قال الكاتب والروائي خالد الخميسي، إن رواية "الشمندر" الصادرة حديثا عن دار الشروق، أخذت شكل السيرة الذاتية لفنان تشكيلي يدعى شهاب الشمندر، يستيقظ من نومه على كابوس، شاهد فيه العرافة "كريستيانا، والتي يدرك أن رؤيتها تعنى اقتراب موعد وفاته، لتتوالى في ذاكرته الأيام والدقائق التي عاشها، ليشاهدها من خلال أعماله التشكيلية التي اختلطت بذكرياته، ويقف أمام السؤال الصعب، هل كان خيرًا أما شريرًا، هل سيدخل الجنة أم النار، لتنساب اعترافاته الخاصة على الورق. كما أعرب عن صاحب رواية "الشمندر" عن سعادته بحضور عدد كبير من القراء، لتوقيع الرواية، بخاصة عدد من الشباب طلاب المرحلة الثانوية، الذين حرصوا على حضور الحفل والتوقيع على الرواية. وأشار "الخميسي" إلى إن علاقته بمعرض القاهرة للكتاب، علاقة قديمة للغاية، حيث حرص على زيارته منذ كان عمره 13 عامًا، وكان بمثابة تقليد سنوى لم يتغير مع مرور السنوات، حيث كان يشارك في بيع الكتب مع أقاربه من الناشرين المشتركين بإصدراتهم الجديدة بالمعرض، وبهذا ارتبط المعرض في ذهنه بفرحة اكتشاف عناوين جديدة، مضيفًا أنه بعد انتقال المعرض من موقعه في أرض الجزيرة إلى مدينة نصر شعر بقدر كبير من الغربة، قائلًا: "حاولت إنشاء علاقة جديدة مع المكان بموقعه الجديد، لكنها كانت علاقة غير طيبة مع الكم الهائل مع عدم التنظيم والعشوائية، وأصبحت عدد زيارتي له تقل مع مرور السنوات، والآن وبعد انتقاله مرة أخرى إلى مزيد من التوغل في الصحراء أصبحت المسألة بالنسبة لي أصعب، وتحتاج إلى إنشاء علاقة جديدة معه، وذلك قد يستغرق سنوات حتى تتضح شكل تلك العلاقة، ولا أعلم هل ستكون طيبة أم أكثر ابتعادًا عنه؟". وتابع صاحب "تاكسى"، إنه شعر بالسعادة من رؤية رواد المعرض بهذا الإزدحام حول أرفف المكتبات وداخل الأجنحة. تدور«الشمندر» التى استغرقت عامين من الكتابة، حول سيرة فنان تشكيلي مصري من طبقة متوسطة، يُدعى شهاب الشمندر، درس في كلية الفنون الجميلة، وأصبحت حياته جزء من أعماله. في الرواية التي جاءت فصولها تحمل اسماء الأعمال الإبداعية لهذا الفنان، يكشف خالد الخميسي، بأسلوبه السلس وعباراته الأنيقة علاقة هذا العمل بجزء من حياة الفنان الحقيقة وكيف امتزجت حياته الشخصية مع أعمال التشكيلية. وكتب «الخميسي» في مقدمة الرواية يقول: «بعد أن ظهرت له خريستيانا في حلم ليلة صيف؛ رسم شهاب الشمندر شذرات عمره على الورق وضمَّها بخيط من الألم، ولما أتم لوحته النهائية؛ أسلم روحه إلى بارئها»، ليضيف: «كتب الفنان التشكيلي شهاب الشمندر سيرته دون فصول أو فقرات؛ فقمت بتقسيم النص لتسهيل القراءة ومنحت لكل فصل اسم لوحه من لوحاته مستندا إلى قائمة لوحاته الكاملة التي نشرت في العام السابق لتكون سيرته معرضا من معارضه التي أتحفنا بها عبر تاريخه. لم أتدخل في النص فلوحته/ سيرته تمثل اعترافاته الأخيرة». خالد الخميسي كاتب ومنتج ومخرج، حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وحاصل على الماجيستير في السياسة الخارجية من جامعة السوربون، ويكتب حاليا بشكل دوري في عدد من الصحف المصرية والأوربية، ويشارك الخميسي في مؤتمرات دولية في الحقل الثقافي، حيث شارك مع المنظمة الفرانكفونية والاتحاد الأوربي في العديد من المؤتمرات والفعاليات الثقافية، وشارك في عام 1998 في تأسيس اتحاد منتجي الثقافة في حوض البحر الأبيض المتوسط. كما حاضر في مهرجانات أدبية وثقافية في أكثر من ستين دولة عبر العالم. ترجمت أعمال الخميسي إلى العديد من اللغات مثل الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والبولندية، والإسبانية، والرومانية، والألمانية، واليونانية، والكورية، والماليزية، واليونانية، وعدد آخر من اللغات. وأسس الخميسي مؤسسة دوم للثقافة، وكذلك أسس ويرأس مهرجان الحكي في قنا، وهو أول مهرجان للحكي في مصر والذي ينعقد في شهر مارس من كل عام في محافظة قنا، وأسس ويرأس مهرجان القراءة الأدبية في المنصورة، الذي ينعقد في نوفمبر من كل عام، ويشغل حاليا منصب رئيس مجلس إدارة مكتبة القاهرة الكبرى.