فى محافظة كفر الشيخ، وتحديدا بمدينة دسوق يقصد الآلاف من أبناء الطرق الصوفية والزاهدين والمحبين، مسجد أحد أقطابها الأبرز فى مصر والوطن العربى، للنهل من بركاته وكراماته، والتزود بالتقوى وصفاء النفس، إنه مسجد العارف بالله إبراهيم الدسوقى، وآخر أقطاب الولاية الأربعة لدى الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الدسوقية. لقب نفسه بالدسوقى. يقع المسجد الذى بنى فى عهد الأشرف خليل بن قلاوون سلطان مصر فى منطقة وسط البلد بحى جنوب مدينة دسوق بمحافظة كفرالشيخ فى شمال دلتا النيل، وكان عبارة عن زاوية صغيرة يجاورها خلوة للإمام الصالح إبراهيم الدسوقى، والذى زاره قلاوون وأمر ببناء هذه الزاوية والخلوة، وبعد وفاة الإمام إبراهيم الدسوقى دفن فى خلوته الملاصقة للمسجد. وفى عهد إسماعيل بن إيواظ حاكم مدينة دسوق، بعد وفاة الدسوقى مباشرة نحو عام 1277 والذى كان أحد مريدى الدسوقى، أمر أن يقام مسجد كبير بدلا للزاوية يناسب مكانة ومقام صاحبه، وبنى المسجد على شكل صخرة به عدة إيوانات، وبه ضريح عظيم يليق بالدسوقى. وأمر السلطان قايتباى فى عام 1880 بتوسعة المسجد، على مساحة 3 آلاف متر، تبعها توسعة أخرى فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر افتتحها الرئيس محمد أنور السادات، فى عام 1967 ميلاديا ليصبح إجمالى مساحة المسجد نحو 6400 متر بتكلفة بلغت نحو 750 ألف جنيه. وجعل للمسجد 11 بابا، وصالون لكبار الزوار، ومكتبة إسلامية جامعة فيها المراجع الكبرى فى الفقه الحديث والأدب، وهذه المكتبة يقصدها طلاب العلم والمعرفة من الباحثين وطلاب الجامعة من شتى محافظات مصر، كما تم بناء جناح خاص للسيدات من طابقين على مساحة 600 م2، وقد بنى مئذنتان صغيرتان مع التوسعات الأخيرة، ثم تم هدهما فى التسعينيات من القرن العشرين لبناء 4 مآذن عالية جديدة ملائمة لمساحة المسجد الكبيرة. ويشمل المسجد 140 عمودا، كما يوجد بالضريح 8 أعمدة، بالإضافة ل10 أعمدة بمسجد السيدات، ويتسع المسجد لنحو 25 ألف مصلٍ. ويُقام بالمسجد احتفال سنوى بمولد إبراهيم الدسوقى فى شهر أكتوبر من كل عام يستمر لمدة أسبوع، ويحتفل بالذكرى 77 طريقة صوفية من مختلف أنحاء العالم، حيث يزور المدينة فى هذا الوقت من العام أكثر من مليون زائر من مختلف محافظات مصر وبعض دول العالم، ويُعد من أكبر احتفالات الموالد فى مصر.