قررت شركة "سوني" العالمية للإلكترونيات -أمس الأربعاء- نقل مقرها الأوروبي من بريطانيا إلى أمستردام في هولندا؛ لتجنب الصعوبات الجمركية المتوقعة عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"بريكست" في مارس المقبل، بحسب وكالة فرانس بريس. وبعدما انضمت سوني، إلى كبرى الشركات اليابانبة ذات الأنشطة الدولية، التي نقلت مقارها إلى خارج بريطانيا تجنبًا للآثار السلبية ل"البريكست".. "الشروق" ترصد الشركات التي قررت الانسحاب من بريطانيا؟ "باناسونيك" تبادر بالانسحاب بادرت شركة "باناسونيك" العالمية للإلكترونيات، بالإعلان عن نقل مقرها إلى أمستردام، في أغسطس الماضي. وقال المدير التنفيذي لشركة باناسونيك في أوروبا لوران ابادي -أثناء وجوده في برلين لحضور أكبر معرض للمنتجات الإلكترونية بأوروبا- إن باناسونيك ظلت عام ونصف العام تدرس نقل مقرها، قبل أن تنتقل في أكتوبر الماضي، حسبما أوردت صحيفة "نيكي" اليابانبة، ونقلت عندها وكالة الأنباء الألمانية. بريطانياواليابان.. استثمارات مهددة وتستثمر اليابان نحو 60 مليار دولار، في بريطانيا بحسب إحصاءات عام 2018، إذ يوجد في المدن البريطانية نحو 879 شركة يابانية، توظف 142 ألف شخص، من بينها شركتا هوندا ونيسان لصناعة السيارات اللتان لوحتا بوقف الإنتاج تحسبًا لل"بريكست". لكن قرار بريطانيا بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي دفع تلك الشركات لاتخاذ قرار نقل مقارها إلى خارج بريطانيا، في إحدى المدن التابعة للقواعد الجمركية الموحدة للاتحاد الأوروبي، بحسب فايننشال تايمز. شركات القطاع المالي أعلن عدد كبير من الشركات اليابانية العاملة في القطاع المالي في لندن، أنها تعتزم نقل مقارها من لندن إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، أبرزها "إم يو إف جي"، ونومورا هولدنغز، ودايوا سيكيوريتيز، ومجموعة ساميتومو ميتسيوي، بحسب شبكة "بي بي سي" الأمريكية. 45% من شركات التمويل تنقل مقارها خارج بريطانيا وأفاد جهاز تعقب الخدمات المالية "EY"، في وقت سابق من يناير الجاري، أن 45% من شركات التمويل المالي أعلنت بشكل رسمي أنها نقلت أو تدرس نقل موظفيها ومقارها إلى خارج بريطانيا، الأمر الذي سيضر بالاستثمار، بحسب جريدة "الإندبندنت" الأمريكية. "تويوتا وهوندا ونيسان" يلوحون بوقف الإنتاج أثار الانفصال أيضًا مخاوف العديد من الشركات المصنعة للسيارات، فلوحت الشركة اليابانية "تيوتا" أنها ستوقف إنتاج السيارات في مصنعها ببريطانيا، تجنبًا لأضرار البريكست. كما أعلنت "هوندا" أنها تعتزم وقف الإنتاج في أبريل لمدة 6 أيام حتى تترقب التغيرات التي ستطرأ على لوجستيات الإنتاج وقضايا الحدود، بحسب "بي بي سي" الأمريكية. وتستعد شركة "نيسان" للتخلص من مئات الوظائف في مصنعها في مدينة سندرلاند شمال شرق بريطانيا والذي ينتج 500 ألف سيارة كل عام، بسبب انخفاض المبيعات في بريطانيا، بحسب فايننشال تايمز. 250 شركة عالمية قدمت طلبات لنقل مقارها ولم يتوقف سيناريو الانسحاب على الشركات اليابانبة بل طال العديد من الشركات العالمية ذات النشاط الدولي، إذ قال المتحدث الرسمي باسم وكالة الاستثمار الهولندية "NFIA" ميشيل باكيوزين، لوكالة الأنباء الفرنسية أن 250 شركة قدمت طلبات لنقل مقارها من بريطانيا إلى هولندا. وأضاف باكوزين: "عدد الشركات آخذ في الازدياد، إذ كان عددها عام 2017 لا يتجاوز ال80 شركة، ومع بداية العام 2018 زادت إلى 150 شركة، وصولًا إلى 250 شركة حتى الآن، وسيتم الإعلان عن أرقام رسمية فبراير المقبل"، بحسما أوردته صحيفة "الإندبندنت" الأمريكية. الوكالة الأوربية للأدوية تغادر بريطانيا وبالإضافة إلى تزايد عدد الشركات الخاصة المنسحبة من بريطانيا، غادرت الوكالة الأوروبية للأدوية بريطانيا إلى العاصمة الهولندية أمستردام، والتي كانت توظف نحو 900 عامل من ذوي المهارات، بحسب صحيفة "الاندبندنت" الأمريكية. بنوك تغادر وأخرى تحذر وأعلن بنك "نورينشاكين" أنه يعد مقرًا بديلًا في هولندا استعدادًا لل"بريكست"، علاوة على وضع خطط طارئة لمحاولة التكيف مع التغيرات التي ستطرأ على الاتحاد الأوروبي جراء الانفصال، بحسبما أوردت شبكة "بي بي سي". أما المدير العام لبنك CBI كارولين فيربيرن، فحذرت قائلة: "سوف تضيع العديد من الوظائف، كما ستتحرك سلاسل التوريد إلى خارج بريطانيًا"، بحسب صحيفة "الإندبندنت". وقرر المصرفان اليابانيان "ميتسوبيشي يو إف جي فاينانشل جروب" و"سوميتوتو ميتسوي فاينانشل جروب"، بالإضافة إلى شركتا السمسرة "نومورا هولدينجز" و"دايوا سيكيوريتيز"، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية. "سوني" آخر الشركات المنسحبة قال المتحدث الرسمي باسم "سوني"، تاكاشي إيدا، إن الشركة سنتقل مقرها إلى هولندا اعتبارًا من مارس المقبل، مضيفًا أن قرار إعادة توطين الشركة ولن يؤثر على الإنتاج أو العمالة، بحسب ما أوردته صحيفة "الاندبندنت" الأمريكية. دول تستفيد من "بريكست" ليست هولندا البلد الوحيد الذي سيفيده "بريكسيت"، إذ توجه نحو 80 من أصل 122 شركة تمويل إلى دبلن وباريس ولوكسمبورج وفرانكفورت. ومن المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في مارس 2019، في عملية أربكت قطاع الأعمال وأثارت مخاوف حول عواقب "بريكست" على الاقتصاد البريطاني.