«دراسة»: ضرورة الملء على سنوات غير متتالية لتجنب انخفاض مناسيب المياه ببحيرة ناصر والملء فى فترات الجفاف.. و«خبير هولندى»: الأثر الأكبر سيكون على الإنتاج الزراعى الذى سينخفض ب42 مليار دولار خلال فترة التخزين قدم عدد من الخبراء الدوليين المشاركين فى جلسة «الأنهار الدولية العابرة للحدود»، ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للمياه، نتائج لدراسات وأوراق عمل لرؤية فنية لحل الخلاف على الآثار المتوقعة من سد النهضة الأثيوبى. وتضمنت الأوراق المقدمة 5 شروط لتشغيل سد النهضة على النيل الأزرق بأقل خسائر على دولتى المصب مصر والسودان، حيث حددت دراستين تم عرضهما بمعرفة جامعة جورجيا تك، والمكتب الهولندى الاستشارى الدولى للمياه «دلتارس»، ضوابط ملء وتشغيل سد النهضة على فترات تتجنب سنوات الجفاف بحوض النيل الأزرق لتجاوز الأضرار التى وصفتها الداراستان بالوخيمة فى حالة عدم الاتفاق بين الدول ال3 على آلية التشغيل. ووضعت الدراسة الأولى التى استعرضها خبير المياه أرث جورج كاكوس بجامعة جورجيا تك سيناريوهات الملء التى اشترطت ضرورة الملء على سنوات غير متتالية لتجنب انخفاض مناسيب المياه ببحيرة ناصر، وكذلك تجنب الملء فى فترات الجفاف، والاعتماد على فترات الفيضانات المرتفعة للتخزين من فوائض الاستخدامات المائية بمصر والسودان، بما يجنب الكثير من الأضرار التى قد تتكبدها مصر على صعيد خطط التنمية والاستخدامات الحالية للزراعة والشرب. واستعرض كارل هينيت خبير إدارة المياه فى الحكومة الهولندية وممثل المكتب الاستشارى الدولى «دلتارس» دراسة علمية لمحاكاة تدفق مياه النيل فى وجود سد النهضة بناء على نماذج محاكاة للنيل خلال مائة عام سابقة، مشيرا إلى أن وجود سدين كبيرين بحجم النهضة والسد العالى سوف يتسبب بمشكلة كبرى لنهر النيل وخفض تصرفه من المياه. ولفت هينيت إلى أن ملء سد النهضة وفقا لعدد سنوات ثابت سوف يكون له آثار سلبية على السد العالى أثناء فترة الجفاف، كما سيتسبب بعجز كبير فى إمدادات مياه السد العالى فى حال الفيضانات المتوسطة وذلك إذا تم تشغيل السد دون التعاون مع دول المصب. وقدم الخبير الهولندى، عددا من السيناريوهات التعاونية التى تقوم على ضرورة أن يراعى تخزين السد الظروف الطبيعية لإيراد النهر من جفاف أو فيضانات مرتفعة والتنسيق مع السدود فى مصر بالحفاظ على منسوب محدد للمياه عند 160 مليار متر مكعب. وأكد الخبير، ضرورة احترام مصر والسودان لاتفاقية 1959 والتى حددت حصة البلدين ب18.5 للسودان و55.5 مليار متر مكعب لمصر لمصلحة الجميع مع الالتزام بعدم زيادة حصة السودان لعدم زيادة العجز فى إيراد النهر. وفيما يتعلق بالآثار الاقتصادية والاجتماعية أكد الخبير الهولندى، أن الأثر الأكبر سيكون على الإنتاج الزراعى الذى سوف ينخفض بما يعادل 42 مليار دولار خلال فترة التخزين والتى تعادل 80 مليار متر مكعب هى حجم تخزين مياه سد النهضة وما يشمل ذلك من تسرب فى باطن الأرض والبخر، مشيرا إلى أن البطالة ستزداد بما ينعكس بالسلب على الشعب المصرى. إلى ذلك، واصل أسبوع القاهرة للمياه جلسات: «اتحاد الدلتاوات، والمؤتمر الإسلامى والجلسة الترويجية لمشروع الممر الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط»، لتعريف جميع الجهات بأنشطة المشروع وإنجازاته والموقف الحالى للمشروع وعرض بعض الخبرات الدولية والعالمية فى مجال النقل النهرى إلى جانب حشد الموارد للتمويل المطلوب لاستكمال دراسات الجدوى والتى من المتوقع أن تتكلف المرحلة الأولى منها نحو 5,6 مليون دولار.