يتوجه اليوم الأحد، نحو 3.75 مليون لبنانى إلى مراكز الاقتراع فى شتى أنحاء البلاد، للإدلاء بأصواتهم فى أول انتخابات برلمانية تجرى فى لبنان منذ تسع سنوات. ويختار الناخبون 128 نائبا هم إجمالى أعضاء مجلس النواب، من بين 597 مرشحا بينهم 56 امرأة، موزعين على 77 قائمة انتخابية مغلقة. وأنهت السلطات اللبنانية اليوم، استعداداتها لتنظيم الانتخابات، حيث قام رجال الشرطة بتوزيع صناديق الاقتراع على المراكز الانتخابية المختلفة، وأصبحت بعهدة عناصر قوى الأمن الداخلى حتى وصول رؤساء اللجان صباح اليوم للمباشرة بفتح الصناديق والعملية الانتخابية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام. وتظهر القوائم الراهنة زوال التحالفات التقليدية التى طبعت الساحة السياسية منذ عام 2005، لجهة انقسام القوى بين فريقى 8 آذار الذى يعد حزب الله المدعوم من ايران أبرز أركانه، و14 آذار بقيادة رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة الحالية سعد الحريرى، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. من جانبها، ذكرت إذاعة «أر.أف.أى» الفرنسية، أن الانتخابات اللبنانية تأتى وسط عدة تحديات منها؛ الحرب السورية، التى أسفرت عن نزوح نحو مليون لاجئ إلى لبنان، فضلا عن انخراط حزب الله فى الحرب بجانب القوات الحكومية السورية، وتنامى الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على إيران الداعم الرئيسى للحزب». وأشارت الإذاعة إلى أن «رئيس الوزراء اللبنانى المنتهية ولايته سعد الحريرى يريد البقاء فى السلطة ليعزز مكانته فى المجتمع اللبنانى باعتباره زعيم السنة فى البلاد، الأمر الذى يجعله الأوفر حظا لتولى المنصب مجددا». وتابعت الإذاعة أن «ذلك الأمر مهم بالنسبة للحريرى خاصة بعد خفض الدعم السعودى للبلاد». من جانبه، قال مدير مركز الشرق الجديد للدراسات الإستراتيجية، غالب قنديل، إن «حزب الله يعتبر الانتخابات التشريعية قضية وجودية بالنسبة له، الأمر الذى دفع الأمين العام للحزب (حسن نصر الله) للتعبئة ودعوة الناخبين للمشاركة للمرة الأولى». وتابع أن «حزب الله يزعم أن السعودية والولايات المتحدة يريدون فرض الوصاية على لبنان، وأن التصويت لقوائمه سيمنع ذلك».