داخل غرفة ذات إضاءة خافتة، وعلى أنغام موسيقى هادئة بعيدة عن ضجيج العالم الخارجى وثورة الموضة على الريد كاربت بمهرجان الجونة السينمائى، استطاع المصور أحمد هيمن أن يحصد صدى واسعا من ردود الأفعال الإيجابية المتعلقة بالمهرجان على السوشيال ميديا خلال الأيام الماضية. تمكن «هيمن» بعدسته أن يخرج من فنانى مهرجان الجونة السينمائى تعبيرات وجه صادقة، حيث طلب منهم التعبير عن مشاعر معينة مثل الألم، التحدى، الحنين إلى الماضى، الإصرار والأنوثة، ويهيئ لهم الأجواء المناسبة للتعبير عن المشاعر المختلفة من خلال الموسيقى والإضاءة المناسبة لكل حالة. يقول إن فكرة تصوير النجوم فى أجواء هادئة بعيدا عن ضغط الكاميرات وبريق الأضواء موجودة بالفعل فى مهرجانات العالم لكنه لطالما تمنى نقل الفكرة وتنفيذها فى العالم العربى، وهو ما دفعه لطرح الفكرة على إدارة مهرجان الجونة قبل انطلاقه بشهر ليلاقى ترحيبا كبيرا من قبل جميع المسئولين وكذلك من جميع الفنانين المشاركين الذين تحمسوا كثيرا للفكرة. وبحسب «هيمن»، فتنفيذ المشروع تم من خلال توجيه بعض الأسئلة لكل نجم وإقامة حوار متبادل بين النجم والمصور مع وجود مقاطع موسيقية تناسب أجواء كل حديث حتى يتمكن من التقاط البورترية الأكثر تعبيرا وصدقا عن نوعية المشاعر المختارة، لذا حرص على أن يكون التنفيذ بعيدا عن التمثيل وأقرب إلى المصداقية من خلال توفير الراحة النفسية والذهنية للفنانين بداخل غرفة التأمل، وهى غرفة التصوير كذلك كما أطلق عليها بعض الفنانين والفنانات حتى يتمكن كل فنان من التلاقى مع نفسه لبعض الوقت ويحظى بجلسة تأمل. يكشف المصور أنه لم يكن هناك خطة مسبقة أو ترتيب مع الفنانين المشاركين فى جلسات التصوير بالتعبير عن أى نوع من المشاعر، حيث ترك القرار لشخصية كل ممثل وظروفه وتجاربه النفسية. وعلق «هيمن»، على الصورة الأكثر تأثيرا على مواقع التواصل الاجتماعى وهى الصورة المعبرة عن الألم للفنان محمد فراج، موضحا أن «فراج» لم يخجل أن يظهر أمام الناس بهذا التأثر البالغ وهو بذلك ليبعث برسالة أن التعبير عن المشاعر السلبية ليس ضعفا إنما هو قوة فى حد ذاته. وبحسب المصور، يهدف المشروع إلى توصيل رسالة أن الفنانين هم أشخاص مثلنا لديهم مشاعر وتجارب إنسانية كثيرة وهم ليسوا مجرد قوالب لامعة فقط. يحكى «هيمن» أن التلامس مع الأشخاص الذين أقوم بتصويرهم هو المتعة الكبرى فى التصوير، فالتقاط صورا صادقة لابد من أن أطور علاقة شخصية مع من أصورهم فى خلال دقائق، وأغلب من أصورهم يرحبون بنقل قصصهم إلى العالم. ويطمح «هيمن»، إلى أن يترك تأثيرا فيمن يشاهدون مشروعاته المصورة وأن يلتقط صورة تنطبع فى ذاكرتهم ووجدانهم وتغير من منظورهم ومفاهيمهم. «أحمد»، بدأ مشواره كمصور صحفى لمدة 8 سنوات بجريدة «المصرى اليوم» لقسم الحوادث، ويعمل الآن كمصور وثائقى يهتم بنقل القصص الإنسانية المتعلقة بالحروب وأحلام الناس البسيطة من قلب المعاناة، ويفضل كثيرا فن تصوير البورترية وقد حصل على دبلومة فى صناعة القصص المصورة من الجامعة الدنماركية للصحافة والإعلام وصدر له أخيرا كتابه المصور الأول «لن يضيع الحلم» عن أحلام السيدات السوريات فى مخيمات اللاجئين بالأردن، كما أسس مدرسة تصوير «بيت الصورة» والتى من خلالها تم تعاونه مع إدارة مهرجان الجونة لتنفيذ المشروع الأخير.