انخرط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في حملة انتخابات منتصف الولاية (التجديد النصفي للكونجرس) بكل قوته، ملقيا الخطب الحماسية ومهاجما خصومه بقوة وساخرا منهم أمام جموع حاشدة، كل ذلك وعينه على الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020. ومن خلال مشاركته أحيانا في 4 تجمعات انتخابية في الأسبوع تحت شعار «لنُعِد إلى أمريكا عظمتها»، عمل «ترامب» على إلهاب حماس قاعدته أملا في مساعدة الجمهوريين على الاحتفاظ بالغالبية في مجلسي النواب والشيوخ في انتخابات 6 نوفمبر المقبل. وخلال تجمع في إلكو في ولاية نيفادا، السبت، واصل «ترامب» التهجم على خصومه بقوله: «الديموقراطيون يريدون زيادة ضرائبكم بشكل كبير وإغراق بلدنا في الاشتراكية. يريدون أن يغرقوا البلد في كابوس الشلل والفوضى». لقد أطلقت هذه التجمعات التي صدحت خلالها الأنغام والكلمات التي رافقت حملة «ترامب» قبل فوزه في 2016 بالفعل حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. ويقول ستيف بانون المستشار السابق للرئيس، إن انتخابات منتصف الولاية هي «أول حملة لإعادة انتخاب ترامب». فحتى عندما يتحدث عن المرشحين في الدوائر والولايات، فإنه يتحدث في الواقع عن نفسه، مشيدا بنجاحاته التي يصفها بأنها «تاريخية» وبمحاربته للهجرة السرية، وليؤكد أنه أعاد لأمريكا «مكانتها المحترمة» في العالم. لقد وفرت له جولاته في مختلف أنحاء البلاد فرصة نسج شبكة من المتطوعين وجمع المال لحملة 2020 التي ضمن لها حتى الآن تمويلا بقيمة 106 ملايين دولار، متقدما بأشواط على أي منافس محتمل. عندما سئل في أكتوبر إن كان سيترشح لولاية ثانية، أكّد ترامب ذلك «100%». ولاشك أن رسالته المتمحورة حول فرص العمل والمشاعر الوطنية تلقى صدى كبيرا في الولاياتالمتحدة بما يتميز به من أسلوب فريد يجمع بين الشعارات الجذابة والنكات الساخرة دون أن يتردد في لي عنق الحقيقة. من جهته، قال روبرت إريكسون أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، إنه ليس من السهل على الديمقراطيين مواجهة مثل هذا الخطاب. وأضاف: «هم غير معتادين على الغوص في الوحل بهذه الطريقة. وإذا كان هناك من يمكنه أن يترفع بشكل مهيب فوق كل ذلك، فمازلت لا أرى أحدا في وسعه ذلك»، في حين يبحث الديموقراطيون عن الشخصية التي ستمثل الحزب الذي يبدو يتيما منذ غادر باراك أوباما البيت الأبيض. أما «ترامب»، فيواصل الخطاب الذي ضمن له النصر الصادم، وإسباغ الألقاب الساخرة على خصومه حتى وإن كانت مهينة في أكثر الاحيان. فهو لم يتردد سابقا في وصف بيرني ساندرز المرشح السابق للانتخابات الديموقراطية بأنه «بيرني المجنون»، أما السيناتورة إليزابيث وارن التي يتوقع أن ترشح نفسها لخوض السباق الديمقراطي لانتخابات 2020، فأطلق عليها لقب «بوكاهونتاس» عندما قالت إن لديها جذورا هندية أمريكية بعيدة. وحصل نائب الرئيس السابق جو بايدن -الذي يتصدر استطلاعات الرأي في الجانب الديموقراطي لانتخابات 2020- على جرعة مضاعفة من السخرية من ترامب الذي قال عنه في تغريدة، «يحاول جو بايدن المجنون أن يتصرف كرجل قوي لكنه في الواقع ضعيف، عقليا وجسديا على حد سواء». وأضاف «ترامب» أن «(بايدن) لو خاض عراكا؛ فسيكون سقوطه سريعا وقاسيا، وسيعلو عويله». مع ذلك، لايزال من المستحيل التنبؤ بما سيحدث خلال عامين وفق روبرت إريكسون، فمثلما حدث مع باراك أوباما ودونالد ترامب، لايزال بالإمكان بروز شخصيات جديدة تغير المشهد تماما. ونوه بأنه «في مثل هذا الوقت قبل 4 سنوات، لم يكن ترامب يُعد حتى مرشحا جديا».