في حي جولشان بدكا، عاصمة بنجلاديش، تسير سيارة نصف نقل على الطريق الرئيسي وهي تحمل على متنها مجموعة من النشطاء وقد ارتدوا قمصانا حمراء وخضراء، وهم يرقصون ويغنون. ويعبر الشباب في بهجة عن دعمهم ل "حزب رابطة عوامي" الحاكم ورمزه "الزورق"، في الانتخابات العامة المقررة في بنجلاديش يوم الأحد المقبل. ويقول ناشط، يدعى فضل صني، يبلغ من العمر 35 عاما، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "كلنا ثقة في تحقيق الفوز، كان هناك زيادة كبيرة لصالح الزورق". وقام النجم السينمائي السابق، أكبر حسين باتان، الذي يخوض الانتخابات على بطاقة الحزب الحاكم في جولشان، التي تعد الحي الدبلوماسي لدكا، بتنظيم المسيرة المبهجة في أنحاء العاصمة. وفي دكا ومناطق أخرى، هيمن مرشحو الائتلاف الحاكم، بقيادة حزب رابطة عوامي، والذي تتزعمه رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد، على المشهد الانتخابي قبيل انتخابات الثلاثين من ديسمبر الجاري. وانطلقت الحملة الانتخابية قبل 3 أسابيع، وركز حزب رابطة عوامي، النشط بصورة كبيرة أيضا على وسائل التواصل الاجتماعي، في حملته الانتخابية على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد خلال السنوات العشر الماضية، في ظل حكم الشيخة حسينة، وذلك في محاولة قوية لضمان فوزها بولاية ثالثة، على التوالي، برئاسة الحكومة. وعلى النقيض من ذلك، بدت حملة تحالف المعارضة، بقيادة "حزب بنجلاديش الوطني، الموالي لرئيسة الوزراء السابقة، السجينة حاليا، خالدة ضياء، منعزلة وغير منظمة. ويقول "حزب بنجلاديش الوطني" إن المعارضة ظلت بعيدة عن مشهد الحملة الانتخابية، بسبب ما ينفذه الحزب الحاكم من أعمال ترهيب، وبسبب الاعتقالات التي تقوم بها سلطات إنفاذ القانون بحق نشطاء. أما خالدة ضياء، المنافسة السياسية الرئيسية للشيخة حسينة، والتي قاطعت الانتخابات العامة الأخيرة التي جرت في عام 2014، فهي الأن تقبع خلف القضبان، حيث لا تتمتع بالأهلية لخوض الانتخابات بعد إدانتها في تهمتي فساد. ويقول عبد المعين خان، زعيم "حزب بنجلاديش الوطني"، استهدف أكثر من 80 هجوما مسيرات انتخابية للمعارضة في أنحاء البلاد على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية. ويعتقد خان، وهو وزير إعلام سابق، أن نشطاء "حزب رابطة عوامي" نفذوا هذه الهجمات، في محاولة منهم لإبعاد المعارضة عن السباق الانتخابي. ووفقا للمتحدث باسم "حزب بنجلاديش الوطني"، روح الكبير رضوي، تم اعتقال أكثر من 40 ألفا من نشطاء المعارضة منذ إعلان الجدول الزمني للانتخابات، إلا أنه لا يمكن التحقق من ذلك بشكل مستقل. وفي ظل غياب خالدة ضياء، شكل "حزب بنجلاديش الوطني"، تحالفا مع "حزب منتدى جونو" منتدى الشعب، الذي ينتمي إليه وزير الخارجية الاسبق، كمال حسين، لخوض المنافسة أمام الائتلاف الحاكم بزعامة الشيخة حسينة. وكان حسين، وهو أيضا زعيم تحالف جبهة "جاتيا أويكيا" السياسي، طالب أمس الاول الثلاثاء باستقالة رئيس اللجنة الانتخابية، حيث يعتقد أنها قد أخفقت في ضمان وجود منافسة متكافئة. وتعهد التحالفان بإضفاء الطابع المؤسسي على الديمقراطية واجتثاث الفساد والحفاظ على حقوق الإنسان والحق في حرية التعبير، في حال فاز أحدهما بالانتخابات في هذه الدولة المضطربة سياسيا في جنوب آسيا، حيث من المعتاد أن تسحق السلطة القائمة حرية التعبير وحقوق الإنسان. كما وعدت الشيخة حسينة من جانبها، بالعمل من أجل الحد من الفقر، وتوفير المزيد من فرص العمل وحماية المرافق المدنية الحديثة بالمناطق الريفية، وتسريع وتيرة التنمية في هذه البلاد الفقيرة. ويعتمد "حزب بنجلاديش الوطني"، الذي لم يدخل البرلمان خلال السنوات الخمس الماضية بسبب مقاطعته للانتخابات، على التصويت المناهض للقائمين على السلطة، من أجل الفوز بانتخابات الأحد المقبل. وتعهد الحزب بعدم المجازفة والدخول في "سياسة الانتقام". وأقامت السلطات القائمة على العملية الانتخابية 40 ألف و199 مركز اقتراع. ويتعين على الناخبين المسجلين في بنجلاديش، والبالغ عددهم 1ر104 ملايين، اختيار 300 نائب من بين أكثر من 1800 مرشح. ومن المقرر أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباحا يوم الاحد المقبل، ويستمر التصويت حتى الساعة الخامسة مساء. وتم نشر أفراد من الجيش والبحرية، لمساعدة الإدارة المدنية في الحفاظ على النظام أثناء الحملة الانتخابية وخلال عملية التصويت، وأيضا عقب الانتخابات.