تحل اليوم 29 أكتوبر ذكرى أكبر وأشهر الأزمات الإقتصادية في القرن العشرين المعروفة "بالكساد الكبير" والتى أطلق عليها أيضا "الخميس الأسود"، ذلك اليوم الذي انهارت فيه سوق الأسهم الأمريكية عام 1929. تستعرض الشروق" في التقرير التالي كل ما يهمك معرفته عن أزمة الكساد الكبير أو الانهيار الكبير.. س - ما هى أزمة الكساد الكبير؟ هى أزمة اقتصادية عملاقة بدأت في الولاياتالمتحدةالأمريكية تزامنا مع انهيار سوق المال الأمريكي في 29 أكتوبر 1929 واستمرت حتى بداية الأربعينات، وعرف هذا اليوم بعد ذلك باسم "الخميس الأسود"، وهو اليوم الذي انهارت فيه بورصة وول ستريت. س - ما الأسباب التى أدت إلى حدوث تلك الأزمة الإقتصادية؟ - انخفاض السيولة المالية في بعض الأسواق، بالتزامن مع عدم مواكبة الدول لتخفيض الضرائب لتشجيع سوق الاستثمار، ومن ثم انهارت معدلات الاستثمار وأصبح هناك كساد فى الدول التى حدثت بها الأزمة. - اختلال العلاقة بين العرض والطلب في ظل عدم الرقابة من الدولة فنظام الاقتصاد الحر في الدول الرأسمالية يرفض تدخل الدولة في نشاط الأفراد، ومن ثم أصبح هناك فائض انتاج من المصانع يقابله عدم وجود أسواق لتصريف هذه المنتجات، كما أن إدخال الآلة في العملية الاقتصادية من شأنه أن يضاعف الإنتاج ويقلل من الحاجة إلى الأيدي العاملة، فارتفعت معدلات البطالة. - توقف المصانع في بعض الدول الأوربية بعد تحولها لإنتاج السلاح في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مما شجع المصانع الأمريكية على الإنتاج بكثافة، وبعد انتهاء الحرب تكدست البضائع الأمريكية بعد عودة الكثير من الدول للإنتاج فيتم الاستغناء عن البضائع الأمريكية، وتراكمت الديون وأفلست الكثير المصانع وانتشرت البطالة وضعفت القوة الشرائية. - عدم قدرة الدول الأوروبية على سداد الديون للولايات المتحدة الأمر الذى أدي إلى انهيار بورصة وول ستريت، إذ أقدم المساهمون في الشركات الكبرى على طرح أسهمها للبيع بكثافة وأدى ذلك إلى هبوط أسعار الأسهم بشكل حاد وجر مزيداً من الإفلاس والتسريح والبطالة. س - من هي أكثر الدول تضررًا بالكساد الكبير آنذاك؟ كان تأثير الأزمة مدمراً على كل الدول الفقيرة منها والغنية، حيث توقفت أعمال البناء تقريبا في معظم الدول، وانخفضت التجارة العالمية ما بين النصف والثلثين، وتأثر تأثر المزارعون بهبوط أسعار المحاصيل بحوالي 60% من قيمتها، كما أنخفض متوسط الدخل الفردي وعائدات الضرائب والأسعار والأرباح. كما كانت المدن المعتمدة على الصناعات الثقيلة، والمناطق المعتمدة على قطاع الصناعات الأساسية كالزراعة والتعدين وقطع الأشجار هي الأكثر تضرراً بأزمة الكساد الكبير وذلك لنقص الطلب على المواد الأولية فتوقفت المصانع عن الإنتاج وتشردت عائلات بأكملها مع عدم وجود فرص عمل بديلة. وقد سجلت دائرة الصحة في نيويورك أن أكثر من خُمس عدد الأطفال يعاني من سوء التغذية. س- كيف أثرت أزمة الكساد الكبير على اقتصاد العالم؟ - خضعت بعض القطاعات الحيوية لنظام التأميم كشركة إنتاج الفحم الإنجليزية وشركة المترو الفرنسية لنظام التأميم، نتيجة لتحول النظام الاقتصادي الرأسمالي الحر إلى الاقتصاد الموجه، وتدخلت الدولة لتوجيه الصناعيين والمزارعين والمستثمرين وتوعيتهم. - توقف التبادل التجارى وأغلقت أسواق كثيرة في وجه التجارة العالمية واتبعت دول كثيرة سياسة الاكتفاء الذاتي مثل إيطالياوألمانيا. - لم يتوقف تاثير أزمة الانهيار الكبير على الاقتصاد فقط، بل امتد لسياسات الدول حيث أسهمت الأزمة في وصول الأنظمة الدكتاتورية إلى السلطة في بعض البلدان كالنازية في ألمانيا. - كانت هذه الأزمة الاقتصادية أحد الأسباب التى ساهمت في قيام الحرب العالمية الثانية. أصدر الكونجرس أول تشريع اقتصادي لعلاج الأزمة، يتضمن مساعدة الشباب العاطلين الذي تتراوح أعمارهم ما بين "18- 25 سنة"، بتوفير فرص عمل لهم في المشروعات الحكومية الخاصة بالبنية التحتية وتشييد المبانى والطرق، وقد اشترك حوالى 2 مليون شاب بهذا البرنامج الذي تم العمل به في نوفمبر 1933. وبمرور الوقت خلال فترة الحرب العالمية الثانية 1939 استعادت الولاياتالمتحدةالأمريكية حركة الإنتاج مما ساعدها على التعافي من الأزمة.