دفع شاب حياته ثمنًا لشهامته ووطنيته، بعد دفاعه عن سيدة مسيحية تحرش بها أحد الأشخاص في سوق بالبساتين. سيد أبو دنيا، يعمل مكوجي، عمره 38 عامًا، ولقى حتقه على يد النقاش "ع.أ" 40 عامًا، بعد أن تدخل الأول ونهره عن التحرش بفتاة استغاثت بالمارة، فما كان منه إلا قتله بسكين كانت بحوزته، وأسرع أهالي المنطقة واقتادوه إلى قسم الشرطة. «الشروق» انتقلت إلى موقع الحادث الذي وقع في شارع حسان دياب بمنطقة البساتين جنوبي القاهرة، والتقت شهود العيان، وأهالي المنطقة؛ لكشف ملابسات الواقعة. تقول أم محمود إحدى الجيران، إن القتيل والمجني عليه جيران في نفس الشارع، وسيد المكوجي كان رجلا محترمًا خلوقًا، يشهد له الجميع بحسن السمعة، أما الجاني فكان مريضًا نفسيا منذ سنوات، لكنه قبل مرضه كان محفظًا للقرآن، وتسببت خلافات عائلية مع شقيقه في مرضه النفسي وأذية المارة باستمرار. ويروي أحد الجيران تفاصيل الواقعة بعد حديث طيب عن القتيل، قائلا إن الحادثة وقعت في الثانية من عصر يوم الثلاثاء أمس الأول، إذ كان القاتل يجلس على أول قهوة في أول الشارع، وما أن مرت من أمامه السيدة التي لم يعلم أحد من أي منطقة هي، أو هويتها حتى، تحرش بها وصرخت، وتدخل المكوجي وأنقذها من بين يديه، وذهبت هي لتحرير محضر في قسم الشرطة، ولم تقتنع بتهدئة الأهالي لها بأنه مريض نفسي. وأشار الجار إلى أن القصة لم تنته بعد، إذ أن شقيق المتهم قد عاد في الرابعة عصرًا من عمله، وفور علمه بواقعة تحرش شقيقه، اتصل فورًا بالمصحة التي يعالج فيها بعض الأحيان، وما أن حضروا وشاهدهم الجاني، تعصّب واستشاط غطبًا خصوصا بعد رؤيته لأخيه الذي كان سببًا في مرضه النفسي منذ سنوات لخلافات على الميراث بينهما. وتابع الجار حديثه: فور رؤية القاتل لأفراد المصحة ومعهم شقيقه، علم أنهم سيصطحبونه إلى المستشفى، فزاد غضبه وأبرز سكين يمسكه في يده باستمرار في الشارع، وظل يضرب يمينا ويسارًا، فتدخل المجني عليه مجددًا وحاول الإمساك به، ظنًا أن سوف يسيطر عليه كما حدث منذ ساعات في بداية الواقعة، إلا أنه سدد له على غفلة 3 طعنات في الصدر فأرداه قتيلًا، وقد أصيب أيضًا شقيق القتيل أثناء محاولة إنقاذه. أمّا سيرة الضحية الطيبة فلم تغب عن المشهد إذ كان بحسب جيرانه وشهود العيان وحتى زبائنه رجلا شهمًا طيبا، مؤكدين أنه منفصل عن زوجته، ولديه بنت واحيدة، ويعول والدته مع شقيقيه بعد أن تركهما والدهما شابين يافعين منذ زمن طويل. لكن حديث الحاجة زيزي جارة القتيل كان له أثرا حزينا، إذ قالت إن القتيل كان يمزح معها منذ أيام قائلا: "نفسنا نروح عند ربنا بقى يارب يكون راضي عننا". وتم نقل الشقيقين إلى مستشفى المبرة أحدهما جثة، والآخر مصاب، وتجمع الأهالي بالعصي والشوم حتى سيطروا على القاتل المريض النفسي وسلموه للشرطة، وتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيقات. وكان قسم شرطة البساتين قد تلقى بلاغا بأنه حال سير السيدة «م. ب» 30 سنة، ربة منزل، قام "ع إ م" 40 سنة نقاش، بالتحرش بها وملامسة أجزاء حساسة من جسدها، فاستغاثت بالمارة وتدخل المتوفي 36 سنة مكوجي، دفاعاً عنها، ما أثار حفيظة المتهم فقام بالتعدي عليه بسكين بطعنة نافذة بالصدر وتجمع الأهالي وأمسكوا بالمتهم.