هاجم النجم الألماني التركي مسعود اوزيل بحذر اتحاد الكرة الألماني ولكن وسائل الإعلام الألمانية أبقت التركيز على شخصه، في الوقت الذي يأمل فيه اتحاد الكرة أن يفلت من العاصفة بعدما نفى اتهامات العنصرية التي وجهها اوزيل. النقاش حول اعتزال اوزيل اللعب في المنتخب الألماني بعد صورته المثيرة للجدل مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، اتسع ليصبح مسار الحديث عن عملية اندماج الأتراك بشكل عام في ألمانيا. رينهارد جريندل رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم تم اتهامه بشكل صريح بالعنصرية من قبل اوزيل أمس الأول الأحد، لكنه دافع عن نفسه وأكد أمس الاثنين أن اتحاد الكرة " قد شارك بشكل كبير في عملية الاندماج في ألمانيا لسنوات عديدة". إذا كان اوزيل يأمل أن يكون بيانه الغاضب ضد اتحاد الكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيزيح الأنظار عنه ويوجهها إلى ما يعتبره إساءة الاتحاد الألماني لشخصه منذ نشر صورته مع اردوغان، فإن رد فعل الإعلام الألماني لم ينصفه. بيان اوزيل الذي طال انتظاره والذي جاء بعد أسابيع من صورته مع اردوغان وخروج ألمانيا بطلة العالم من دور المجموعات في مونديال روسيا، زاد من غضب الإعلام الألماني تجاه لاعب وسط ارسنال، بدلا من انقلابه على جريندل. ونشر اوزيل البيان باللغة الإنجليزية عبر شبكة تويتر للتواصل الاجتماعي، وبصيغة تحول دون اقتباسه في المؤسسات الإعلامية. وجاءت التغريدة الثانية لنجم ارسنال كهجوم ضد الإعلام الألماني. شن أوزيل هجوما على بعض الصحف الألمانية لاستخدام تلك القضية "كدعاية استغلها اليمين المتطرف لتعزيز قضيتهم السياسية. وكان اوزيل يقصد على نحو شبه مؤكد صحيفة "بيلد" واسعة الانتشار والتي وجهت نقد لاذع للاعب البالغ من العمر 29 عاما. واستمرت الانتقادات اليوم الثلاثاء، حيث تجاهلت صحيفة بيلد بشكل ملحوظ الحديث عن جريندل، واكترثت بشكل أكبر لمعرفة ما إذا كان اوزيل قد كتب البيان بنفسه، وعن الدور الذي لعبته صديقته وممثليه في هذه القضية الشائكة. وذكرت "بيلد" أيضا أن مدرب المنتخب الوطني يواخيم لوف الذي نال اشادة اوزيل، فوجئ باعتزال النجم الدولي، وهي الخطوة التي رفعت الحرج عن لوف واتحاد الكرة خلال عملية اختيار قائمة المنتخب الألماني خلال الاستحقاقات القادمة. كما أغضب اوزيل وسائل الإعلام الألمانية نظرا لأن بيانه جاء في وقت متأخر من مساء الأحد وهو ما يعني أن أغلب الصحف الألمانية قد ارسلت نسختها اليومية بالفعل إلى المطبعة. ردود الفعل في تركيا جاءت مختلفة تماما، حيث أشارت صحيفة "الصباح" التركية إلى أن "اوزيل سجل أفضل هدف ضد العنصرية". إيلكاي جيوندوجان اللاعب الألماني صاحب الأصول التركية والذي ظهر مع اوزيل في صورته مع اردوغان في مايو الماضي لم يتعرض لنفس المصير، حيث نشر بيانا في نفس اليوم الذي انتشرت فيه الصورة الفوتوغرافية. وقال جيوندوجان أنه لم يقصد أن يصدر بيانا سياسيا عبر تلك الصورة، حيث أن تركيا كانت تستعد تركيا في ذلك الوقت لاجراء الانتخابات الرئاسية. ورغم أن جيوندوجان تورط في واقعة قد تكون من وجهة نظر الجماهير الألمانية أكثر إساءة مما فعله اوزيل، حيث منح اردوغان قميصه وكتب عليه بخط يده "إلى رئيسي الموقر" لكنه نجا من موجة الغضب التي انتابت وسائل الإعلام ، ربما لأن الدور الذي يقوم به مع الماكينات الألماني أقل تأثير من الدور الذي لعبه اوزيل خلال المشاركة المحبطة في المونديال. جيوندوجان فعل كل ما بوسعه لتجاوز الأجواء الشائكة، على عكس اوزيل الذي يتم اتهامه دائما بأنه لاعب كسول. وشارك أولي هوينيس رئيس نادي بايرن ميونخ في القضية الشائكة وشن هجوما حادا ضد مسعود أوزيل . وقال هوينيس في تصريحات للصحفيين أمس الاثنين "إنني سعيد بأن الأمر كله قد انتهى ، إنه يلعب بحماقة منذ أعوام." وأضاف أن آخر لعبة ناجحة لأوزيل كانت قبل كاس العالم 2014 ، "والآن يخفي نفسه وعروضه المتواضعة خلف هذه الصورة." تصريحات هوينيس ساعدت في إبقاء التركيز منصبا على اوزيل وليس اتحاد الكرة. ورغم مطالبة حزب الخضر الألماني والمجلس الأعلى للمسلمين باستقالة جريندل لكن صاحب المنصب الأعلى في اتحاد الكرة الألماني يبدو أنه في أمان حاليا.