45 عاما مرت على ملحمة انتصار حرب 6 أكتوبر عام 1973، هذه اللحظة الاستثنائية من التاريخ المصري والعربي الحديث، واللحظة التي ستظل خالدة بما تركه أبطالها من كتابات وثقت ما جرى فيها، وكيفية الإعداد لها، والمفاوضات التي تمت بعدها، وذلك على كافة الأصعدة « الإنسانية، السياسية، والحربية». وفي الذكرى ال45 لانتصارات أكتوبر نرشح لك أبرز 5 كتب تناولت انتصار أكتوبر كتابها أشخاص رأوها أو كانوا مشاركين في صنع هذا القرارالمصيري فيها. • «المعارك الحربية على الجبهة المصرية» من أشهر الكتابات التي صدرت عن حرب أكتوبر وأكثرها تأثيرًا، حيث يعد هذا الكتاب مرجعًا ضروريًا وتسجيلاً أميناً، لكل المهتمين بمعرفة الملحمة الحربية الفذة «أكتوبر 1973». فالكاتب والمؤرخ العسكري جمال حماد يقدم في كتابه تحليلا فنيا لجميع أحداث ومواقف الحرب بكل حيادية وصدق، مستفيضًا في شرح نقاط القوة والضعف، وكذلك الأخطاء الاستراتيجية التى وقع فيها أطراف المعركة، وكيف كان من الممكن تفاديها، وكذلك كيف يمكن للمصريين تفادي ذلك مستقبلًا، حيث يمكننا القول بأن اللواء جمال حماد، لم يغفل أي تفصيلة عن الحرب، بدءا من التمهيد لها مرورا بأحداثها وانتهاءً بوقف إطلاق النار، ومقاومة أهل السويس الأبطال للعدو عند حصار المدينة الباسلة بعد الثغرة. ومن الفصول المتميزة في الكتاب هو «ملحق الرسائل ما بين جمال حماد وسعد الدين الشاذلى» فى نقاشهم حول ثغرة الدرفسوار، حيث كتبت هذه الرسائل وكأنها مباراة ممتعة في التكتيك العسكري، وتعرض وجهات نظرهم المختلفة عن سير أحداث الحرب. • «كتابيه» عمرو موسى في مذكراته التي ظهرت حديثًا عن دار الشروق بعنوان «كتابيه» يسرد عمرو موسى رحلة دبلوماسية سياسية مرهقة داخل أروقة وزارة الخارجية المصرية والأممالمتحدة، تبدء منذ ميلاده سنة 1936 إلى نهاية عمله وزيرا للخارجية فى 2001؛ ويتحدث «موسى» في كتابه عن لحظة بداية الحرب، حيث كان وقتها برفقة وزير الخارجية محمد حسن الزيات، فى نيويورك، حيث الأجواء هادئة ولا تشير إلى أن شيئا ما قد يحدث في الشرق الأوسط،، لكنه استيقظ على تليفون وكيل وزارة الخارجية، الدكتور أحمد عثمان عند السابعة والنصف صباحا قائلًا: "عمرو.. عمرو.. اصحى بسرعة.. الحرب قامت في جبهة قناة السويس ويبدو إننا ماشيين كويس" ومن هناك تابع الوفد المصري أنباء الحرب. يكشف «موسى» عن تفاصيل الحرب الدبلوماسية التى خاضتها مصر على مدار السنوات التالية ومنها محاولات «جبهة الرفض» التى تشكلت من عدد من الدول العربية؛ لعزل مصر دوليا بطردها من المنظمات الإقليمية والدولية عقابا لها على توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، وغيرها من الحروب التي حدثت في كواليس الدبلوماسية التى وثقها «موسى» والتي وثقها موسى في الكتاب بمجموعة من الوثائق الهامة والنادرة التي تبرز كيف أدار الوفد المصري المعركة الدبلوماسية في أروقة الأممالمتحدة خلال حرب أكتوبر 1973. •خلف خطوط العدو.. اللواء أسامه المندوه يكشف الكتاب كيف نجحت "مجموعة الاستطلاع" المصرية بقيادة اللواء المندوة، وهو برتبة "نقيب" بالتمركز خلف خطوط العدو وفى قلب تجمعاته، وبالقرب من طرق اقترابه الرئيسية، ومركز قيادته الرئيسى فى "أم مرجم" و"مطار المليز" الحربي، فى وسط سيناء، على بعد نحو 100 كيلو شرق قناة السويس، كي تعد على العدو حركاته وسكناته وآلياته فى عمق سيناء، وتسهم فى الكشف