يعتبر حصول فيلم الكتاب الأخضر أو Green Book للمخرج بيتر فاريلى على جائزة اختيار الجمهور فى حفل ختام مهرجان تورنتو السينمائى الخطوة الأعظم فى مشوار منافسته للفوز بجائزة أوسكار 2019. اختيار الكتاب الأخضر كان مفاجئة للجميع، خاصة أن جميع الآراء كانت تتجه لاختيار فيلم مولد نجم أوA Star Is Born، بل وكانت التكهنات تتجه لحصوله على جائزة أوسكار أحسن فيلم المرتقبة فبراير 2019. ثم جاء Green Book ليكسر التوقعات، وحصل على اختيار الجمهور الحاضرين لمهرجان تورنتو الذين عرض عليهم معظم أفلام هذا الموسم، بينما حصل فيلم If Beale Street Could Talk على المركز الثانى لاختيارات الجمهور، وهو من إخراج بارى جينكينز، وهى أفلام أبطالها من ذوى البشرة السمراء، وتروى قصصا درامية مؤثرة. وجاء فى المركز الثالث فيلم روما Roma من إنتاج نيتفليكس، وهو هو فيلم مكسيكى أبيض وأسود، يروى قصة عائلة من الطبقة المتوسطة تعيش فى مكسيكو سيتى فى السبعينيات. موسم الجوائز دائم التقلبات، ولا تفلح التكهنات معه دائما، ولكن اختيارات جمهور تورنتو تمثل 90% من اختيارات الأكاديمية لجائزة أحسن فيلم، كما حدث من قبل مع أفلام (12 Years A Slave Slumdog Millionaire The King's Speech)، وإذا لم تحصل أفلامها على جائزة الأحسن فتنال دائما معظم الترشيحات ويحصل أحد أبطالها على جائزة فردية مثل ما حدث مع فيلم Three Billboards Outside Ebbing, Missouri الذى حصلت بطلته على جائزة أحسن ممثلة فى أوسكار 2018، ونال 7 ترشيحات بحسب موقع هوليوود ريبورتر. ووصف الموقع المتخصص فى السينما العالمية، فيلم الكتاب الأخضر بأنه هزم الفيلم الذى صنع خصيصا من أجل الحصول على اختيارات الجمهور، ورغم اعتماد القائمين على فيلم مولد نجم على النجمة المحبوبة ليدى جاجا وبطلها الوسيم برادلى كوبر إلى أن سحرهما معا إلى جانب الموسيقى التصويرية الآثرة لم ينعكس على الاختيارات النهائية للمشاهدين ولم تؤت الخلطة ثمارها. Green Book يرى قصة حقيقية عن موسيقى يعزف على البيانو من أصل إفريقى، يؤدى دوره الممثل ماهيرشالا على المسلم الحائزة على جائزة أوسكار عن فيلم Moonlight، يخوض جولة مع سائقه أبيض البشرة إيطالى أمريكى الجنسية فى أعماق أمريكا الجنوبية، ويقوم بدوره فيجو مورتينسن، وتدور أحداثه فى الستينيات من القرن الماضى، ويعتمدون فى طريقهم على كتاب أخضر وهو كتاب إرشادى إلى الفنادق والمطاعم القليلة التى تقبل الأفارقة على متنها. لم يظهر الفيلم فى دور العرض السينمائى حتى الآن، حيث من المقرر طرحه بالسينمات الأمريكية نوفمبر المقبل، وتدور أحداثه فى حوالى 130 دقيقة ويطرح قصة بها مزيج اجتماعى درامى كوميدى. بعد العرض الأول للفيلم فى مهرجان تورنتو نشرت مجلة فانيتى فير نقدا عن فيلم الكتاب الأخضر، مليء بالإشادة بأداء الممثلين فى الفيلم، إلى وصف بأنه أثار دهشة إعجاب الحاضرين للعرض، واستطاع أن يجذب قلوبهم، رغم اعتراضه على نهاية الفيلم فإن فى مجمله كان أداء الممثلين رائعا، وفكرة التركيز على المفاهيم المغلوطة حول ذوى البشرة السمراء تساهم فى ذوبان الفارق بين البيض والسود بشكل عام من خلال السائق الذى بدأ رحلته كرجل أبيض متعصب وانتهت بمراجعة أفكاره عن الفروقات بين الأعراق.