حلت اليوم الثلاثاء 1 يناير الذكرى المئوية لميلاد الروائي والكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس الذي نحت بأعماله خطوطا أسهمت في تشكيل الوعي المصري، والذي نموذجًا مجسدًا لشكل العلاقة بين المثقف والسلطة فقلم إحسان الذي حاول أن لا يكذب ولا يتجمل. عبدالقدوس الذي أثرى المكتبة العربية بإبداعاته الفكرية برواياته الرومانسية منها والإجتماعية لم يكن أديبًا روائيًا مثيرًا للجدل فحسب بل كان صحفيًا ومحللًا سياسيًا أزعجت أراه الحكام على أختلاف ألوانهم السياسية، الشروق تعرض أبرز محطات عبدالقدوس مع الحكام على مختلف ألوانهم السياسية. في عهد الملك محاولة لاغتياله ففي عهد الملك تعرض عبدالقدوس لمحاولة اغتيال بعدما كشف مقال له عن فضيحة الأسلحة الفاسدة للعائلة المالكة التي تسببت آنذاك بإلحاق الهزيمة بالجيش المصري والعرب في النكبة عام1948. المقال الأجرأ حينها دفع أحد البكوات المتورطين في الصفقة لمحاولة اغتياله، إذ بعث له ببعض البلطجية لينهالوا عليه بالضرب بالسكاكين على رأسه ويلوذوا بالفرر، الأمر الذي يدفع البعض للشك في كون وفاته في العام 1990 وأن الورم السرطاني برأسه والذي أودى بحياته كان نتاج الجرح القديم في رأسه. 91 عبدالقدوس نزيل الزنزانة ولم ينج عبدالقدوس في عهد مجلس قيادة الثورة من الملاحقة سياسًا بل قاطعه الرئيس جمال عبدالناصر والذي كان تجمعه به صداقة واعتقله. ففي العام 1953 أصدر عبدالناصر قرارًا باعتقال عبدالقدوس لمدة 3 أشهر بسبب مقال نشره عبدالقدوس في مجلة روزا اليوسف تحت عنوان (الجمعية السرية التي تحكم مصر) انتقد فيه عبدالناصر ومجلس قيادة الثورة. تجربتان في السجن الحربي وبعد قضاءه 3 أشهر في السجن العسكري قرر عبدالناصر دعوته إلى منزله لتناول الإفطار ووجه له سؤال "اتربيت ولا لسة" ثم بعد عام من تجربة عبدالقدوس مع السجن، وأولقي القبض عليه مجددًا لكن هذه المرة بتهمة محاولة قلب نظام الحكم ليعاود عبدالناصر يعاود الإفراج عنه بقرار جمهوري بعد ثلاثة أسابيع فقط قضاها في السجن الحربي. السادات يعزله من الاهرام بسبب مقال رأي وبعد رحيل عبدالناصر حاول السادات التقرب منه بمصادقته لكن الصداقة الت تحدث عنها السادات ففي مذكراته لم تمنع السادات من إيذاء عبدالقدوس، فبعدما نشر عبدالقدوس مقالًا في الأهرام تحت عنوان (تساؤلات حول خطاب السادات)انتقد فيه السادات قرر السادات عزله من رئاسة تحرير الأهرام والاكتفاء بكونه مستشارًا للجريدة. عن عبدالقدوس نشأ عبد القدوس والذي ولد عام 1919 في بيت عائلة تهوى الفن والمسرح فوالدته اللبنانية روز اليوسف بدأت حياتها بالفن وأتمتها في الصحافة والأدب كما كان والده المهندس محمد عبدالقدوس محبًا للفن أيضا. تخرج عبدالقدوس من كلية الحقوق بجامعه القاهرة عام 1942 وأصبح رئيس تحرير مجلة روز اليوسف في عمر 26 عامًا ليبدأ مشواره الصحفي والأدبي ويثري الأدب العربي بنحو 600 رواية وقصة.