ماسي: الجمهور المصري ذواق للموسيقى.. ويعطي للمغني إحساسا مختلفا ألبومي الجديد في 2019.. ويتضمن أغنية باللهجة المصرية أحيت النجمة العالمية، جزائرية الأصل، سعاد ماسي، مساء أمس الأربعاء، حفلها الذي طال انتظاره مع أوركسترا سينكوب على مسرح «الماركيه» في «كايرو فيستيڤال سيتي» في أولى حفلات مشروع "The Orchestral Selections" الذي تنظمه شركة «صوت ميوزيك» برعاية إعلامية من جريدة «الشروق». يتميز أداء سعاد ماسي بالصوت الجهوري والكلمات الشعرية المميزة التي تؤلفها وتلحنها بنفسها منذ بدأت رحلتها في الوسط الفني في التسعينيات، بدايةً بألبوم «راوي»، ونهايةً بألبوم «المتكلمون». وطلّت «ماسي» على جمهورها في مصر بأجواء مختلفة تجمعها بأوركسترا سينكوب، بقيادة المايسترو جورج قلتة، لتمتزج أغاني سعاد ماسي التي تجمع بين البساطة والرقي مع أنغام الأوركسترا الفريدة بطريقة كلاسيكية متميزة. وتغنت سعاد بمجموعة من أجمل أغانيها بالتوزيع الموسيقي الجديد، وتفاعل الجمهور بشكل كبير مع النجمة الجزائرية بالتصفيق الحاد والصيحات، طالبًا سماع بعض أغانيها. وافتتحت «ماسي» الحفل بأغنية «يا قلبي»، ثم غنت «غير أنت»، و«مسك الليل»، و«دار جدي»، و«طليت ع البير» واختتمت حفلها بأغنية «زوروني كل سنة مرة»، وسط حالة من السعادة بين جمهورها الذي شكرته على الحضور. وقالت سعاد ل«الشروق» إن الجمهور العربي يختلف كثيرا عن الجمهور الأوروبي، فالعرب بينهم قصص وتجارب وحكايات مشتركة، فإذا اختلفت اللهجات ولم يفهم البعض كلمات الأغنية فإنه يفهم معناها، مشيرة إلى أن الجمهور المصري ذواق للموسيقى منذ زمن بعيد، ويعطي للمغني على المسرح إحساسًا مختلفا. وفاجأت النجمة العالمية جمهورها بقصيدة «أجمل حب» للشاعر الراحل محمود درويش، وعن سبب اختيار هذه القصيدة بالتحديد، قالت ماسي إنها كانت تقرأ شعر محمود درويش أثناء وجودها في فرنسا وأحبته، وعجبتها تلك القصيدة وميزتها، ومن ثم قررت غناءها. كما غنت لأول مرة قصيدة «أقر سلامي» من الشعر العباسي للشاعر بهاء الدين زهير، بالإضافة إلى أغنية «سلام» باللهجة المصرية من كلمات الشاعر نادر عبد الله، وألحان خالد عز. «ماسي» لها رصيد كبير من الإبداع، فهي مطربة شاملة تغني وتؤلف وتعزف كثيرا من أغانيها، وقدمت أنماطا عديدة من الموسيقى والأغاني التي تعكس قضايا واقعية وجزءا كبيرا من تجارب حياتها، المفعمة بالشجن والحنين، إلا أنها في تجربة The Orchestral Selections تعاونت مع كتاب وملحنين لإخراج أغانيها بشكل مختلف، وأوضحت أنها لا تمانع أن تكون تجاربها المستقبلية مقتصرة على الغناء فقط. وأعلنت «سعاد» أن ألبومها المقبل سيصدر في أغسطس 2019، وسيتضمن أغنية سلام باللهجة المصرية وقد يحمل أغنية مصرية أخرى جار الاتفاق عليها. من جانبه أوضح محمود يوسف، مؤسس شركة «صوت ميوزيك» وصاحب فكرة المشروع الذي يدمج بين الأغاني الحديثة وأنغام الأوركسترا الأصيلة، أن سبب اختيار سعاد ماسي لأولى حفلات المشروع هو تاريخها الطويل في الغناء، والذي يعود إلى قرابة ال20 عاما، فهي قدمت أداءً متطورًا في وقت لم يكن فيه ذلك مطروحا بشكل كبير، وأنها تمثل «الإندبندنت ميوزيك» ما يعني أنها قادرة على القيام بأدوار عدة مثل التأليف والتلحين والعزف إلى جانب الغناء، وهو ما يشبه حميد الشاعري في الثمانينيات، مشيرًا إلى أن ذلك ساعد أيضا في تطوير أغانيها وإخراجها بشكل أوركسترالي، كونها تملك قرار التطوير دون الدخول في مناقشات مع أطراف كثيرة. بينما يعتبر جورج قلتة أصغر مايسترو في مصر حاليا، حيث بدأ مشواره بالعمل بدار الأوبرا المصرية ليقود فرقة الأوبرا السيمفونية، ثم قرر تأسيس فرقة أوركسترا خاصة به باسم أوركسترا سينكوب في 2016، ليقدم رؤيته الخاصة في الموسيقى الكلاسيكية التي تتميز بالعصرية.