أعادت الولاياتالمتحدة، اليوم الثلاثاء، 3 أجراس كنسية استولى عليها جنود أمريكيون قبل أكثر من قرن؛ باعتبارها غنائم حرب؛ لتسطر نهاية «فصل مؤلم» في علاقات البلدين. ونُقلت الأجراس، التي استولى عليها جنود أمريكيون من الكنيسة في بالانجيجا بإقليم سمر شرقي البلاد عام 1901 أثناء استعمار الولاياتالمتحدة للفلبين، إلى مانيلا على متن طائرة أمريكية من طراز «سي – 130». وحُملت الأجراس في صندوقين خشبيين فُتحا قرب قاعدة فيلامور الجوية وسط تصفيق وهتافات من المسؤولين الحكوميين وقادة الكنيسة الكاثوليكية في حفل تسليم. وصاح بعض سكان بالانجيجا، الذين تابعوا بثا تليفزيونيا مباشرا للحفل، عند إخراج الأجراس من الصندوقين واحدا تلو الآخر ووضعها على منصة مزينة بالبساط الأحمر. وتسلم وزير الدفاع الفلبيني دلفين لورينزانا، الأجراس رسميا من السفير الأمريكي سونج كيم، الذي أعرب عن أمله في أن تومئ إعادة الأجراس ب«مستقبل مشرق كأصدقاء وشركاء وحلفاء» بالنسبة للبلدين. وقال كيم: «نيابة عن الولاياتالمتحدة، إنه لتكريم كبير لي أن أكون هنا لأشهد هذه النهاية لفصل مؤلم في تاريخنا.. إن عودة الأجراس تعكس الروابط القوية والاحترام المتبادل بين بلدينا وشعبينا». وأضاف أن عودة الأجراس كانت «الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله» لإعادة التأكيد على صداقة بلاده القوية مع الفلبين. وكان سونج قد ذكر في مقال رأي نشر اليوم الثلاثاء: «من الحرب العالمية الثانية حتى معركة اليوم لهزيمة داعش وآفة الإرهاب، حارب الجيشان معا وسالت دماؤهما معا وفي بعض الأحيان مات جنود منهما معا. وبصفتنا حليف وصديق لكم، سنحترم إلى الأبد هذا التاريخ المشترك». وكانت الأجراس، التي تحظى بمكانة في الفلبين كرمز لنضالها من أجل الاستقلال، قد استخدمت للإشارة إلى هجوم للمقاومة الفلبينية ضد القوات الأمريكيةالمحتلة في بالانجيجا. وقتل أكثر من 40 جنديا أمريكيا في الهجوم الذي شنته المقاومة؛ مما دفع جنرال الجيش الأمريكي جاكوب سميث إلى أن يأمر الجنود بتحويل بالانجيجا إلى «برية مليئة بالعويل»، وقتل كل ذكر يتجاوز ال10 من عمره، وفقا لسجلات تاريخية. وقال لورينزانا إنه يأمل في ألا تستمر الأجراس، التي سوف تعاد إلى الكنيسة الأبرشية في بالانجيجا يوم السبت المقبل، في تذكير الفلبينيين والأمريكيين بحلقة مظلمة في تاريخهما المشترك. وقال إنه «حان الوقت للتضميد، حان الوقت للإنهاء.. حان الوقت للنظر إلى الأمام كدولتين لابد أن يتقاسما تاريخا كحليفين». وكان من المفترض في البداية أن يحضر الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، الذي هاجم الولاياتالمتحدة بسبب فظائع الماضي وما وصفه بأنه «تدخل في الشؤون الداخلية لبلاده»، حفل تسليم الأجراس. ولكن المتحدث باسمه قال إن وزارة الدفاع أوصت بأن يحضر دوتيرتي الاحتفالات في بالانجيجا.