المبكر عن نواياه لمدة 6 شهور بدأت مع آخر ضوء يوم 6 أكتوبر 1973. الكتاب يوضح بجلاء دقة التخطيط المصرى فى حرب أكتوبر المجيدة، ويلقى الأضواء على جسارة رجال القوات المسلحة فى تنفيذ المهام التى أوكلت إليهم خلال أعمال القتال، ويبرز أيضا ذلك التلاحم الرائع بين رجالنا خلف الخطوط والمواطنين المصريين من قبائل سيناء، الذين كانوا خير معين لهم على تنفيذ تلك المهام الجسام، حتى تحقق النصر، حتى عودتهم سالمين إلى القاهرة ليستقبلهم المشير أحمد إسماعيل، وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة - آنذاك - فى مكتبه ويقلدهم أرفع الأوسمة. • «طابا.. كامب ديفيد.. الجدار العازل» نبيل العربي بلغة دبلوماسية وموضوعية ودقة علمية يتناول الدكتور نبيل العربي في كتابه «طابا.. كامب ديفيد.. الجدار العازل»، مجموعة من الملفات الشائكة التي خاضتها مصر على مدى ال50 عاما الأخير، وذلك بحكم شغله مواقع دبلوماسية بالغة الأهمية داخل مصر وخارجها، وومسئوليته عن أهم الملفات السياسية المصرية حينها. ففي الكتاب يتناول الدكتور نبيل العربي «حرب 1956، وهزيمة 1967، وحرب 1973، وما تلاها من سيناريو اتفاقية كامب ديفيد، والضغوط الكبيرة التي واجهها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بعد إعلان نيته للتواصل مع الطرف الإسرائيلي لتحقيق حالة السلام التي كان يطمح إليها، وكذلك المواقف الحادة والصارمة لعدد من الدول العربية الرافضة لهذا الأمر، حتى وصل الأمر لما يمكن تسميته حصار مصر عربيًا. ثم يتطرق بالدقة وبالتفصيل إلى مراحل وصعوبات قضية التحكيم الدولي، وما عاشته وعانته الدبلوماسية المصرية أثناء اتفاقية «طابا»، وانتهاء بالجدار العازل الذي أقامته قوات الاحتلال الإسرائيلية في فلسطين. كما لم يغفل الدبلوماسي البارز نبيل العربي في كتابه المعلومات الهامة عن القانون الدولى، وكيفية التفاوض، وكيف يتم اتخاذ القرارات في الأممالمتحدة ومجلس الأمن، وكيف تجرى الأمور في محكمة العدل الدولية. • «السلاح والسياسة» محمد حسنين هيكل الكتاب الرابع لهيكل فى سلسلة حرب الثلاثون سنة، «ملفات السويس» عن حرب 1956، و«سنوات الغليان» و«الانفجار» عن حرب 1967، و«أكتوبر السلاح والسياسة» عن حرب 1973 لتصبح هذه الرباعية أهم شهادة موثقة عن فترة تمتد 30 عاما من تاريخ مصر. وفي الكتاب يسرد «هيكل» يوميات الحرب بشكل يومي علي ثلاثة محاور الأول «القاهرة» والثاني «تل أبيب» والثالث «واشنطن»، حيث يتناول اللحظات الحرجة في مصر سياسيا وعسكريا منذ لحظة وفاة الرئيس عبد الناصر، وتولي الرئيس السادات مهام جسيمة بدأت مع التحضير لمعركة الحسم، ثم كواليس السياسة الخفية لإحلال السلام قدر الاستطاع بدون اللجوء الحرب، بالاضافة الى المشاكل التي وقع بين الرئيس السادات والاتحاد السوفيتي، ثم تقاربه مع الجانب الأمريكي بالتعاون مع هنرى كيسنجر، الذي أدى إلى وقف الحرب وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد. لم يغفل هيكل سرد وتوثيق الشعور الوطني للمصريين في الأيام الأولى للحرب، ملحمة المصريين، قبل أن يحكي كيف انتهى ذلك الحلم الجميل على اعتاب الثغرة اللعينة، والانقسامات التي حدثت بين السادات وبعض قادة الجيش، قبل أن يختتم الكتاب معتمدا على المعلومات بشكل كامل دون إبداء أراء فيها، واستعانته بالعديد من المصادر منها وثائق حصل عليها من السادات ومذكرات لقادة إسرائيل.