سعى الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، لإيضاح نظام التعليم المصري الجديد «تعليم 2». وأجاب الوزير، عبر صفحته على «فيسبوك»، على سؤال «من أين أتت قضية التعريب؟»، موضحا أن اللغة الإنجليزية سوف تدرس من مرحلة رياض الأطفال كمادة منفصلة، بينما تدرس مواد «اللغة العربية + التاريخ + الجغرافيا + العلوم + الرياضيات» في باقة متعددة التخصص، حيث يقوم الأطفال مع المعلمين بأنشطة ومشروعات حول موضوع كبير يتم من خلاله تعليم المواد المختلفة من خلال هذه الفلسفة التعليمية. وأضاف «شوقي»: «إذا سيدرس الطفل لغة إنجليزية منذ اليوم الأول في كافة مدارس الدولة حسب هذا النظام الجديد، وقد أجمع خبراء اللغويات أن تثبيت اللغة العربية كلغة أم يستوجب أن تكون المناهج المطبوعة للباقة متعددة التخصصات باللغة العربية وهذا بالتوازي مع تعليم اللغة الإنجليزية كمادة منفصلة». وأوضح أنه: «يتم إضافة مصطلحات علمية ورياضية لتدريس اللغة الإنجليزية من "KG1" حتى الصف السادس الابتدائي، ثم في المرحلتين الإعدادية والثانوية ننتهي من المواد متعددة التخصصات وننتقل إلى مواد أساسية وأخرى اختيارية ويتم تدريس العلوم والرياضيات كمواد منفصلة». وذكر أنه في هذا الوقت نتحول من تدريس هذه المواد إلى اللغة الإنجليزية بعد فصلها عن الباقة وبعد الاطمئنان أن اللغة العربية قد تم «تثبيتها» كلغة أم في القراءة والكتابة مع إتقان اللغة الإنجليزية في ذات الوقت». وأكد الوزير، أنه يتم إضافة لغة أجنبية أخرى في الصف السابع حتى ينهي الطلاب مرحلة التعليم قبل الجامعي، وهم متمكنون من لغتنا الرصينة ويمتلكون هوية واضحة بينما يتقنون لغتين أخرتين ويدرسون العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية. وأضاف أنه في هذه الحالة ستستطيع الدولة أن تقدم تعليما ممتعا معاصرا بمعايير عالمية مع التمسك ببناء شخصية سوية و«بالمجان» في تنافس مباشر وشريف مع ما كانت تقدمه المدارس التجريبية أو الخاصة لغات في النظام القديم. وقال الوزير: «إذا القضية لدينا ليست تعريبا وإنما نظام جديد بكل أركانه يجعل مدارسنا الحكومية المجانية على مستوى عالمي ولا يدفعنا لأنواع أخرى من التعليم اضطررنا إليها عندما كان التعليم الحكومي المجاني لا يقدم الجودة المرجوة». وعاد الوزير ليتساءل مرة أخرى ما هو نظام التعليم المصري الجديد «تعليم 2» ومن أين أتت قضية التعريب؟ وأجاب الوزير: «يجب التوضيح أنه في ضوء ما ذكرته عن فلسفة النظام الجديد وتكوينه المنهجي فإنه يهدف إلى أجيال تفهم تراثها وهويتها وتاريخها مع فهم للغات أديانها بجانب التمكن من فهم الآخر، لا يمكن ترجمة هذا النظام في العلوم والرياضيات على حدة "كما كان في النظام القديم لغات"؛ لأن هذه المواد تم "تضفيرها" داخل الباقة متعددة التخصصات مع علوم أخرى». وأوضح «شوقي»، أن الاختيار الوحيد هو ترجمة الباقة بأكملها واعتبار اللغة العربية هي المادة المنفصلة، في هذه الحالة يتم تثبيت اللغة الأجنبية عند الطفل على أنها اللغة الأم مع ما في ذلك من فقدان لكفاءة تعلم اللغة العربية وما يستتبعه من فقدان للهوية والانتماء. وتابع: «آمل أن يكون هذا الشرح واضحا وأن نعلم جميعا أنه "ليست هناك قضية تعريب أساسا" وإنما نحن نقدم تعليما جديدا سيتفوق على ما كنّا عليه سنوات مضت، ومن الجائز أن نبقي على مدارس تحت مسمى "حكومية مميزة" أو "خاصة مميزة" ولكن التميز هنا ممكن أن يكون في الخدمات وجودة العملية التعليمية وليس في صلب الفلسفة التعليمية ذاتها». واستطرد: «لقد فضلت الكتابة هنا "عبر الصفحة الرسمية له على فيسبوك"، حتى لا يتم اجتزاء بعض التصريحات أو إساءة فهم بعض الكلمات».