طبيب نفسي: الجريمة تقليد للحوادث الحالية.. ونكتسب ثقافتنا من التلفزيون قررت نيابة حوادث جنوبالجيزة، بإشراف المستشار حاتم فاضل، المحامي العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، حبس تاجر سيارات 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامه بقتل زوجته ونجلتيه في القضية الشهيرة إعلاميا ب«مذبحة بولاق الدكرور»، والتي حدثت في منزل وزير القوى العاملة السابق كمال أبو عيطة، بالتزامن مع مباراة مصر وروسيا في كأس العالم. وأقر المتهم نجل الفنان المرسي أبو العباس، بالجريمة كاملة أمام النيابة العامة، والتي أكد أنه في الفترة الأخيرة كان يعاني من ضغوط الحياة بشكل كبير وأنه أخبر زوجته قبل الحادث بحوالي 4 أيام بنيته للإقدام على الانتحار والتخلص من حياته إلا أنها أثنته عن تلك الفكرة أخبرته بأن حالهم ميسور وهم أفضل من كثيرين. وأضاف المتهم، أنه حاول إقناع نفسه بكلام زوجته إلا أن خسارته في البورصة مبالغ مالية كبيرة جعلته يفقد عقله وأنه يحاول الهروب من هاجس الفقر والضياع لأولاده. وقال إنه يوم الواقعة استغل مباراة مصر وروسيا وانشغال الجيران، بمشاهدة المباراة فضلا عن أصوات المقاهي العالية ودخل على زوجته بعد أن أغلق الباب ووضع مخدة على وجهها حتى خارت قواها ولفظت أنفاسها الأخيرة وخرج من الغرفة، وتوجه لنجلته الكبرى وخنقها بنفس الطريقة في الوقت الذي سارعت نجلته الصغرى وبدأت في الصراخ فبادرها بسلك تليفون ولفة حول عنقها فانهى حياة أسرته كاملة. وأعرب المتهم، خلال أقواله في التحقيقات عن ندمه على فعلته إلا أنه دائما ما يستغفر الله ليرحمه ويرحم أسرته، مؤكدا أنه عقب تنفيذ الجريمة توجه للمقهى لمشاهدة المباراة وبعدها اختلق واقعة السرقة لتغطية جريمته. وحلل الدكتور جمال فرويز، أستاذ علم الاجتماع والطب النفسي، الواقعة وإقدام رب الأسرة على قتل أفراد عائلته بأنها ليست واقعة حدثت بسبب ضغوط الحياة وإنما جريمة رسخت في عقل المتهم ونفذها فور إتاحة الفرصة له. وأوضح «فرويز»، أن عدم وجود ثقافة لدى الأفراد المختلفة وارتباطهم بالإعلام والتلفزيون بشكل كبير يتسبب في تخزين جرائم تحدث داخل عقلهم الباطن مثل جريمة الرحاب والتي انتهت بأن رب الأسرة قتل أولاده وانتحر، ذاكرا أن تلك الجريمة تعد تقليدا لمثل تلك الجرائم إلا أن السيناريوا لم يكتمل بانتحار المتهم. وأضاف أن مرض الاكتئاب السوداوي تحت الضغوط لنفسية الشديدة بيشعر الشخص إن الضغوط نهايتها الانتحار وأن الطريق الوحيد للخروج من تلك الحالة هو التخلص من الحياة فيقدم على تنفيذ الجرائم التي كونتها ثقافته من خلال الإعلام والتلفزيون، قائلا إن المتهم في الواقعة بتراجعه عن فكرة الانتحار في نهاية الأمر يؤكد أن ما حدث تقليدا للجرائم فقط بعامل نفسي.