حضرات ومجالس ذكر ومهرجانات تحطيب وألعاب أطفال وبائعون، والآلاف من المريدين والمحبين جاءوا من شتى المحافظات حول ضريحه ومقامه لكى يحتفلوا بالليلة الكبيرة لمولد أشهر الأقطاب الصوفية فى الصعيد سيدى عبدالرحيم القناوى، الذى يحتفل بمولده كل عام فى الأول من شهر شعبان وينتهى بالليلة الكبيرة بمنتصف الشهر والتى توافق اليوم الاثنين. «مدد يا صاحب الكرامات.. مدد يا أسد الرجال» كلمات يتمتم بها زهاد ومريدو «سيدى عبدالرحيم» حول ضريحه، فمظاهر الاحتفال بالمولد لا تتوقف على الإنشاد الدينى التى تنتشر فى محيط المسجد من أبناء الطرق الصوفية كالرفاعية والأحمدية والشاذلية والرحيمية وغيرها من أصحاب الطريقة التى يقدم أصحابها المأكولات والمشروبات المجانية للزائرين، وإنما هناك بائعو الحلوى وحلقات الذكر ومهرجانات التحطيب وسباق الخيول. ففى الوقت الذى تعالت فيه أصوات الذكر والإنشاد والمدح التى يتمايل فيها روادها يمينا ويسارا فى أجواء روحانية، كان الشاب العشرينى محمود عبدالوهاب، يتمايل هو الآخر على حصانه، ممسكا بعصا كبيرة يبارز فيها آخر على أنغام المزمار البلدى، وسط تصفيق وتهليل الجماهير، بعدما يقدم كل فارس عرضا بحصانه، أما بداخل محيط المسجد الكبير كانت السيدة العجوزة فاطمة على، ذو السبعين عاما، توزع أطباق الأرز باللبن على الزائرين، وسط إصرارا منها ورفضها قيام غيرها بذلك، قائلة «ده ندر عليا يا ولدى كنت ندراه لو ربنا نجا ابنى والنهاردة بوفيه». أما فى ساحة الحاج على، أشهر الساحات بداخل مسجد القناوى، حرص القائمون عليها على استقبال الرواد بالإنشاد الدينى وتقديم المأكولات والمشروبات، تبركا بالقطب الصوفى. الأجواء الروحانية بداخل ساحات وحلقات الذكر لم تقف عند البسطاء من المواطنين والمريدين، وإنما تحول الاحتفال بالمولد إلى مناسبة هامة لظهور نواب البرلمان وأنصارهم وكبار العائلات، للإعلان عن تواجدهم واستغلال هذه المناسبة فى وجود أكبر حشود من المواطنين الذين جاءوا من جميع القرى للاحتفال بالمولد. «سيدى عبدالرحيم القناوى» هو عبدالرحيم بن أحمد بن حجون وينتهى نسبه إلى الحسين بن الإمام على، قد ولد بقرية تراغى بالمغرب فى الأول من شعبان عام 521 هجرية، وجاء نازحا للصعيد ليستقر فى مدينة قوص وبعدها بمدينة قنا، وكانت له الكثير من الكتب والمؤلفات، ومات الشيخ الزاهد عام 592 هجرية ودفن بداخل المسجد.