يتجمع حجاج من أنحاء العالم في الهند لحضور مهرجان كومبه ميلا الذي تمتزج فيه الروحانية بالسياسة والسياحة وينطلق اليوم الثلاثاء، ويكتسب بعدا خاصا هذا العام قبل الانتخابات العامة في البلد ذي الأغلبية الهندوسية. وخلال المهرجان الذي يمتد ثمانية أسابيع في مدينة براياجراج بولاية أوتار براديش بشمال البلاد تتوقع السلطات أن يصل نحو 150 مليون شخص، بما في ذلك مليون زائر أجنبي، ليغتسلوا عند ملتقى نهري الجانج ويامونا مع نهر ساراسواتي الأسطوري. ويؤمن الهندوس المتدينون بأن الاستحمام في مياه الجانج يغفر الخطايا وبأن الاغتسال وقت مهرجان كومبه ميلا أو ”مهرجان الوعاء“ يجلب الخلاص من دورة الحياة والموت. وقال ماهيش شارما الذي يرأس وزارة الثقافة في بيان ”كومبه هو مزيج بين الوعي الروحي والتراث الثقافي. ”نحن أيضا نعرض هنا التقاليد الثرية للهند كما يتصورها رئيس الوزراء ناريندرا مودي“. ويوم الثلاثاء سيغمر ملايين من الحجاج، يقودهم زاهدون عراة يكسو أجسادهم الرماد وبعضهم يعيش في الكهوف، أنفسهم في المياه المتجمدة خلال أول ”حمام ملكي“ والذي يبدأ حوالي الساعة الرابعة صباحا (22:30 بتوقيت جرينتش). وتدفق الزوار على المنطقة التي أغلقت أمام حركة المرور وهم يحملون الأمتعة فوق رؤوسهم بينما قام بائعون ببيع البالونات المضيئة وحلوى غزل البنات وكان رجال الأمن والكهنة والشرطة المسلحة يجلسون جنبا إلى جنب. ويأتي مهرجان هذا العام في وقت حرج لحزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي الذي يتزعمه مودي والمتوقع أن يواجه منافسة قوية في انتخابات عامة مقررة في مايو. وخسر الحزب السلطة في ثلاث ولايات رئيسية في انتخابات محلية جرت في ديسمبر، ويريد تجنب نتيجة مماثلة خلال الانتخابات العامة في ولاية أوتار براديش التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة حيث يمكن للأداء الجيد أن يحدد مسار المنافسة في كثير من الأحيان.