يتوافد العديد من الزائرين المصريين والأجانب والعرب على العديد من المباني والمواقع الأثرية في مصر، التي تعتبر بلدا زاخرا بالحضارة الإنسانية. وفي التقرير التالي، تستعرض "الشروق" عددا من تلك المواقع. 1- الدير الأبيض بمحافظة سوهاج: الدير الأبيض
يرجع تمسية الدير بهذا الاسم إلى لون الحجارة المستخدمة في بناءه، ويعود إلى القرن ال4 الميلادي، ويضم كنيسة تتكون من صحن أوسط حوله 3 أجنحة يتقدمه هيكل يتكون من 3 حنيات كبيرة نصف دائرية حوائطها مزينة برسوم دينية متنوعة. 2- جبانة البجوات: تقع في محافظة الوادي الجديد خلف معبد «هيبس»، وتفصلها عن المعبد أطلال المدينة القديمة، وسميت الجبانة بهذا الاسم لأن مقابرها يعلوها قباب (قبوات) ثم حرفت الكلمة إلى «بجوات»، ويسميها البعض «مدينة الموتى» أو « الخلود»، ويتوسطها أطلال كنيسة أثرية. جبانة البجوات
واستخدمت هذه الجبانة كمقبرة قبل دخول المسيحية إلى "الواحات"، ومع فرار المسيحيين خلال عصور الاضطهاد إلى الصحراء وانتشار المسيحية أخذ المسيحيون يدفنون موتاهم في الجبانة نفسها حيث دفن أسلافهم، لذلك فإن مزارات البجوات يمكن أن تنسب إما إلى أشخاص وثنيين أو مسيحيين، ويبلغ عدد مزارات هذه المقابر 263 مزارًا، وأهم المزارات المزخرفة بالبجوات هما مزاري «الخروج» و«السلام» بما يحويان من مناظر متفردة استمدها الفنان من الكتاب المقدس والبيئة المحيطة. 3- دير سانت كاترين: يعتبر من أهم الأديرة على مستوى العالم، وقد بنى الإمبراطور جستنيان الدير ليضم الرهبان المقيمين بسيناء في منطقة الجبل المقدس منذ القرن ال4 الميلادي عند البقعة المقدسة التي ناجى عندها موسى عليه السلام ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة. دير سانت كاترين ويحوي الدير منشآت مختلفة، منها الكنيسة الرئيسية «كنيسة التجلي» التي تحوي داخلها كنيسة العليقة الملتهبة و9 كنائس جانبية صغيرة، كما يشمل الدير 10 كنائس فرعية، وقلالي للرهبان، وحجرة طعام، ومعصرة زيتون، ومنطقة خدمات، ومعرض جماجم، بالإضافة إلى الجامع الفاطمي، ومكتبة تحوي 6 آلاف مخطوط منها 600 مخطوط باللغة العربية، بالإضافة إلى المخطوطات اليونانية والإثيوبية والقبطية والأرمينية والسريانية، وهي مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسفية، وأقدمها يعود إلى القرن ال4 الميلادي، كما تحوي المكتبة عددًا من فرمانات الخلفاء المسلمين لتأمين أهل الكتاب. 4- معالم النوبة من أبي سمبل إلى فيلة: معالم النوبة وأبو سمبل
تضم مواقع التراث العالمي الكثير من الأماكن الأثرية، والتي من ضمنها معبد رمسيس الثاني في أبي سمبل ومعبد إيزيس في جزيرة فيله، اللذان أمكن إنقاذهما من الغرق، بسبب بناء السد العالي. ومنذ إنشاء السد العالي، تم نقل معبد رمسيس الثاني في أبي سمبل ومعبد إيزيس في جزيرة فيله إلى موقعهما الحالي الجديد، وأطلقت منظمة اليونسكو حملة عالمية لإنقاذ المواقع المهددة بالغرق من جراء بناء السد ونقلها لموقع جديد ملائم من ناحية السلامة خلال الفترة من 1960 إلى 1980 بتكلفة بلغت وقتها 80 مليون دولار وشاركت فيها 50 دولة، وتم تسجيل موقع «معالم النوبة من أبي سمبل إلى فيله» على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي في عام 1979. 