توفي الرئيس السوداني الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب، صباح اليوم الخميس، بالمستشفى العسكري بالعاصمة السعودية الرياض، عن عمر ناهز ال83 عاما. ولد سوار الذهب في عام 1935بمدينة الأبيض السودانية، وتلقى تعليمه في الكلية الحربية، كما تقلد عدة مناصب في الجيش السوداني، حتى تم تعينه وزيرا للدفاع، وتعرض إلى النقل والبعد تعسفا عن الخدمة، ووصل في النهاية إلى منصب رئيس جمهورية السوادان في عام 1985، وسلم السلطة عام 1986، بعد الانقلاب ووعد شعبه بتسليم السلطة بعد عام واحد. المشير عبد الرحمن محمد سوار الذهب، الرئيس الخامس لجمهورية السوادان، في 1972 تم إبعاده عن الخدمة كوزيراً للدفاع وأرسل إلى قطر وعمل بها مستشارا للشئون العسكرية، وهو أول من فرز الأرقام العسكرية وحدد أرقاما منفصلة للشرطة وأخرى للجيش، كما قام باستبدال الزي العسكري ، وأسس كيانين مستقلين هما شرطة قطر والقوات المسلحة القطرية، وبعد عودته مرة أخرى للسوادان تقلد منصب رئيسا لهيئة الأركان إلى أن عين قائدا أعلى للقوات المسلحة السودانية، ورئيسا للسودان بعد الانقلاب على نظام حكم نميري. صار المشير عبد الرحمن سوار الذهب مثلا يحتذى به، فحينما خرج الشعب السواداني ثائراً ضد الرئيس السوداني السابق جعفر نميري، في العاصمة الخرطوم، ظل المشير مراقباً للأحداث، وعندما بلغت حدها اجتمع مع قاده الجيش وأعلن الاطاحة بنظام نميري في 6 أبريل 1985، وأعلن سوار انحياز الجيش للشعب دون الخروج بأي قتلى وجرحى. وسجلت التجربة على مستوى العالم العربي كأول تجربة يقوم فيها عسكري بتولي السلطة وأمور الحكم في البلاد بانقلاب عسكري، ويلتزم بتعهدات قطعها على نفسه بإعادة السلطة إلى الشعب عبر القوى المدنية التي تمثله، ويقبل طواعية فكرة التنحي عن الحكم، وسلم مقاليد السلطة للحكومة الجديدة المنتخبة برئاسة رئيس وزرائها الصادق المهدي، ورئيس مجلس سيادتها أحمد الميرغني، وبعدها خلع الزي العسكري واعتزل العمل السياسي، وترأس منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس الأمناء. ولكثرة الأنشطة والمشاركات الفاعلة في القضايا الإسلامية والعربية، أصبح من أبرز الشخصيات في العالمين الإسلامي والعربي. وساهم في الدعوة؛ محلياً وإسلامياً وعالمياً، كما حقق إنجازات باهرة من خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، من تشيد الكثير من المدارس والمستشفيات والمستوصفات ومراكز الطفولة وملاجئ الأيتام والمساجد، وانشاء محطات للمياه وحفرت مئات الآبار في إفريقيا. بالإضافة إلى مسئولياته في منظمة الدعوة الإسلامية، تقلد العديد من المناصب: نائباً لرئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة بالقاهرة، ونائباً لرئيس الهيئة الإسلامية العالمية في الكويت، ونائباً لرئيس "ائتلاف الخير" في لبنان، ونائباً لرئيس أمناء مؤسسة القدس الدولية، وعضواً مؤسساً في العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية والاجتماعية الإسلامية والعالمية الأخرى. كما تقلد منصب عضواً في الوفد العالمي للسلام بين العراق وإيران، ورئيس مجلس أمناء جامعة كردفان، ورئيس الصندوق القومي للسلام في السودان، ورئيس هيئة جمع الصف الوطني، كما قام بجهود كبيرة في مجال الإغاثة في فلسطين والصومال والشيشان وأذربيجان، وفي حل النزاعات بين بعض الدول والجماعات الإسلامية وتحقيق السلام في جنوب السودان. وحصل على جائزة الملك فيصل نتيجة لمجهوداته وأعماله خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، ومنحته جامعة كردفاندرجة الدكتوراه الفخرية تقديرا لدوره في قيامها.