في ذكرى ميلاد محمد علي.. «الشروق» تزور قصرًا لأمير لم يحكم

يوافق اليوم ذكرى ميلاد الأمير محمد علي توفيق نجل الخديوي توفيق وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني، كان الأمير محمد علي وصيًا على عرش الملك فاروق وكان من المفترض أن يتولى العرش إلا أنه لعدة ظروف سياسية وخلافات لم يتسنى له ذلك.
كان الأمير محمد علي قد قرر أن يشيد قصرًا أملًا منه في أن يدير شؤون البلاد من هذا القصر عندما يتولى الحكم.
اشترى الأمير الحديقة التي بنى عليها القصر في ديسمبر 1902 وبدأ بناء القصر في يناير 1903.
زارت "الشروق" قصر الأمير محمد علي والذي تحول بعد وفاته إلى متحف إحياء لذكراه، وفي هذا التقرير نستعرض لكم السرايات والمتاحف التي يحتضنها قصر محمد علي:
1-أول ما يستقبلك لحظة دخولك القصر من الجهة اليمنى هي سرايا الاستقبال والتي كانت مخصصة لاستقبال الضيوف والزوار وتتكون من دورين:
الدور الأول: به قاعة التشريفات وبها سجل التشريفات الذي كان يتم تسجيل فيه مناسبة حضور الزوار وكان الزوار يكتبون به أي كلمة اهداء للأمير، وبجانبها حجرة كبار المصلين كان الأمير ينتظر فيها للصلاة مع ضيوفه وكبار المشايخ وتتميز هذه الحجرة بأنها مزينة بزخارف على الطراز الإسلامي.
الدور الثاني: به قاعتين رئيسيتين هما:
أ-القاعة الشامية والتي سميت بذلك نسبة إلى التجليد الخشبي الذي يغطي جدرانها وهذه التجليد منقول برمته من قصر يسمى قصر العظمة في سوريا، لأن الأمير كان دائمًا يحاول نقل الأشياء التي تنال اعجابه من البلدان المختلفة، ويزين هذه القاعة الزجاج الملون على الطراز الشامي وأيضًا وسيلة الإضاءة بها على شكل مبخرة.
ب-القاعة المغربية وسميت بذلك للطراز المغربي الذي يميزها والقيشاني أيضًا المغربي والذي كانت جميع جدران القاعة مزينة به.
2- وبعد خطوات من سرايا الاستقبال يوجد برج الساعة وهومن أهم ما يميز ذلك القصر والذي أنشأ طبقًا للطراز الأندلسي والمغربي وله وظيفة استراتيجية هامة:
أ- فكانوا يعلنون من خلاله عن قيام الحروب وخروج الجيش للحرب
ب-الإعلان عن بداية الشهور واستطلاع هلال شهر رمضان والأعياد، وكان يتم ذلك الاعلان عن طريق ألعاب ضوئية ومؤثرات صوتية فيما بعد.
وجدير بالذكر أنه تم إضافة الساعة أعلى البرج وذلك لأنها مماثلة للساعة الموجودة في محطة مصر.
3- المسجد:
وبجانب برج الساعة يوجد المسجد والذي جمع بداخله مجموعة كبيرة من فنون الخط المختلفة فكان على الجدران بعض الآيات القرآنية وأسماء الخلفاء الراشدين.
-ويوجد في الجامع بناء صغير -يشبه الضريح- هو كرسي المقرئ والذي كان يجلس عليه المشايخ لقراءة القرآن قبل الصلاة.
4- ومن أهم ما يميز ذلك القصر أيضًا هو متحف الصيد:
بداخل المتحف مجموعة من الحيوانات والطيور والفراشات المحنطة والتي وصلت للأمير إما عن طريق الإهداء من دول أوروبية وغيرها من الدول، أو التي استطاع أن يجمعها من رحلات الصيد للأمير يوسف كمال والملك فاروق.
-ويوجد في متحف الصيد بيض نعام حقيقي وبعد معالجته تمت عملية نحت دعوة فرح للملك فؤاد والملكة نازلي علي هذا البيض وإلى الآن تحتفظ البيضة المنحوت عليها دعوة الفرح بشكلها.
5- أيضًا يوجد في المتحف سرايا العرش والتي تتكون من دورين:
-الدور الأول: هو قاعة العرش والتي بناها الأمير محمد علي أملًا في أنه يتولى عرش مصر إلا أن ذلك لم يتحقق لعدة ظروف سياسية بالرغم من أنه كما ذكرنا سلفًا كان وصيًا على عرش الملك فاروق، وأكثر ما يميز هذه القاعة هو تصدرها قرص الشمس في السقف المصنوع من الخشب المطلي بماء الذهب وذلك للدلالة على أن الدولة العثمانية بمثابة الشمس التي أشرقت على العالم كله في مختلف العلوم والفنون.
-تضم القاعة أيضًا لوحات للذين حكموا مصر بداية من محمد علي باشا مؤسس الدولة العلوية إلى عباس حلمي الثاني شقيق الأمير، وأغفل الملك فؤاد وفاروق وكان هذا بمثابة اعتراض منه على عدم توليه العرش.
-الدور الثاني: به قاعتين شتويتين لأمينة هانم إلهامي والدة الأمير محمد علي.
6- سرايا الإقامة:
هى أول سرايا تم بنائها في المتحف وقد قرر الأمير بنائها لمتابعة أعمال البناء في القصر كله وأيضًا لمتابعة أعمال دائرة المنيل من زراعة وبناء، وهي تتكون من دورين به عدة قاعات منها:
-حجرة الطعام والتي بها منضدة "السفرة" والتي كانت مميزة في شكلها بسبب صغر حجم كراسيها وذلك لكي تلائم التكوين الجسدي للأمير حيث أنه كان قصير القامة ونحيلًا.
-صالون الصدف والذي كان أثاثه وتطعيمات الباب من الصدف، ويوجد قاعة بهو المرايا والتي تنتشر بها المرايا وكانت مخصصة للاحتفالات اليومية التي تحدث في القصر.
-حجرة المكتبة وهي المكتبة الخاصة بالأمير تضم مجموعة من الكتب في مختلف الثقافات وبلغات مختلفة، وبها أيضًا كتب مكتوبة بخط يده عن الخيول وعن رحلاته التي كان يقوم بها لمختلف البلدان لأن الأمير كان رحالة وكثير السفر.
7- يوجد بالقصر الصالة الذهبية "قاعة الوصاية" والتي كان ينعقد بها مجلس الوصاية القديم.
8- وصالة الخاص وهي تحوي 14 قاعة تضم مقتنيات الأمير من أدوات المطبخ والأدوات الشخصية وأدوات التدخين.