رئيس الوزراء: توقيع العقد دليلا على التزام مصر بدعم جهود التنمية في إفريقيا شهد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، مع الرئيس التنزاني، جون ماجوفولي مراسم توقيع عقد إنشاء مشروع سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي الواقع في "محمية سيلوس"، المملوك لوزارة الطاقة التنزانية، والفائز بتنفيذه التحالف المصري لشركتي المقاولون العرب والسويدي إلكتريك، بقيمة 2.9 مليار دولار. وخلال التوقيع، قال رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، محسن صلاح، إن المشروع يدخل في خطط الحكومة التنزانية لإحداث نهضة تنموية في البلاد، حيث يعد المشروع من أهم وأكبر المشروعات القومية والتنموية في تنزانيا، في ضوء ما يتوقع أن يحققه من تنويع مصادر الطاقة في تنزانيا، ومعالجة مشكلات الطاقة هناك، فضلاً عن توفير الاحتياجات المائية اللازمة من خلال التحكم في تصرفات المياه طوال العام بما فيها فترات الفيضان. ويتضمن المشروع إنشاء سد رئيسي خرساني لتخزين المياه اللازمة لتوليد الطاقة الكهرومائية من محطة الكهرباء، وإنشاء 4 سدود أخرى لتخزين المياه ليصل إجمالي مخزونات المياه المتوقعة إلى 33 مليار متر مكعب، وإنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة تصل إلى 2115 ميجاوات ومحطة ربط كهرباء فرعية بطاقة 400 كيلوفولت، بالإضافة لخطوط نقل الكهرباء 400 كيلوفولت لأقرب نقطة بالشبكة العمومية. وخلال حفل التوقيع، قال مدبولي: "إن توقيع عقد إنشاء مشروع روفيجي للطاقة الكهرومائية، دليلاً على التزام مصر بدعم الجهود التنموية في تنزانيا، ونأمل أن يكون هذا المشروع بوابة لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون بين بلدينا". وتحدث عن العلاقات التاريخية بين مصر وتنزانيا، حيث احتفل البلدان في عام 2014 بالذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، عندما أصبح سالم أحمد سالم الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الإفريقية أول سفير تنزاني في مصر في عام 1964 بعد الوحدة بين تنجانيقا وزنزبار، مشيراً إلى تعاون الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مع زعيم الأمة التنزانية موالمو نيريري بشكل وثيق جدا في معركة التحرير من الاستعمار، حيث تجمعهما رؤية واحدة لإفريقيا مستقلة سياسيا واقتصاديا. وأكد مدبولي، أهمية الزخم الذي اكتسبته العلاقات الثنائية بين مصر وتنزانيا في العام الماضي بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، إلى دار السلام في أغسطس 2017، والتي تبعها عقد اجتماعات الدورة الثالثة للجنة المصرية-التنزانية المشتركة للتعاون بالقاهرة في يناير 2018، بعد 21 عاماً منذ انعقاد الدورة الثانية في أروشا في عام 1997، مردفا: "ونحن نتطلع إلى مزيد من البناء على تلك الإنجازات الهامة لدفع العلاقات الثنائية في جميع المجالات". وأشار مدبولي، إلى التحرك المصري نحو تنزانيا، حيث شهدت الأشهر القليلة الماضية وصول العديد من الوفود المصرية إلى تنزانيا، والبدء في المشروعات المشتركة المهمة الجاري العمل عليها بين البلدين في مختلف المجالات. وذكر رئيس مجلس الوزراء، أنه في إطار الاستعدادات المصرية لرئاستها للاتحاد الإفريقي لعام 2019، نتطلع إلى مواصلة التعاون والتنسيق مع تنزانيا في القضايا ذات الاهتمام المشترك، في ضوء استعداد مصر والتزامها بتعزيز التعاون الإفريقي وحرصها على تحقيق نتائج ملموسة خلال فترة رئاستها، وأن تكون تلك النتائج نابعة من الاحتياجات الفعلية للبلدان والشعوب الإفريقية. وشدد مدبولي، في كلمته، على جدية الحكومة المصرية بمختلف مؤسساتها السياسية والاقتصادية والتقنية لتعزيز علاقاتها الثنائية مع تنزانيا، قائلا: "تحيا مصر، وتحيا تنزانيا، وتحيا إفريقيا".