ستتغير لعبة القدم بالكامل ، شكلا ومضمونا ، بسبب دخول "العلم" و"التكنولوجيا" فائقة التطور في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بهذه اللعبة المجنونة ، وهي تغييرات هدفها جعل اللعبة أكثر متعة وإثارة وتطورا ، صحيح أن أحدا لم يشتكي من نقص المتعة في كرة هذه الأيام ، ولكن لأن العلم لا يتوقف عند حدود معينة ، فقد كان هذا الملف الذي بدأته مجلة "وورلد سوكر" البريطانية في عددها لهذا الشهر ، وبدأت "الشروق" في طرح أبرز ما فيه لأهميته البالغة. في الجزء الأول من ملف الثورة العلمية والتكنولوجية في كرة القدم ، حدد المحرر جون ستانلي 20 تغيرا أساسيا متوقعا في عالم الكرة بفعل التقدم العلمي , وهي تغيرات لن تؤثر فقط على كيفية تحكيم المباريات أو متابعة الأداء على أرض الملعب , بل تغيرات تمس المشجع بحيث يصبح أكثر قدرة على الاستمتاع بكل لحظة في المباراة حتى ولو كان الجو مطيرا , لأن ذلك سيتم التحكم فيه أيضا! وهذه التغيرات كما يلي ، وباختصار ، وبدون الدخول في متاهات المصطلحات العلمية الصعبة : سيصبح لاعبو كرة القدم في المستقبل أكثر قوة ولياقة وسرعة باستخدام برامج متطورة تحفز عضلات اللاعبين على الأداء الأفضل وتتكيف تبعا لعمل الجهازين الهضمي والعصبي لكل لاعب ، وهو ما يوضحه ميلز إيست المستشار الرياضي في الدوري الإنجليزي بقوله : "سيصبح لاعب الكرة أسرع بحوالي 10% من سرعتهم الحالية , وسيكون في مقدورهم تغطية مساحة أكبر من الملعب , ولن نسمع شكوى من اللاعبين بسبب إصاباتهم ، لأنهم سيصبحون أكثر قدرة على احتمالها"! بدلا من استخدام المنشطات الصناعية , سيمكن عن طريق التكنولوجيا الحديثة عمل تعديلات جينية في اللاعبين بحيث يصبحون أكثر قدرة على الاحتمال , وبذلك سيصبح الأمر تطورأ طبيعيا في قدرات الرياضيين الذين سيصبحون لاعبين "سوبر". يعتقد سيمون إيسوم رئيس قسم الدراسات الرياضية في جامعة "دو مونفورت" أنه قد يتم تزويد اللاعبين بإمكانية زرع قلب صناعي ذي قدرة على ضخ الدم من وإلى القلب وبصورة أسرع ، وبالتالي يصبح اللاعب أكثر نشاطا وحيوية! كما قد يتم زرع قرنية صناعية لتحسين الرؤية , أو تقوية رد الفعل عند كل لاعب بالتدخل الجراحي في الأعصاب , أو زرع رئة صناعية لتسريع عملية التنفس! ستشهد عمليات علاج إصابات اللاعبين تغيراً ثوريأ , لأنه سيتم الاحتفاظ بخلايا حية من اللاعبين في "بنك للخلايا الجذعية" بحيث يمكن استخدامها عند إصابتهم وبالتالي تعجيل وقت شفائهم ، كما سيتم تركيب جهاز استشعار صغير في زي كل لاعب لقياس قوته وتحمله بحيث ينتبه المدرب لأي خطر مقبل ويمنع وقوع إصابة محتملة للاعب. على الرغم من أن هذا يعتبر من قبيل الخيال العلمي في نظر البعض ، فإن البحوث العلمية ستجعل استخدام حكم آلي "روبوت" حقيقة في المستقبل القريب من أجل تلافي الأخطاء البشرية أثناء المباريات ، وحتى لو لم يتم إحلال الروبوت محل الحكم البشري ، فسوف يمكن أن يكون مساعد الحكم الصلي من الروبوت , بحيث يتم ربط اللاعبين بنظام تحديد المواقع الGPS , وبالتالي سيتمكن الحكم من تحديد أماكن "التسلل" والمواقع التي سيتخذها اللاعب من أجل تسديد رميته الحرة. وعن طريق تركيب شرائح إليكترونية في الكرة وفي أحذية اللاعبين سيتمكن الحكم من معرفة آخر لاعب لمس الكرة أو من ارتكب خطأ ما أو من يتظاهر بأنه وقع على الأرض , ويمكن إذاعة لقطات لما حدث على شاشة كبيرة في الاستاد ليتمكن جميع المشاهدين من رؤيتها بأنفسهم بدلأ من الدخول في مشاحنات في حالة القرارات المثيرة للشك. وسوف يمكن استخدام سماعات الهواتف المحمولة التي ستكون في أذن كل لاعب بحيث يتمكن أفراد الفريق من التواصل مع بعضهم البعض مثلما يفعل الحكام الآن , وسيصبح توصيل التعليمات من المدرب إلى قائد الفريق أو