«كانوا ستة مخبرين في مباحث أمن الدولة. قلت لرضوى: جاؤوا»، بهذه العبارة بدأ الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، في كتابه «رأيت رآم الله» الصادر عن «دار الشروق» في طبعته الأولى معها في عام 2013، يقص لحظة ترحيله وإبعاده عن القاهرة وزوجته رضوى عاشور، وابنه تميم البرغوثي، وهى الرحلة التي امتدت إلى 17 عام لاحقة. وفي الفصل الذى حمل عنوان «الإقامة فى الوقت» كتب يقول: « اقتادوني إلى دائرة الجوازات في مجمع التحرير، ثم أعادوني في المساء إلى البيت لإحضار حقيبة سفر وثمن تذكرة الطائرة، في الطريق إلى سجن ترحيلات الخليفة، كنت أنظر إلى شوارع القاهرة نظرة أخيرة، ماذا تحمل الأيام لهذا الطفل ذي الشهور الخامسة، ولرضوى ولي ولنا؟ لم أقم بأي فعل لمعارضة الرئيس السادات لإسرائيل، كان ترحيلًا وقائيًا، ونتيجة وشاية، كما تبين بعد سنوات عديدة، لفقها زميل في اتحاد الكتاب الفلسطنيين! الحياة صعبة على التبسيط كما ترون!». وفي مقطع آخر يتابع: «اختل ميزان الاحتياج دون إرادة أي منا، نحن الثلاثة نحتاج القرب ذاته، في الوقت ذاته، بالمقدار ذاته».