سافر إلى القدس، اليوم الخميس، وفدًا كنسيًا بتكليف من قداسة البابا تواضروس الثاني؛ للقاء نيافة الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى؛ لبحث آخر تطورات الوضع في مشكلة دير السلطان. وتكون الوفد من الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس، والأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة ومنسق العلاقات بين الكنيستين القبطية والإثيوبية، والأنبا غبريال أسقف بني سويف، والأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة وأسقفية الخدمات، والمهندس كامل ميشيل منسق عام الكنيسة لقضية دير السلطان. وقال الأنبا بيمن، في تصريحات خاصة ل«الشروق»: «الوفد مسافر للمساندة، ونقل مشاعر قداسة البابا والشعب المصري عامة، والقبطي خاصة، لنيافة الأنبا أنطونيوس والآباء الرهبان والأقباط في القدس، ونطلع على ما حدث عن كثب». وكان الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى، قال إن الكنيسة بحاجة لتكاتف جميع أبنائها في مصر والمهجر، وذكر أنهم تقدموا بشكوى لوزارة العدل ورئيس الوزراء ضد تصرفات الشرطة الإسرائيلية، وأنهم يعتزمون رفع دعوى قضائية جديدة للمطالبة بالحق في الترميم. وقال إن قوات الاحتلال الإسرائيلي «الشرطة الإسرائيلية» تعدت، اليوم، بالضرب على عدد من رهبان دير السلطان المملوك للكنيسة المصرية، وذلك في أثناء وقفة سلمية نظمها والرهبان. وأضاف، في بيان صحفي، إن القوات تعدت من جديد على أملاك الأقباط في دير السلطة للهيمنة عليه، لافتًا إلى أن الوقفة جرت احتجاجًا على محاولات إسرائيل إدخال معدات للترميم بالقوة، واعتقلت أحد الرهبان، حسبما ذكرت الصفحة الرسمية لبطريركية القدس على «فيسبوك». وقال الأنبا أنطونيوس، إن دير السلطان مملوك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية من القرن السادس الميلادي، وتم تأييد التمليك من قبل السلطان صلاح الدين الأيوبي، وهناك وثائق رسمية قبطية توضح ملكية الدير ترجع إلى عام 1680، وهم نحو 23 وثيقة، وهناك محاولة إسرائيلية لطمس هوية الدير القبطية، وتمليك الرهبان الأحباش له. وكان البابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذكس، قد أوفد في أغسطس 2016 سكرتير المجمع المقدس السابق، الأنبا رافائيل، والأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص، والأنبا يوسف أسقف جنوبي أمريكا، للتفاوض مع وفد الكنيسة الإثيوبية بشأن مشكلة الدير، بطلب من الكنيسة الإثيوبية، عبر اتصال من مطران القدس. ودير السلطان، كان قد أهداه السلطان صلاح الدين الأيوبي للكنيسة القبطية، وقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بطرد الرهبان الأقباط من الدير عقب نكسة يونيو 1967، وتسليمه للرهبان الأحباش من إثيوبيا؛ ما دفع البابا المتنيح كيرلس السادس لإصدار قرار بحظر السفر للقدس للأقباط، ورفعت الكنيسة القبطية دعوى قضائية أمام المحكمة العليا الإسرائيلية، وحصلت على حكم قضائي يقر بأحقيتها في دير السلطان، وهو الحكم الذي ترفض السلطات الإسرائيلية تنفيذه، وهو حكم عام 1971.