التبليغ عن أن لاعبا ما يشعر بالتعب ويريد أن يتم تبديله عملية أسهل وأسرع. وسوف يتم تصميم قمصان اللاعبين ليس فقط لكي تجعل الجسم يتخلص من الحرارة والعرق كما هو عليه الحال اليوم , ولكن قد تتم إضافة خاصية جديدة في المستقبل لهذه الفانلات ، وهناك الكثير من اللاعبين اليوم يستخدمون لاصقاتPatches غنية بالمغذيات التي يمتصها الجسم لتعويض المجهود الذي يبذله اللاعب , وتنوي شركة "نايكه" استغلال هذه الفكرة على نطاق أوسع بحيث يتم تصميم فانلات غنية بالمواد الغذائية أو المعادن , لكن لن تكون تلك الفانلات واحدة لكل اللاعبين , بل ستختلف باختلاف اللاعب وحسب حاجة جسمه. ويقول ليو ساندينو تايلور من شركة "نايكه" إن المشجعين أيضا سيتمكنون من الحصول على أحذية تطابق تلك الخاصة بنجومهم المحبوبين , فمثلا تم تصميم حذاء خصيصاً للاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو الموسم الماضي , والحذاء مصنوع من ألياف الكربون , هذا الحذاء سيصبح متاحأ أمام المشجعين بنفس المادة التي صٌنع بها لرونالدو وبنفس الأبعاد أيضاً إذا أرادوا! برامج الكمبيوتر مثل برنامج "برو زون" الذي يتيح للمدرب رؤية الصدامات التي تحدث بين اللاعبين ومدى مساهمة كل لاعب في المباراة سيكون لها دور محوري , حيث سيتم تزويد المعلب بكاميرات في كل مكان تتيح للمدرب رؤية كل حركة ومراقبة أداء كل لاعب وما إذا كان يلعب بتكاسل أم لا ، كما ستتيح هذه البرامج مراقبة حركات اليد والوجة لكل لاعب لمعرفة ما إذا كان على وشك فقدان أعصابه وبالتالي يتصرف المدرب على هذا الأساس. دائما ما يطالب اللاعبون بأجور عالية عند نقلهم إلى ناد جديد , لكن في المستقبل سيتغير ذلك كله ، لأن هذه المرتبات لن تخضع لمجرد تقديرات أو وجهات نظر , ولكن ستكون تبعاً لأرقام حقيقية تصف أداء اللاعب , وهذه التقنية وفرها بالفعل برنامج "برو زوون" ولكن في لعبة الرجبي في جنوب أفريقيا ، وهي تشبه تلك التي توجد في بعض ألعاب ممارسة كرة القدم مثل "فوتبول مانيجر" وغيرها. سيتم استحداث تقنية تسمح بتغيير المناخ على نطاق ضيق , بحيث مثلاً يتم التحكم في نزول المطر قبل المباراة , ويمكن إضافة صواريخ تطلق ثلجا جافا على السحب التي تحمل أمطار بحيث يتم تثبيت تلك الصواريخ على جوانب أرض الملعب وبالتالي تحسين الجو مؤقتاً. وبما أن العالم يعاني من مشكلة الاحتباس الحراري فيجب أن يتناسب الاستاد مع ذلك , حيث سيتم استغلال الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء , كما سيتم الاستغناء عن النجيلة الطبيعية بسبب نقص المياه وسيكون الاتجاه السائد هو استخدام النجيلة الصناعية بدلا منها. وفي المستقبل سيختلف مقعد المشاهد في المدرجات , ولن يصبح مجرد مقعد بلاستيكي , بل سيصبح مزودا بشاشة مع إمكانية اختيار الزاوية التي يشاهد منها المباراة وإمكانية إعادة الهدف الذي لم يره , كما سيكون المقعد مزودا بطعام ومشروبات. سيتمكن المشجع من متابعة المباراة عبر هاتفه المحمول إذا لم يتمكن من الحضور بنفسه إلى الاستاد , على أن تتاح له خاصية اختيار مكان متابعته للمباراة , فيبدو الأمر وكأنه جالس بالفعل في الإستاد يشاهد المباراة ولكن من خلال الهاتف ، والمشجعون الذين لن يتمكنوا من حضور المباراة سيشاهدونها من منازلهم , ليس على شاشة تليفزيون عادية ، بل ستكون مباراة ثلاثية الأبعاد3D وبالتالي سيشعرون وكأنهم في المدرجات! يجاهد القائمون على الدوري الإنجليزي لمواجهة النقل التليفزيوني غير المصرح به للمباريات , لكن كيف يمكن حل هذه المشكلة في المستقبل؟ الإجابة أنه قد تتم إضافة خاصية تسمح للمشاهد برؤية المباراة مباشرة بحيث سيتم احتساب التكلفة على خط الإنترنت الذي يستخدمه , وعلى أن تصل هذه الأموال إلى أصحاب الحق في بث المباريات بعد ذلك.