«ليس فقط على شبكة الإنترنت.. صورته تجدها فى كل المظاهرات العربية.. فلسطين.. لبنان وغيرها».. تسعة وثلاثون عاما مرت على وفاة الزعيم جمال عبدالناصر.. إلا أن صورته لاتزال عالقة فى أذهان كثير من الشباب العربى بالرغم من عدم معاصرتهم لعهده. ثلاثة ملايين نتيجة وأكثر هى عدد النتائج التى ستجدها على موقع البحث «جوجل» بمجرد كتابتك كلمة «عبدالناصر»، وما يقرب من 845 ألف نتيجة ستظهر لك بالبحث عن «الزعيم جمال عبدالناصر»، وهذا غير مئات الألوف من الصفحات التى تحوى اسم الزعيم الراحل وعلاقته بالعالم وبفلسطين وبجماعة الإخوان المسلمين. وكذلك هو الأمر بالبحث عن اسمه باللغة الإنجليزية، حيث بلغ عدد النتائج التى ظهرت على موقع البحث «جوجل» ما يقرب من 351 ألف نتيجة، وبالبحث داخل المجموعات المكونة فى الموقع الإلكترونى«فيس بوك» يوجد نحو 300 مجموعة جروب تحمل اسم الزعيم عبدالناصر. د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، يفسر كثرة عدد النتائج التى تشير لاسم الزعيم على شبكة الإنترنت، لكونه رمزا لعدة أشياء، أبرزها التصدى للإمبريالية والاستغلال الداخلى والاستعمار والإقطاع، والظلم الاجتماعى، إضافة إلى أن الزعيم الراحل لم يكن مرتبطا بالأغنياء كغيره من الرؤساء، وأنه كان رمزا لعدم الخنوع للخارج. يقول د. سعيد: إن هناك شخصيات ثورية رمزية لاتزال تحمل إعجاب الشعوب مثل تشى جيفارا وكاسترو، وجمال عبدالناصر، ويضيف «هناك كثير من الأحزاب الناصرية فى مختلف الدول العربية، فى حين لا يوجد أحزاب أخرى تحمل أسماء زعماء آخرين لأنهم لا يتمتعون بنفس شعبيته، إضافة لأنهم كانوا زعماء محليين أكثر من كونهم زعماء إقليميين أو شعبيين». «الناصرى الحقيقى هو الذى يعارض النظام الحالى ويشارك فى حركات التغيير، وليس من يذهب للبكاء عند ضريح عبدالناصر» هذا ما يراه عبدالعزيز عبدالله، المتحدث باسم الشباب الناصرى بالحزب العربى الديمقراطى، معتبرا أن ذكرى وفاته هى فرصة للتأكيد على أهمية توحيد التيار الناصرى، وقال: «القيادات الموجودة الآن عليها أن ترحل وتترك هذا التيار. لأنها تبحث عن مصالح شخصية، وفى النهاية الشباب الناصرى هو من يدفع الثمن»، مشددا على أهمية تجديد الفكر الناصرى ليتناسب مع الواقع الحالى، ويقدم حلولا للمشكلات الموجودة الآن.