5- خليج أبو قير بمحافظة الإسكندرية: ينقسم إلى مواقع حطام سفن أسطول نابليون الغارقة، أهمها موقع سفينة القيادة "أورينت"، وموقع السفينة "لاسريوس"، وموقع السفينة "لا جورييه". خليج أبو قير بمحافظة الإسكندرية والثاني: مواقع المدن الغارقة، وتتمثل في منطقة شرق كانوب ومدينة هيراكليوم، وسجل أحد طياري السلاح الملكي البريطاني عام 1933 ملاحظته عن تكوينات ضخمة على شكل حدوة حصان تغطي مساحات واسعة من قاع خليج أبو قير، وهو خليج بحري يقع شرق الحدود الإقليمية لمحافظة الإسكندرية، فقام الأمير عمر طوسون بالتعاون مع الصيادين والغواصين بتحديد المواقع الأثرية فيه، واستطاعوا انتشال رأس تمثال من الرخام الأبيض للإسكندر الأكبر. وفي عام 1985، عثر فريق فرنسي بمساعدة كامل أبو السعادات على حطام سفن غارقة من أسطول نابليون بونابارت، وقاموا بانتشال أسلحة وذخائر خاصة بالحملة الفرنسية على الشرق، كما اكتُشفت بعض المدن الغارقة، مثل مدينة "هيراكليوم" التي تقع شمال شرق شاطئ أبو قير، ومدينة "كانوب" حيث اكتُشفت أطلال معبد وأجزاء تماثيل آلهة مصرية من العصرين البطلمي والروماني. 6- "ممفيس" ومنطقة الأهرام من الجيزة إلى دهشور: يعد موقع "ممفيس" أو "منف" وجبانتها واحدًا من أهم مواقع التراث العالمي على مستوى العالم. وكانت منف العاصمة المصرية على مدار عدة أحقاب تاريخية منذ عصر الدولة القديمة، ثم فترة من عصر الدولتين الوسطى والحديثة، والعصر المتأخر، وأيضًا خلال بداية عصر الإسكندر الأكبر. وتحتوي مدينة منف على الهرم الأكبر للملك خوفو الذي يعد الأعجوبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة، كذلك تتضمن منطقة منف الأثرية 38 هرمًا في الجيزة وسقارة وأبو صير ودهشور، وأكثر من 9 آلاف أثر ومقبرة من فترات مختلفة منذ عصر الأسرة الأولى حتى العصر اليوناني الروماني. وتنقسم منف كموقع أثري إلى 7 أقسام إدارية هي: (أبو رواش، والجيزة، وزاوية العريان، وأبو صير، وسقارة، وميت رهينة، ودهشور)، تم تسجيل موقع منف وجبانتها على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي في العام 1979. 7- المعبد اليهودي: ويكمل مجمع الأديان آثار الديانات السماوية ال3 بوجود المعبد اليهودي، الذي كان في الأصل معبدا ثم تحول إلى كنيسة حتى عهد أحمد بن طولون، وعاد مرة أخرى كمعبد بعد أن اشترته الطائفة اليهودية وزعيمها في ذلك الوقت إبراهيم بن عزرا، ولهذا يطلق على المعبد أيضًا معبد "بن عزرا". ويستمد المكان أهميته من وجود صندوق سيدنا موسى به، ويشرف أيضا بأنه المكان الذي شهد وقوف وصلاة سيدنا موسى بعدما كلفه الله بالرسالة ويدلل على ذلك، الكتابات المحفورة على تركيبة رخامية في منتصف المعبد، ولذا يعتبر المعبد مزارًا هامًا بالنسبة لعدد كبير من السائحين وخصوصًا اليهود.