ضمن فاعليات صالون «قنديل أم هاشم» الذى يقيمه الكاتب الصحفى سيد محمود شهريا، ببيت السنارى، عرض مساء الإثنين الفيلم الوثائقى «هدية وديع إلى سلمى» الذى يجسد ويرصد الضوء على صداقة امتدت أكثر من 70 عاما، بين الكاتب والمترجم والصحفى وديع فلسطين، وتلميذته فى الجامعة الأمريكية، سلمى مرشاق. الفيلم الذى يعود تاريخ تصويره لعام عام 2015، رصد حالة الصداقة التى جمعت بين الكاتب فلسطين، وتلميذته مرشاق، حتى وصل الأمر أن أهداها مكتبته التى ضمت كتبا وخطابات ومراسلات بينه وبين أعظم كتاب الوطن العربى، ونسخ قديمة من مجلات وجرائد مصرية. الفيلم التسجيلى تحدث عن واقعة إهداء الكاتب الصحفى مكتبته العامرة والنادرة إلى تلميذته اللبنانية التى نشأت وتعلمت فى القاهرة، وسلط الضوء على الصداقة التى نشأت بينهما بفضل صالون ثقافى شهرى كان يقام تحت رعاية والدى سلمى. مكتبة ضمت آلاف الكتب القديمة لأدباء من الوطن العربى وحتى أدباء من الغرب، عدد كبير منها مهداه للكاتب وديع فلسطين، فضلا عن احتوائها على آلاف الرسائل والخطابات بين وبين ما يقرب من 80% من كتاب الوطن العربى، منهم «نزار قبانى، ونجيب محفوظ»، وعدد كبير من كتاب المهجر، كما تروى إنعام كجه جى منتجة الفيلم وصاحبة فكرته. الكاتبة العراقية أنعام كجه جى، قالت إن وديع فلسطين كان يذهب كل يوم ثلاثاء، لمكتب البريد لإرسال الخطابات للعديد من الأدباء، إلى حد وصل لشكوى «البوسطجية» من كثرتها، وكان من ضمن الخطابات مقتطفات من الصحف المصرية يرسلها إلى تلميذته سلمى وكانت ترد عليه بنفس الأمر. وتروى سلمى مرشاق خلال الفيلم، أن وديع منحها المكتبة، وكتب لها عقد تنازله عنها لصالحها وهو على قيد الحياة، خوفا منه على ضياع تراثه، أو أن يكون مصيرها على الأرصفه أو عند محلات «الروبابيكيا». وفى نفس السياق، أكدت الكاتبة والناشرة اللبنانية رشا الأمير، ابنة السيدة سلمى مرشاق، أن الصداقة بينهما مستمرة حتى اليوم، وأنها مهتمة بقضية الذاكرة خاصة الأدبية، وتسعى للحفاظ على التراث القديم للأدباء والحفاظ عليها من الضياع؛ لتوثيقها، رافضه أن يطلق على مشروعها مسمى الأرشيف. وأضافت أن الخطابات والكتب متاحة لأى شخص، وأنه من الممكن إتاحة مشروع لتسهيل الوصول لمحتويات المكتبة، وغيرها، وأنه يمكن تنفيذه دون أى عوائق قانونية أو مالية. واختتمت إنعام كجة جى، أن فرنسا تضم عشرات المتاحف لكل شىءيمكن عرضه، وأن هناك متحف صغير يضم الخطابات والمراسلات المهمة بين الأدباء أو الشعراء وحتى القادة والجنرالات، وصولا لرسالة لمجرم كتبها لحبيبته قبل إعدامه، وطالبت بوجود مثل هذه التجربة ليس فى مصر فقط بل فى جميع الدول العربية.