة قرد البابون. وأضاف: "رأس الإسكندر الأكبر ترجع إلى العصر الروماني وهي قطعتين من الموزاييك، وتم العثور عليهما أثناء حفر أساسات المكتبة، والتي ترجع إلى العصر الهللينستي ورأس الإمبراطور أغسطس أول إمبراطور روماني بعد انتهاء الحكم البطلمي بموت ماركوس أنطونيوس وكليوباترا السابعة. ولفت إلى أنه سيتم استكمال عمل لوحات منحوتة ثنائية لباقي القطع الأثرية المهمة به، والتي تنول إعجاب زائريه، منوها أن المكفوفين وضعاف البصر من أكثر المترددين على المكتبة؛ وذلك لوجود مكتبة خاصة بهم في مكتبة الإسكندرية. وأشار عبد البصير إلى أنه تمت صناعة اللوحات من قبل طالب في تربية فنية اسمه يحيى نور الدين، من أبناء المتحف حيث اشترك كثيرا في نشاط التربية المتحفية من صغره ويقوم بصنعها بداخل المتحف. ونوه أن صناعة اللوحات مكلفة، حيث تتكلف الواحدة منها حوالي ألف جنيه وهي مصنوعة من الجبس، وبعد الانتهاء من نحتها نقوم بعمل برواز من الخشب لها لتعليقها، مما جعلنا نبدأ بمجموعة صغيرة ونحاول تعميمها في المستقبل باختيار أكبر عدد ممكن من القطع المميزة بالمتحف. وأضاف أنه زار عدد من المكفوفين الذين تمكنوا من معرفة شكل الأثر بمجرد لمسهم لها بالإضافة إلى أنها مفيدة للمكفوفين غير القادرين على قراءة البطاقات الشارحة بطريقة برايل الموجودة بجانبها. وقال مدير المتحف أن هذه الفكرة جديدة ويتم تطبيقها للمرة الأولى في متاحف جمهورية مصر العربية، ويعد متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية صاحب السبق في طرح وتطبيق أسلوب جديد في العرض المتحفي وفي توصيل المعلومة الأثرية بشكل علمي مبسط للمكفوفين وضعاف البصر.