كشفت دراسة أجريت في المكسيك نشرت نتائجها يوم الأربعاء في مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" أن لقاح الأنفلونزا الموسمية لعامي 2008-2009 يؤمن نوعا من الحماية من مرض أنفلونزا "إتش.1.إن.1" خصوصا من أسوأ أشكاله. وأكد فريق الباحثين الذي أشرف عليه المكسيكي خوسيه لويس فالديسبينو الأخصائي في علم الأوبئة أنه يجب دارسة هذه النتائج الأولية بحذر وهي لا تدل بأي شكل من الأشكال على أن اللقاح الموسمي يجب أن يحل مكان اللقاح ضد أنفلونزا الخنازير. ولإجراء الدراسة قارن الفريق خلال فترة تمتد بين مارس ومايو 2009 ما بين 60 مريضا في المعهد الوطني لأمراض الجهاز التنفسي في المكسيك مصابين بمرض أنفلونزا الخنازير و180 مريضا يعانون من مشاكل صحية. ولاحظوا أن المرضى غير المصابين بمرض أنفلونزا الخنازير كانوا قد لقحوا ضد الأنفلونزا الموسمية , وكان عدد الوفيات أقل في صفوف المرضى الذين حصلوا على اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية. ويبرر الباحثون الحماية الجزئية التي يؤمنها اللقاح الموسمي بتعزيز المناعة لدى الأشخاص الذين سبق أن تعرضوا لمرض أنفلونزا مماثل إما من خلال إصابة أو اللقاح. ويؤكد الباحثون أن العينة التي تم دراستها محدودة وخاصة بما أن الأمر يتعلق بمرضى في مستشفى متخصص في أمراض الجهاز التنفسي , وأنه يجب إجراء دراسات مماثلة في إطار أخر لتأكيد هذه النتائج. ومن جانب أخر , أعلنت مراكز الرقابة الأمريكية للأمراض ومنظمة "أميريكان لانج أسوسييشن" أن الجهاز الطبي في الولاياتالمتحدة بدأ يوم الثلاثاء في تلقيح أفراده ضد أنفلونزا "إتش.1.إن.1". وقال الدكتور توماس فريدن مدير مراكز الرقابة الأمريكية للأمراض إن : "عملية التلقيح بدأت , وكل الولايات طلبت لقاحات , وهي قيد التوزيع". ومن جانبه ، أكد نورمن أدلمن أستاذ الطب الوقائي في جامعة نيويورك والمتحدث باسم "أمريكان لانج أسوسييشن" أن لقاح إتش.1.إن.1" بدأ توزيعه , وأضاف أن مجموعة الأشخاص الذين سيلقحون قبل سواهم هم أفراد الجهاز الطبي. وسيتلقى هؤلاء الأشخاص اللقاح عبر الأنف وليس عبر الحقنة في الذراع. وكان أفراد الجهاز الطبي في ولايات إيلينوي وأنديانا وتينيسي أول من تلقى اللقاح. وتوزع الحكومة الفيدرالية اللقاحات على مختلف المناطق التي حددت خططها للتلقيح. وحددت مراكز الرقابة الأمريكية للأمراض خمسة مجموعات من الأشخاص الذين سيتلقون اللقاح قبل سواهم : فبالإضافة إلى الأجهزة الطبية ، فهناك الأطفال والنساء الحوامل وأعضاء الأجهزة الطبية الذين يعنون بالأطفال والأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة والستين من العمر ويعانون من مشاكل صحية. لكن كثيرين لن يتلقوا اللقاح عبر الانف ولاسيما منهم النساء الحوامل ، لأن هذه الطريقة لم تختبر عليهن حتى الآن.