شمه سهيل: الإمارات تعمل على ترجمة تحديات الشباب إلى سياسات ومبادرات شهد منتدى شباب العالم، في نسخته الثانية اليوم الأحد، جلسة «دور القوى الناعمة في مواجهة التطرف الفكري والإرهاب»، بالمركز الدولي للمؤتمرات بشرم الشيخ. بدأت الجلسة بكلمة لشمه سهيل، وزيرة الشباب الإماراتية، أشارت فيها إلى أن هناك أكثر من 65% من حكومة دولة الإمارات، من السيدات، و5 وزراء من الشباب؛ إدراكًا من القيادة الحكومية لأهمية دور المرأة والشباب كقوة ناعمة بالمجتمع. وأكدت أن حكومة دولة الإمارات تعمل على ترجمة أعمال وقيم وتحديات الشباب إلى سياسات ومبادرات؛ من خلال دمجهم للقيام بدور فعّال في المجتمع. فيما أكدت وزير الثقافة، د. إيناس عبد الدايم، أن القوة الناعمة من أهم عناصر القوة الشاملة للدولة، وأنها حرب إبداعية تحتاج إلى مخاطبة العقل، مشددة على أن الشباب هم أهم عناصر قوة مصر، وهم بحاجة إلى تفعيل دورهم في مجالي الفن والثقافة، ولذلك حدث خلال العشر سنوات الماضية تفعيل لدورهم من خلال الحوار معهم في الأعمال الفنية والجلسات والندوات وورش العمل. ونوهت الوزيرة، بجهود وزارة الثقافة في مكافحة الإرهاب بالاعتماد على التواجد والخروج من المركزية من خلال سياسات مستمرة ومستدامة. ومن جانبه، قال طارق عثمان، المستشار السياسي للعالم العربي لدى البنك الدولي لإعادة الإعمار والتنمية، إن القوة الناعمة تخلق قوى جيوستراتيجية، ومنذ نشأة الدولة الحديثة كانت مصر تستخدم سياسة القوة الناعمة من خلال الجامعات والإعلام والإنتاج الفني، فكانت مصر من الدول القليلة التي لديها استيعاب ثقافي، مؤكدًا أن جزءًا من بناء القوة الناعمة هو وجود إصلاح اقتصادي؛ ليشعر الناس بالقدرة على الحياة والإبداع وممارسة الحريات. فيما أكد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف، أهمية القوة العسكرية الصلبة كبديلة للقوة الناعمة في محاربة الإرهاب؛ حيث إن معركة الإرهاب ليست فكرية بين قوى الخير والشر؛ لأن المخططات الإرهابية تتم عن طريق القوة الصلبة التي تتمتع بقدرٍ هائل من التمويل والتسليح والتخطيط لهدم المفاصل الرئيسة للدولة، ولذلك لابد من استخدام القوة المادية والعسكرية لتحطيم قدرات الحركات الإرهابية. كما تحدث عن أهمية التعليم والصحة ومحاربة الفقر وتكافؤ الفرص وضمان عدم انسداد الأفق السياسي كعناصر فاعلة مع القوة الناعمة في المعركة ضد الإرهاب. ومن جهته، يرى مصطفى يوسف، الأمين العام للشبكة العلمية للأديان في نيروبي، أن الفكر الأيديولوجي للجماعات الإرهابية قائم على استغلال الدين والعقيدة؛ لذلك لابد من توعية الأطفال والشباب والأسر عبر التواصل معهم من خلال الحوار بين الأديان والعقائد، حتى لا يتأثر تفكير الشباب بالفكر الإرهابي. في حين نوه ريتشارد أباو، موظف تكنولوجيا المعلومات بالمركز الأفريقي للدراسات، بأهمية استخدام التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي في جذب الشباب، فالجماعات الإرهابية تستخدم التكنولوجيا وهذه المواقع للوصول إلى الشباب وتجنيدهم عبر تزويدهم بالأفكار المتطرفة، ولذلك على الدول التخلي عن استراتيجياتها القديمة في التعامل مع هذا الملف، وأن تستخدم التكنولوجيا للعمل على وقاية الشباب من الفكر الإرهابي. وقال بليدر أوكو مدير العلاقات الدولية والمحاضر بجامعة بدر بتيرانا في ألبانيا، إن أهمية الحوار الذي يولد فهمًا مشتركًا، وأهمية عمل دراسات مختلفة للحوار بين الأديان والاندماج، وتحقيق التنمية الاقتصادية، واحترام حقوق الإنسان. وفي ختام الجلسة، شارك بعض الحضور بتقديم اقتراحات، منها: تأسيس مبادرات شبابية تهدف ربط المجتمع المدني بمؤسسات الدولة، وأن يكون أحد أهداف التنمية المستدامة هو «حياة بلا إرهاب».