شهدت قاعة التجارب المسرحية في بلازا 1، لقاء مفتوح امتدد لساعتين وجمع الروائي والسيناريست أحمد مراد، بجمهور قراءه ومحبيه، ليدور الحديث والنقاش حول روايته الأحدث "موسم صيد الغزلان"، وعددًا من أعماله الأخرى، ك"الفيل الأزرق"، و"تراب الماس"، و"1919"، و"أرض الإله"، وغيرها من المؤلفات الصادرة عن دار الشروق، بحضور جمهور قراءه ومحبيه، بمعرض القاهرة للكتاب، في دورته ال50، المنعقد بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس. وأعرب أحمد مراد، عن سعادته بلقاء جمهوره، قائلًا: إن لقاء الكاتب بجمهوره هي أفضل اللحظات في حياة الكاتب، بخاصة أنه وقت كتابة العمل يكون وحيدا تماما، معتذرًا عن عدم المشاركة في الدورة الماضية من معرض الكتاب لظروف تعلقت بالعمل والسفر خارج مصر. وأضاف "مراد"، أنه قرر في روايته "موسم صيد الغزلان"، الكتابة عن المستقبل وأدب الخيال العلمي، لأن الكتابة عن المستقبل، تمنح الكاتب مساحة أكبر من الحرية والخيال، فضلًا عن أن الإنسان لديه رغبه شديدة في معرفة المستقبل، وما سيحدث معه غدًا، وهذا ما يفعله البعض بطقوس مختلفة منها "قراءة الكف" و"قراءة الفنجان" وغيرها. ولافت إلى أنه أكتشف خلال رحلة البحث أن المكتبات العربية فقيرة في هذا النوع من الكاتبات بشكل كبير، مقارنة بالدول الغربية وتحديدا الأمريكية، قائلًا: "احتجت أن اقرأ كتبا كثيرة وأبحث وأشاهد العديد من المصادر، والتي كان أغلبها بلغات أجنبية، كما استعنت بالأصدقاء المهتمين بالدرسات العلمية، ودرست علم النفس التطوري، حتى أتمكن من الكتابة عن المستقبل، ليقرأه القارئ وكأنه يراه، لافتًا إلى أن معرفة المستقبل نزعة إنسانية على مدار تاريخنا البشري، تمامًا كفكرة الخلود وهاجس ما وراء الموت. وأعتبر صاحب "موسم صيد الغزلان"، أن الانتقادات الموجه للرواية، في حقيقتها نوعًا من النجاح قائلًا: "كنت أعرف أن صدام سيحدث حولها، فكل عمل يكسر القاعدة يواجه نفس الصدام، والمشكلة الحقيقة كانت في عدم حدوث هذا"، لافتًا إلى أن الدور الحقيقي للكاتب هو طرح الأسئلة فقط، ثم ترك الفرصة للقارئ للاشتباك مع كل ما قدمه من أسئلة وأفكار". وفي سؤال حول تناوله للأفكار الإلحادية، من خلال شخصية "نديم" البطل؟ قال أحمد مراد إنه تخير أن يكون الصوت الأخر والتحدث بما يدور في أذهان العديدين الموجودين بالفعل ويعيشون بيننا، مؤكدًا أن شخصية "نديم" لم تكن ملحدة على الإطلاق، لأنه طوال صفحات الرواية يشتبك بأفكار مع الخالق، مما يعنى اعتراف صريح بوجود هذا الخالق، وإلا كيف يشتبك الإنسان مع من ليس موجود!، لافتًا إلى أن كل فكرة قابلة للنقاش والنقد، وبأن أكثر الروايات نجاحًا هي التي تقدم أفكارًا يرفض الغالبية مناقشتها، وأنه مؤمن بأن الرواية التي لا تثير التساؤلات واختلاف الراي حولها رواية غير ناجحة. ورد صاحب "الفيل الأزرق" على تساؤل أحد الحضور حول أحداث روايته 1919 وإسقاطاتها، وأحداثها التاريخية ومدى حقيقة ذلك في الواقع قائلا: «أنا راجل بهزر.. ورواياتي كلها غير حقيقية.. ولا بقدم تفسير علمي أو ديني لأي شيء.. وبحرك الركود الفكري بس». وكشف أحمد مراد، أنه قام بتجربة الملاذ الذي قدمها في رواية موسم صيد الغزلان، وبأنه شاهد 3 حيوات سابقة له، منها حياة كتابها في موسم صيد الغزلان. ورفض أحمد مراد اتهامه باستخدام الإيحاءات الجنسية في كتاباته، مؤكدا أنه ضد ذلك التعبير، معتبرًا نفسه أقل الكتاب الذين يستخدمون تلك الإيحاءات، مقارنة بالكتب المتواجدة في السوق، حيث قال: "ما أكتبه يعتبر المكتبة الخضراء بمقابل ما يكتبه غيرى". وفي مداخلة من أحد الحضور، وتعبيرًا عن شغفه بكتابات أحمد مراد، قال له: "أبوس إيدك قولى ايه نوع الحشيش اللى بيخليك تكتب الجمال ده؟"، ليرد مراد أنه لا يدخن بالأساس ولا يطيق رائحة الدخان، وأنه حتى لا يشرب الشاي، بل يكتفى بالقهوة".