* وهبنا مجموعته السينمائية فى حياته.. وعائلته طلبت المساعدة لحفظ أرشيفه عام 2010 * مهرجان «كان» لعب دورا مهما فى شهرة أفلامه عالميًّا.. وكانت تربطه علاقة قوية بمؤسس السينماتك * نقيم احتفالية كبرى بمناسبة ذكراه العاشرة تجوب فرنسا وتنتهى فى مكتبة الإسكندرية * رمَّمنا «المصير» و«وداعا بونابرت».. ونتميز بنسخة حصريّة لفيلم «النيل والحياة» جميع ملفّاته كانت فى حالة خطرة ومعرّضة للتلف.. وكان هناك حاجة طارئة لنقل أرشيفه إلى فرنسا وإنقاذه النماذج الأولية للسيناريو تكشف أنه كان يفكر بالإنجليزية والفرنسية ثم يحول ما يكتب إلى العربية قبل التصوير لم يكن يوسف شاهين يفكّر باللغة العربيّة، هكذا تقول النماذج الأوليّة للحوارات التى كتبها لأفلامه، والموجودة فى أرشيف السينماتك الفرنسى.. فى بداية دخوله مهنة السينما كان يكتب حواراته وملاحظاته باللغة الإنجليزيّة، وابتداءً من 1984 1985 وبالتحديد مع فيلم «وداعًا بونابرت» وقيامه بإنتاج أفلامه بالاشتراك مع شركات فرنسيّة، بدأت يكتب السيناريو باللغة الفرنسيّة، يأتى الحوار باللهجة المصريّة كخطوة نهائيّة قبل تصوير الأفلام. يؤكد روبير ريجيس رئيس قسم الأرشيف والبحث فى السينماتك الفرنسى فى حوار خاص بمناسبة الذكرى العاشرة على رحيل «شاهين»، أن السبب الرئيسيّ لاهتمام الغرب بيوسف شاهين، أنه يجيد استخدام الرموز والمصطلحات الغربيّة ويقدّم بواسطتها المجتمع الشرقيّ، فهو يمثّل نافذة حيّة وحيويّة يطلّ من خلالها السينمائيون فى أوروبّا على المجتمع الشرقيّ، وبواسطة انفتاحه وإجادته لاستخدام الأدوات السينمائيّة الغربيّة يمكّنهم أيضا من فكّ شفرة المجتمع الشرقى فى تقاليده وفنّه وأفكاره التى تختلف تمامًا عن المجتمع الغربى. يقول روبير، إن أرشيف شاهين هو إرث للفنّ والإنسانيّة فى العالم أجمع، والسينماتك الفرنسىّ يعى تماما، الأهميّة القصوى لأعماله بالنسبة للمجتمع المصرى، ويرى أنه من واجبه بل رسالته، مساعدة المصريين فى التعرّف على تلك الأعمال مجدّدًا، وأن يجعلها فى متناول جميع العرب، كما يسعى من خلال مشروع «شاهين» إلى إعادة اكتشاف أعماله وفنّه العظيم وإقامة جسر من خلالها بين السينمائيّين والمثقفّين فى الشرق والغرب. يوضح روبير، أن عائلة يوسف شاهين جاءت إلى السينماتك عام 2010، لتطلب المساعدة لحفظ أرشيفه الموجود فى شقّته بالقاهرة. تلك الشقة التى عمل فيها من العام 1971، مشيرا إلى أنه كان مرسلا من قِبل السينماتك الفرنسيّ لبحث سبل صيانة هذا الأرشيف وترميمه، لم يكن هذا الإرث عبارة عن أفلام فقط، فقد عمل «شاهين» كرئيس تحرير إحدى المجلات السينمائيّة، وهناك العديد من لحظات التكريم والمقالات التى كُتبت عنه والتى تملأ أرجاء مكتبه. يتابع روبير: «قضيت سبعة أيّام فى تلك الشقّة، وأستطيع أن أشهد بحضوره الطاغى الذى يملأ أرجاء المكان حتّى بعد رحيله، ولكن أرشيفه كان يعانى، السيناريو والأفيشات والصور والأكسسورات، جميع ملفّاته كانت فى حالة خطرة ومعرّضة للتلف، ذلك لأنّ شاهين كان مدخّنًا شرهًا وسبّب تدخينه خطرًا على هذه الملفّات، كما قمنا بزيارة «بهنا فيلم» فى القاهرة وهى أوّل شركة إنتاج تعامل معها فى بداية مشواره، وهناك اكتشفنا كنزًا من أرشيف الأفلام الغنائيّة التى أغنت تلك الثقافة على مرّ العصور». يؤكد رئيس أرشيف السينماتك، أنه كانت هناك حاجة طارئة لنقل أرشيف شاهين إلى فرنسا، لإنقاذ إرثه طبقًا للتخصّص والخبرة، والسعى بالتعاون مع ابنة اخته لتحليل وصيانة هذا الإرث الفنّيّ الضخم، وبدأ العمل بالفعل منذ 2010، لذلك كان من الطبيعى فى الذكرى العاشرة لرحيل «شاهين»، أن يقيم السينماتك احتفاليّة لتكريم اسمه وفنّه، وهناك العديد من اللقاءات التليفزيونيّة التى سجّلتها معه وسائل الإعلام الفرنسيّة المختلفة، منها لقاء مسجّل سيتم الاستعانة به فى الاحتفالية، وهو عبارة عن زيارة خاصّة لمكتبته ويتحدّث فيه بصورة رائعة عن الأدب وغيرها من الموضوعات. يضيف روربير، أن أكثر ما يشغلهم، هو دعوة الباحثين العرب المقيمين فى باريس إلى زيارة السينماتك من أجل اكتشاف هذا الإرث، وزيارة المعرض الطويل ليوسف شاهين فى الفترة من 14 نوفمبر 2018 إلى 28 يوليو 2019، كما أن هناك la Retrospective du Film وهو «الأفلام المعروضة بأثر رجعيّ» ما بين نوفمبر وديسمبر، والتى ستجوب فرنسا بالكامل، قبل أن تصل مكتبة الإسكندريّة، بالإضافة إلى احتفاليّات فى المركز الثقافيّ الفرنسيّ فى القاهرة والإسكندريّة واحتفاليّة بانوراما السينما الأوربيّة التى ترعاها أسرة يوسف شاهين نفسها. أما فيما يتعلق بمعرض المانحين La Galerie des donateurs، فهو مساحة من متحف السينما مكرّسة للمانحين الذين أغنوا عمل السينماتك بدعمهم، فهو نشاط لتكريم الأشخاص الذين وهبوا إرثهم السينمائيّ الشخصيّ للسينماتك الفرنسيّ، وهذا ما حدث مع يوسف شاهين الذى وهب فى حياته مجموعته السينمائيّة من الأفلام لمركزين للسينما: السينماتك فى الجزائر وفى باريس، والسينماتك الفرنسيّ يتميّز بنسخة حصريّة ووحيدة لفيلمه «النيل والحياة» والتى أنقذها، كما رمم أيضا فيلم «المصير» وعرضه فى مهرجان «كان» الذى لعب دورا مهما فى جعل سينما يوسف شاهين معروفة عالميًّا، كما قام أيضا بترميم فيلم «وداعًا بونابرت» قبل عامين. وختم روبير حواره، بالحديث عن العلاقة القوية بين شاهين وهنرى لانجلو مؤسس السينماتك الفرنسىّ، والتى كشفها فى فيلم «حدوتة مصريّة»، إذ تظهر شخصيّة لانجلو فى أحداث الفيلم الذى يمثّل سيرة ذاتيّة لشاهين.