بلا شك هي مواجهة تحمل خصوصية كبيرة لنجم المنتخب الوطني محمد صلاح مهاجم ليفربول الحالي وبطل روما السابق مع الملك توتي، عندما يلتقيا مساء اليوم في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، الأمر الذي يزيد من حماسة وإثارة المواجهة بينهما خاصة للفرعون الصغير الذي يحمل على كتفيه عبء كبير أكثر من أي لاعب آخر سيكون على أرضية ملعب "أنفيلد". فصلاح النجم الأبرز لروما في الموسمين السابقين الذي أرتدى خلالهما قميص الجيلاروسي الشهير، بجانب الملك توتي بالطبع وأيضًا المهاجم البوسني إيدين دجيكو وصاحب الأصول المصرية ستيفان الشعراوي فيما بعد، قاد خلالهم روما للمركز الثاني في الكالتشيو والعودة بقوة لدوري أبطال أوروبا بعد فترة خفوت طويلة لذئاب عاصمة الرومان، قبل أن ينتقل في صفقة ضخمة مطلع الصيف الماضي لليفربول ويقدم واحداً من أقوى المواسم في تاريخ اللاعبين العرب والأفارقة وربما فيما هو أبعد على مستوى لاعبي القارة العجوز بأكملها إذا ما نجح في قيادة فريقه لنهائي كييف الحلم وحمل الكأس ذي الأذنين. ولذلك نعرض لكم في السطور القادمة 3 ملامح رئيسية سترسم شكل تلك المواجهة للفرعون أمام أحفاد نيرون في ليلة من ليالي دوري الأبطال الساحرة والمنتظرة من قبل الكثيرون. 1- حلم الملك لا ملك في روما سوى الفتى الذهبي فرانشيسكو توتي حقيقة، فما قدمه توتي لا يمكن أن يقارن به أحد أو يحققه ربما بصعوبة شديدة، وفي ليفربول هناك ملكاً واحدا الكينج كيني دالجليش واحد من أساطير النادي العظيمة الذي حقق مجدًا لم يحققه قبله أو بعده احدا مع الريدز، إذ فاز بلقب الدوري الإنجليزي كلاعب 6 مرات وكمدرب للفريق 3 آخرين كما أنه جلب 3 ألقاب من دوري الأبطال للفريق الأحمر بأقدامه، ويبقى صلاح هو الملك المصري كما يلقبونه في ليفربول والملاعب الإنجليزية، الملك الذي يبحث عن حلم الملك بالتتويج بدوري الأبطال مع ليفربول ليحقق المجد كما حققه أسلافه في النادي الإنجليزي العريق، فبين الملكين السابقين والملك المصري المنتظر تتويجه على عرش أوروبا يبقى ابن نجريج والغريبة يمشي واثق الخطوة. 2- أخلاق الفرسان بلا شك الملمح المنتظر من لاعب بقيمة واخلاق محمد صلاح عدم الاحتفال في حالة تسجيله لهدف أو أكثر في مرمى فريقه السابق اليوم وبالطبع في مباراة الإياب، الكل سينتظر ما سيقوم به صلاح عقب تسجيله للهدف الذي بات معتادًا عليه لا أكثر فالكل أصبح ينتظر الآن كيف سيسجل مومو هدفه وليس هل سيسجل من عدمه ام لا، فمن البديهي أن لا يحتفل الفرعون بهدفه في مرمى الرومان ولن يحرق العاصمة كما فعل بهم نيرون. 3- ذكريات التألق بعد فترة شك مع البرتغالي جوزيه مورينيو غادر صلاح تشيلسي معارًا إلى فيورنتينا بحثًا عن الفرصة، وتألق بالفعل، لينتقل لروما التي كانت نقطة تحول ثانية في مسيرته الكروية ووصل مع لوشيانو سباليتي في موسمه الثاني مع الذئاب لقمة نضجه الكروي والتكتيكي وأيضًا التهديفي، فعاد شخصًا أخر ومختلفًا تمامًا إلى البريميرليج وقدم ما قدمه هذا الموسم والذي توج عليه نهاية بجائزة لاعب العام فإنجلترا، لذلك تحمل مواجهته لروما ذكريات تألق ومجد جديدة وخطوة أخرى للنجاح بعد فترة شك مع البلوز ربما كادت تقضي عليه كلاعب من الفئة الاولى كما هو الآن في سماء القارة العجوز.