مؤتمرات منظمة المرأة العربية حبات لؤلؤ تنير طريق تنمية المرأة أمام القادة

وصل الخط على استقامته لمحطة ختام "أيام مسقط" التى نظمتها منظمة المرأة العربية برعاية ورئاسة واستضافة سلطنة عمان، وذلك بانطلاق فعاليات مؤتمرها السادس اليوم تحت شعار "التمكين الاقتصادى للمرأة وتعزيز قيم السلام والعدالة والمواطنة"، الهادف إلى التأكيد على أهمية استثمار قدرات ومهارات المرأة فى عملية التنمية الشاملة لما تمثلة مساهمتها من دور كبير فى بناء مجتمع معاصر على قيم السلام والعدالة والمواطنة.
وإلى جانب الموضوع الرئيسى للمؤتمر وهو التمكين الاقتصادى للمرأة، تحتل قضية النازحات أولوية متقدمة على جدول أعماله ومناقشاته التى تستمر على مدى يومين، حيث سيتم إعداد تقرير كامل عن قضية النازحات، ورفعه للقادة والزعماء ملوك ورؤساء الدول العربية خلال اجتماع قمتهم المقررة فى شهر يناير المقبل فى العاصمة اللبنانية بيروت بحسب ما صرحت به فاديا كيوان المديرة العامة للمنظمة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن المنظمة هى محامى النساء العربيات، وأنها حتى الآن قد تجاوزت برنامج عملها بنجاح، وسيشهد عام 2019 تكثيف الجهود لإعادة بناء الأوطان العربية من خلال توجيه الاهتمام للمرأة الداعم الأساسى لعملية إعادة الإعمار.
من المنامة إلى مسقط تقع مؤتمرات منظمة المرأة العربية الستة، حيث تعقد المنظمة مؤتمرا كل عامين، ويمثل هذا المؤتمر أحد أجهزة المنظمة الرئيسية، حيث يناقش كيفية تنسيق السياسات العليا الخاصة بالمرأة في الدول العربية، وذلك عبر طرح الموضوعات التي تتناول دور المرأة وعلاقتها بالمجتمع، ويعقد المؤتمر تحت رعاية وبرئاسة دولة رئاسة المنظمة في دورتها الآنية، ويتشكل المؤتمر من وفود رسمية تمثل الدول الأعضاء برئاسة السيدات الأول أو من ينوب عنهن، كما يضم المؤتمر أعضاء المجلس التنفيذي وأعضاء اللجان الدائمة للمنظمة إضافة إلى خبراء دوليين وعرب وممثلين لمنظمات دولية وإقليمية ذات صلة وكذلك منظمات غير حكومية عربية وشخصيات عامة.
وتتناوب الدول الأعضاء فى المنظمة منذ أن تأسست فى عام 2003 كمنظمة متخصصة عاملة فى مجال قضايا المرأة بالعالم العربى فى إطار جامعة الدول العربية، رئاستها بحسب الترتيب الأبجدى، وتضمن حاليا 16 دولة عربية هى مصر، الأردن، الإمارات، السودان، تونس، لبنان، سلطنة عمان، سوريا، العراق، البحرين، الجزائر، فلسطين، ليبيا، المغرب، موريتانيا، واليمن.
عقد المؤتمر الأول عام 2006 في المنامة "البحرين" تحت شعار "6 سنوات بعد القمة الأولى للمرأة العربية: الإنجازات والتحديات"، ثم عقد المؤتمر الثاني فى عام 2008 في أبوظبي "الإمارات" تحت شعار "المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان: المنظور العربي والدولى"، فيما استضافت تونس المؤتمر الثالث فى عام 2010 تحت شعار "المرأة العربية شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة"، أما المؤتمر الرابع فقد عقد فى عام 2013 في الجزائر العاصمة "الجزائر" تحت شعار "المقاولة وريادة الأعمال النسائية في العالم العربى: قيادة وتنمية"، وفى القاهرة عقدت منظمة المرأة العربية مؤتمرها الخامس فى عام 2016 وكان موضوعه "دور النساء في الدول العربية ومسارات الإصلاح والتغيير".
وتناولت المؤتمرات العديد من الموضوعات المعنية بوضع المرأة العربية في مختلف المجالات، والأوضاع التي تؤثر على تفعيل دور المرأة في دعم التنمية الشاملة في الوطن العربي، حيث ناقشت المؤتمرات السابقة للمنظمة قضايا التنمية الإنسانية والأمن الإنساني ودور المرأة في المقاولة وإدارة الأعمال وغيرها من أبعاد الاهتمام المعاصر بقضايا المرأة الذي شهدته بداية الألفية الثالثة والذي عبر عن نفسه في مقررات الأمم المتحدة فيما يتعلق بالمرأة وفي وثيقة الأهداف التنموية للألفية، وفي تطور النظرة للمرأة من مستحق للدعم وهدف للتنمية وللحماية، إلى فاعل رئيسي في عملية التنمية وشيوع الأمن والسلم المجتمعي، ولكن دور المرأة ما زال يحتاج إلى الاعتراف والتقدير وإلى تدعيمه ومده بالتأهيل المناسب وبالثقافة والمعرفة والمهارات المختلفة، وتحرص المنظمة على إدماج توصيات مؤتمراتها في خطط العمل وفي البرامج والمشروعات السنوية التي تتبناها.
ومنظمة المرأة العربية التى تأسست عام 2003 كواحدة من المنظمات الحكومية المتخصصة العاملة في إطار جامعة الدول العربية، تتبنى مجموعة من الأهداف لإنجاز غاياتها، وهى تحقيق تضامن المرأة العربية باعتباره ركنا أساسيا للتضامن العربي، تنسيق مواقف عربية مشتركة في الشأن العام العربي والدولي ولدى تناول قضايا المرأة في المحافل الإقليمية والدولية، تنمية الوعي بقضايا المرأة العربية في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية والإعلامية، دعم التعاون المشترك وتبادل الخبرات في مجال النهوض بالمرأة، إدماج قضايا المرأة ضمن أولويات خطط وسياسات التنمية الشاملة، تنمية إمكانات المرأة وبناء قدراتها كفرد وكمواطنة على المساهمة بدور فعال في مؤسسات المجتمع وفي ميادين العمل والأعمال كافة وعلى المشاركة في اتخاذ القرارات، والنهوض بالخدمات الصحية والتعليمية الضرورية للمرأة.